عالم الطفل

العناد لدى الأطفال

العناد ظاهرة شائعة لدى الأطفال ، وهي تعبير عن الرفض للقيام بعمل ما ولو كان مفيدا أو الإنتهاء عن عمل ما و إن كان خاطئا . ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه و القسر يبقى الطفل محتفظا برأيه و موقفه و لو داخليا. ويعتبر العناد من النزعات العدوانية وهو سلوك سلبي وتمرد ضد الوالدين و انتهاكا لحقوق الآخرين وهو محصلة للتصادم بين رغبات الطفل وطموحاته وأوامر الكبار و نواهيهم .

ماهو سن العناد؟

يبدأ من سن الثانية إلى سن الخامسة أو السادسة تقريبا، وقد تؤدي معالجة الوالدين الخاطئة لهذه المشكلة إلى طول فترة العناد وتزايد شدته.

متى يـكون الــعناد ظـاهرة صحية؟ 

إن الطفل يشعر في عامه الثاني أو الثالث بأنه قد تعلم الشيء الكثير فأصبح قادرا على المشي والتنقل وفهم الكلام الموجه إليه. وأصبح يعرف أشخاصا خارج نطاق أسرته، لذلك فإن عناده في هذه المرحلة يكون ظاهرة صحية لأنه يحاول الاستقلال بنفسه والاعتماد على ذاته، وعلى الوالدين أن يتعاملوا مع عناده بشكل طبيعي. بل ينبغي تشجيع الأطفال منذ الصغر على العناد الطبيعي (التصميم والمثابرة)، ومثاله: عندما نرى الطفل يجلس ساعات طويلة لإصلاح لعبته، فهذا موقف جيد نشجعه عليه لأنه يقوي عنده الإرادة والتصميم على تحقيق الهدف.

علامات العناد عند الأطفال

هناك علامات كثيرة تدل على أن الطفل يعاند الإنصياع للأوامر والتوجيهات من الأسرة، وإن تعددت أشكال العناد فالنتيجة واحدة فقد تظهر كل العلامات على الطفل أو بعضا منها وهى كالتالي :

  • الرفض الكامل لأي أمر وعصيانه .
  • إصرار الطفل على فعل سلوك غير مقبول من الأسرة .
  • ردود الفعل المبالغ فيها والتعبير بغضب شديد لأنه يرفض لمجرد الرفض .
  • يصر الطفل على السلوك الخطأ وتتكون لديه رغبة الإستيلاء على أي شيء لكي يحقق هدفه في النهاية.
  • الطفل العنيد دائما يرى نفسه على حق وصواب والباقي على خطأ لذلك يرفض تماما أن يتنازل عن رأيه.
  •  تأخر الطفل في أن يستجيب لعمل أي شيء يسند إليه وتسويف الأمر إلى مدد أخرى

أشكال العناد:

أشكال العناد عبارة عن درجات غير منفصلة تظهر عند تعامل الطفل مع الكبار أو رفاقه، ويظهر على أشكال متعددة مثل:

عناد التصميم والإرادة:

هذا النوع من العناد يحتاج إلى التشجيع من قبل الوالدين، مثل إصرار الطفل على إصلاح لعبته التي قام بكسرها لأن هذا الشكل هو نوع من أنواع التصميم والتحدي.

العناد المفتقد للوعي:

وهو عناد أرعن، حيث يصمم الطفل على رغبته دون النظر للعواقب المترتبة على هذا العناد، مثل أن يصر الطفل على مشاهدة فلم بالرغم من محاولة أهله بإقناعه بالنوم، حتى يستيقظ باكرا للذهاب إلى مدرسته.

العناد مع النفس:

بعض الأطفال يعاندون أنفسهم ويعذبونها، فيصبح الطفل في صراع داخلي مع نفسه، فمثللا إذا غضب الطفل من أمه، بقوم برفض الطعام حتى وأن كان جائع.

العناد كاضطراب حركي:

يكون الطفل معتاد على العناد كوسيلة ونمط ثابت في شخصيته، ويصبح مشاكس ومعارض للآخرين، وهنا يجب استشارة شخص متخصص.

عناد فيزيولوجي:

وهو من أنواع التخلف العقلي، بسبب بعض الإصابات العضوية في الدماغ، فيمكن أن يظهر الطفل بمظهر المعاند السلبي.

ويمكن تقسيمه كما قسمه علماء الاجتماع السلوكي إلى ثلاثة أنواع مختلفة هي:

  1. عناد بشكل مرضي :هو نوع نادر من العناد عادتا يصاحب المرض العصبي والنفسي الذي قد يصيب الطفل في مراحل مبكرة من عمره، وهذا النوع يمكن التعامل معه تحت إشراف المختص النفسي.
  2. عناد بشكل عرضي : هذا النوع من العناد يأتي بشكل عرضي وليس دائم فيحدث نتيجة ظرف معين لابد أن يكون رد الفعل فيه هو العناد، وغالبا يكون بسبب تقلب نفسي أو تغير مزاجي يزول بزوال السبب.
  3. عناد بشكل متكرر :هو الشائع عند الأطفال والذي ترفضه كل الأسر لأنه عائق إجتماعي وتربوي، فهذا النوع يرفض ويتجاهل كل تعليمات وأوامر الأسرة للطفل ومن ثَم يصبح الطفل شخص مذموم وغير محبوب.

أسباب العناد

  • عندما تكون توقعات الكبار و طلباتهم من الطفل بعيدة عن الواقع وغير مناسبة لقدراته وإمكاناته ينتج عن ذلك شعور بالفشل. وعندما يصر الكبار على قناعاتهم وتوقعاتهم يبدأ الطفل بالرفض كسلوك عنادي. وهو في الحقيقة لا يعاند الكبار ولكنه يرفض الوقوع في الفشل الذي يصر الكبار من حوله على الوقوع فيه غير مبالين بمشاعر الخوف والإحباط عنده. وهو في هذه الحالة أفضل منهم في تقدير إمكاناته و ما يمكنه فعله.
  • تقليد الطفل لوالديه في الإصرار على رأيهم وعدم التنازل مهما حاولوا استخدام أسلوب الإقناع وهذا يسمي (التعليم بالمحاكاة) وهذا الأسلوب يتطلب من الوالدين عدم استخدام الحدة في التحدث إلى الطفل واستخدام أسلوب الحوار والنقاش المقنع.
  • عدم تلبية وإشباع حاجات الطفل الرئيسيّة؛ كشعوره بالجوع الشديد، أو النعاس، أو التعب، مما يؤثّر على التوازن النفسي لديه وارتفاع مستوى التوتر فيجعله ذلك يحوم بشكلٍ غير مستقر ومعاند، فيجب أن يكون هذا مؤشّراالعناد لمن حول الطفل بأنّه يحتاج لتلبية حاجةٍ ما أو الحصول على شيءٍ معيّن.
  • يعدّ العِناد أحيانا مؤشّرا على الأزمات النفسيّة التي يمرّ بها الطفل، كشعوره بالغيرة من الأخ الأصغر، أو تعرّضه للمنافسة الشديدة، أو الشعور بالعجز والملل، فتظهر ردّات فعله بشكلٍ سلبيّ ومعارض.
  • التساهل والتدليل الزائد، وتلبية رغبات الطفل مهما كانت. والاستجابة السريعة لبكاء الطفل، والرضوخ لمتطالبه عند الضغط على الوالدين أوإحراجهم.
  • التذبذب في المعاملة مع الأطفال بين القوة والتساهل في أمور كثيرة.
  • رغبة الطفل في تأكيد ذاته واستقلاليته عن الأسرة، خاصة إذا كانت الأسرة لا تنمي ذلك الدافع في نفسه.
  • كثرة الترديد على مسامع الأبناء(أنت عنيد!) أو (إنك عنيدٌ جدا!ً)،وخاصة أمام الآخرين، لأنّ كثرة ترديد هذه الكلمات ترسخ في ذهن الطفل فكرة أنه طفل عنيد فيستمر بالتصرف وفقا لذلك.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد؟

تتعدد الوسائل التي يمكن بها علاج عناد الأطفال  وتأتي بنتيجة فعالة فتحقق النتيجة التي تتمناها كل أسرة لطفلها وهى كالتالي:

  • تحدث وأستمع لطفلك: من الضروري الأخذ بعين الاعتبار رأي الطفل وتخصيص له وقت كافي للاستماع إلى كل ما يقوله. على سبيل المثال، إذا أخبرك طفلك أنه لا يريد اللعب مع أصدقائه، فاستمع إلى أسبابه. ولا تجبر طفلك على فعل شيء لا يريد القيام به. ففي بعض الأحيان يكون مجرد التفاوض كافيا لتحقيق نتيجة جيدة.
  • المشاركة وعلاقة الأخذ والعطاء: يجب على جميع الآباء تعليم أطفالهم المشاركة والأخذ والعطاءفنعلمهم تبادل الألعاب مع الأصدقاء ومشاركة الأم في المنزل وبعض الأمور التي تساعد الطفل في نبذ سلوك الأنانية و تعلم المشاركة بهذه الطريقة سيدرك الطفل أنه إذا أراد شئ عليه أن يعطي شئ في المقابل.
  • السلوك: جميع الأطفال يوجد عندهم سلوك العناد وتصلب الرأي لكن ما قد يزيد الأمور سوء هو تصرف الوالدين و تعاملهم مع الموقف خاصة إذا قام الطفل بإحراج والديه في الأماكن العامة وأمام الآخرين، مما يجعل الآباء يعالجون المواقف بالعنف و الضرب والسب.كيفية التعامل مع الطفل العنيد: الغضب ليس الحل لا تزيد النار وقودًا ينبغي على الآباء التحلي بالصبر والهدوءو محاولة التحدث للطفل ومعرفة سبب العناد بعض الأطفال لا يستجيبون لهذا الأسلوب الهادئ يمكنك عقابهم ببعض الأساليب الأخرى.
  • كن قدوة صالحة له: كن قدوة لأطفالك وقبل أن تمنعه من سلوك معين لا تفعله أنت أولا لأن طفلك هو مرآة لتصرفاتك وأعلم أن عناده مبني على اعتقادات خاصة به يتبناها و يتصرف من خلالها بعض الأزواج يضربون و يسبون زوجاتهم أمام الأطفال. ويتراكم هذا الموقف بذهن الطفل فيقوم بضرب أصدقائه و زملائه و أهانتهم و من دون أن ندري نخلق طفل عدواني.
  •  لا تصرخ بوجه طفلك: يجب التعامل مع الطفل من خلال الصبر والمرونة في التعامل مع الموقف مع عدم العصبية وعدم استخدام الصوت العالي، بجانب استخدام أسلوب التفاهم والإقناع مع الطفل.
  • أعطهم الاحترام: ابتعد عن النظرة السطحية للطفل والاعتقاد بأنه مجرد طفل ليس لديه عقل أو تفكير أو رغبات، وإنما هو إنسان وجب احترامه ومناقشته واعتباره كائنا مثلنا.
  • امدح طفلك وكافئه: عندما ينفذ الطفل الأمر فعلى الأم والأب مكافئة الطفل من خلال التشجيع والمدح عندما يسلك سلوكا جيدا أو يستمع إليك ويطيعك ويمكن أيضا المكافئة عندما يستجيب الطفل ويكون مطيعا.
  • كن لهم المرشد والدليل: يمكنك جعل أطفالك يقدمون أفضل مالديهم وذلك بمساعدتك لهم وتنمية شخصيتهم بخبراتك وتجاربك وأن توضح لهم عواقب الأمور وأفضل طرق التصرف بها.
  • لا تتصرف بعنف وقوة مع طفلك: لاترغم طفلك على تقبل قواعدك وقوانينك بالعنف فهذا سيجعل الطفل خائفا منك ولن يتعلم شئ فهذا من شأنه أن يجعل طفلك ضعيف الشخصية أو متمردا فيما بعد.

نصائح الدكتور طارق حبيب في التعامل مع الطفل العنيد:

الدكتور طارق الحبيب بروفيسور واستشاري الطب النفسي في كلية الطب والمستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود في الرياض، قدّم عدة نصائح في التعامل مع الطفل العنيد. 

  • يعتبر الدكتور طارق الحبيب أن السبب الرئيسي في عناد الأطفال هو كثرة تطلب الوالدين.
  • يعتبر أيضا أن المدح من أفضل الأفعال التي يمكن من خلالها تقويم سلوكيات الطفل كافة، لذا على الأهل الحرص على مدح الطفل بصورة متواصلة بالكلمات الإيجابية.
  • التجاهل الاختياري: من الطبيعي أن لا يقف الآباء والأمهات على أخطاء أبنائهم الكبيرة والصغيرة، فلا بد من تجاهل بعض أفعال الطفل الصغيرة التي لا تتسبب في ضرر للآخرين.
  • يجب على الأهل مساعدة طفلهم على أن يتعلم أن لكل اختيار عواقب، وتربيته على مواجهة هذه العواقب ومعرفة نتائج اختياراته.
  • يتوجب على الأهل تشجيع طفلهم على السلوك الجيد من خلال أسلوب المكافآت والمحفزات.
  • قد يكون النسيان أحد مسببات السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال، لذا على الأهل التذكير الدائم بالسلوكيات الجيدة.
  • التحلّي بفن التفاوض والمناقشة مع الطفل من خلال الاستماع إلى آرائه وأفكاره ومناقشته، فهذا لا يضعف من سلطة الآباء، بل يقوي العلاقات بين الآباء والأبناء.
  • سحب الامتيازات: وهي من أهم وسائل تشكيل سلوكيات الطفل، فالأطفال دائماً ما يريدون شيئا ما منك، فلذلك هذه غالباً ما تكون وسيلة جيدة لتقويم سلوك الطفل.

المراجع

1.كيف أتعامل مع طفلي العنيد؟ ما هي أسباب عناد الطفل؟

2. العناد عند الأطفال

3. العنــــــاد لــــدى األطفـــــال،إعداد المعلمة /حليمة أحمد عسوان.

4. .momjunction.com , https://www.momjunction.com/articles/effective-ways-to-deal-with-stubborn-kids_0076976/#gref , 15/3/20

بعض عناوين الكتب

  • مقياس اضطراب العناد و التحدى ، المؤلف أ.د. مجدي محمد الدسوقي.
  • مشكلات الأطفال”تشخيص وعلاج لأهم عشر مشكلات”، أ.د. عبد الكريم بكار.
  • حاول أن تروضني، للمؤلفبن: العالم النفساني و معالج الأطفال”راي ليفي” والمعالج الأسري “بأوهانلون ” و “تلز نوريس جود”
  • قواعد التعامل مع العناد عند الأطفال، للمؤلف:محمود الرجبي.
  •  الطفل العنيد، للمؤبف: د. محمد شريف سالم.

أنامل مبدعة

بكالوريوس في العلوم الشرعية الإسلامية. مختصة تربية ومستشارة أسرة والعلاقات الأسرية. مهوسة بالتعليم عبر المنصات الإلكترونية عن بعد والكتابة في الشؤون الأسرية والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى