خواطرشعرمنوعات

ليلى والذئب .. صورة وتعليق

مررت مرة بمسابقة ظريفة لعشاق الأدب أجرتها هذه القناة مهندس الأدب على تلغرام. مضمون المسابقة ببساطة هو التعليق بلغة عربية فصيحة وأسلوب جميل على محتوى الصورة حسب ما يصوره لك خيالك، وما يتفنن به قلمك. ورغم أن المسابقة كانت في نهايتها وكان استقبال المشاركات انتهى أو كاد، إلا أني كتبت تعليقا سريعا ألطف به عقلي المشحون بعد تعب العمل، وكانت النتيجة هي ما تقرؤونه في السطور القادمة، وهو فوضى من الكلمات ونفثات عشوائية من نفثات القلم لم أُعِد ترتيبها ولا تعديلها بل أقدمها لكم على الوجه الذي خرجت به أول ما رأيت الصورة.

ذئب المشاعر:

طفلة برداء أحمر تحمل بالونا على شكل قلب وتقف بجوار ذئب أسود في غابة تتدرج من الرمادي إلى الأسود المظلم
ليلى والذئب – صورة وتعليق

الكراهيّة .. الحقد .. 0البغض والغِلُّ وأخواتُه، وكُلُّ ما ادلهمَّ سوادُه وانسدلت ظلمَاتُه .. وحشٌ يسكن دركات القلب، وذئبٌ يستوطن غياهب اللب..  كثيرُ العوَاء، شَدِيدُ العِداء ، خطيرُ الوِجاء .. أسودُ كالحلكِ المظلمِ في الليل الأسْحم ..  أينما استقرَّت قَدَمَاه  اسودَّ القلبُ واغْتِيلَ فجرُه مُستَعجِلًا رَمَسَه ، واختَنَقَ صُبْحُه قبل أن يُلحِق بالزفير شهيقًا يُكمِل نَفَسَه، ويرفَع عن الجَنان  دجنه وغَلَسَه.. فترمّدَ بياضُه وازداد إِضاضُه ..

 جديلة البياض والسواد هذه، لا يضم أولها لآخرها إلا الأحمر الصافي، والحب الدافي .. يد المودة التي تجمع هذا لذاك فيضيء الأول ويستكين الثاني .. لمستها الرفيقة إن ربتت على رأس الذئب أحنى رأسه في انقياد وطاعة، وأصبح بعد الضراوة بمنتهى الوداعة .. ذلك الأحمر الصغير يجيد مسح العبرات، وإقالة العثرات، وصَفَّ الكلمات، وتشتيت الظلمات، وإحياء الزهرات .. هو غيثٌ بلا قطرات تنبعث من نسائمه الحياة .. كل الحياة. 

لمّا   رأيت   الليل   أرخى  سِدله   ..    فوق  القلوب تَفجَّرَت عَبَرَاتيِ

وَمضيت أبحث في ظلام القلب عن .. نورٍ يُبدِّدُ  حلكة   الظلماتِ

لَكنَّني   أنَّا   مشيتُ    تعسّرت ..  أنفاسُ   صُبحِيَ   في دُجى العَثراتِ

وشهدتُ حربا بين جُند الفجر مَا .. طَلَعت وبين جحافلِ العتمات

فتكسرت   فوق   النصال   نصالها .. وتناثرت    كتناثر    الورقات

ذئب   الكراهة   في الظلام   تبسمّت … أنياب  شرّه بالعِداء  العاتِي

وتقرّبت   مِزق المشاعر  ترتجي … منه  الوِداد فَجَادَ  بالصفعات

فَإِذَا أتت   ليلى   بأحمرها   رَأى .. حُبًّا  يَجود  بأعذب   النسماتِ

وتمُدُّ   كفَّ   الود  فوق   جبينه .. فتُبدّل  الضوضاء  بالسّكنات

وتلم شعث القلب في أيمانها … وتُعيد صفَّ الحرف في الكلمات

فكأنها   لمّا   الحياة   توردت   … غيثٌ   همى  لكن   بلا    قطراتِ

بقلم: آفاق

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى