عالم الطفل
أخر الأخبار

استراتيجيات لتنشئة طفل ناجح

اقرأ في هذا المقال
  • نفترض أنّ شخصيتنا وذكائنا وقدرتنا الإبداعية هي معطيات ثابتة لا نستطيع تغيرها، حيث أنّ النجاح هو توكيد على الذكاء الكامن. يصبح السعي نحو تحقيق النجاح وتجنب الفشل بأي ثمن طريقة للحفاظ على الإحساس بالذكاء وامتلاك المهارة.

يريد أولياء الأمور تربية أطفالهم بحيث يكونون أفرادا ناجحين وواثقين وسعداء. هي مهمة صعبة ولكن يمكن تحقيقها، وينبغي ألاّ يستهان بها.

قد يكون هنالك خصائص وراثية تجعل طفلا ناجحا بعكس آخرين، ومع ذلك هناك الكثير من الأمور المثبتة علميا التي يمكن للوالدين القيام بها.

1.مساعدتهم على بناء شخصية مصقولة

في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، قام أستاذ في جامعة ستانفورد وهو Walter Mischel بإجراء تجارب مارشميلو الشهيرة.

في هذه الدراسات عُرض على طفل الاختيار بين مكافأة صغيرة واحدة يحصل عليها على الفور أو مكافئتين صغيرتين يحصل عليهما بعد فترة قصيرة حوالي 15 دقيقة، خلال الفترة يغادر الفاحص الغرفة ثم يعود إليها.

أكثر من 600 طفل شارك في التجربة، عدد قليل منهم قاموا يتناول المارشميلو على الفور. من بين أولئك الذين حاولوا الانتظار، ثلثهم أجّلوا إشباعهم طويلا لحين الحصول على المارشميلو الثانية.

فما هي أهمية هذا الأمر؟

في دراسات لاحقة وجد الباحثون أنّ الأطفال الذين كانوا قادرين على الانتظار لفترة أطول للحصول على المكافآت المفضلة لديهم فإنّهم على الأرجح سوف يحققون نتائج أفضل في الحياة، إذا ما قيست من ناحية التحصيل العلمي في امتحان SAT وأمور الحياة الأخرى.

كيف يمكنك مساعدتهم على تطوير شخصية مصقولة؟

اكتشف عالم نفس في جامعة ستانفورد كارول دويك أنّ الأطفال (والكبار) يفكرون في النجاح في واحدة من طريقتين:

عقلية ثابتة

نفترض أنّ شخصيتنا وذكاءنا وقدرتنا الإبداعية هي معطيات ثابتة لا نستطيع تغييرها، حيث أنّ النجاح هو توكيد على الذكاء الكامن. يصبح السعي نحو تحقيق النجاح وتجنب الفشل بأي ثمن طريقة للحفاظ على الإحساس بالذكاء وامتلاك المهارة.

عقلية النمو

تزدهر على التحدي وترى الفشل ليس دليلا على عدم الذكاء ولكن كنقطة انطلاق، وإذا قيل للأطفال أنَهم تفوقوا في اختبارٍ ما بسبب ذكائهم الفطري من شأن ذلك أن يخلق عقلية “ثابتة”.

لذلك ركز على الجهد وليس فقط على النتيجة

  • ضع لهم هدفاً صعبا
  • هم سيفشلون حتما، مهمتك تتمثل في مساعدتهم على إدارة الفشل
  • ذكّر أطفالك أنَ الفشل ليس شيئا ينبغي أن نخشى منه وليس شيئا دائما
  • ساعدهم على تقدير نقاط القوة الخاصة بهم، ذكِرهم بالمرات السابقة التي تمكنوا فيها من النجاح بعد الفشل

2.علم أطفالك المهارات الاجتماعية

تابع باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة ديوك (University Duke )أكثر من 700 طفل تتراوح
أعمارهم بين رياض الأطفال وسن 25.

ووجدوا ارتباطا كبيرا بين المهارات الاجتماعية عند الأطفال في عمر الروضة ونجاحهم كبالغين بعد عقدين من الزمن.

وأظهرت الدراسة التي استمرت لمدة 20 عاما أنَ الأطفال الأكفّاء اجتماعيا الذين يمكنهم أن يتعاونوا مع أقرانهم، كانوا مفيدين للآخرين وتمكنوا من فهم مشاعرهم وحل مشاكلهم بأنفسهم.

يمكنك مساعدة طفلك على تحسين مهاراته الاجتماعية من خلال:

  • منحه فرص التفاعل مع الآخرين
  • تشجيعه على القيام بأشياء عينية
  • وضع نماذج حول كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة

3.امتلك توقعات عالية

استخدم الأستاذ نيل هالفون Neal Halfon و زملائه من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس البيانات المستخدمة في دراسة حول 6600 طفل ولدوا في عام2001 تبين أنّ توقعات الآباء لأطفالهم لها تأثير كبير على التحصيل.

الأستاذ نيل قال في تصريحٍ له: “الآباء الذين رأوا مستقبل أطفالهم في الكلية يبدو أنَهم ينشئون أطفالهم تجاه هذا
الهدف بغض النظر عن دخلهم والأصول الأخرى التي يمتلكونها”.

4 .تطوير العلاقة مع أطفالك

وجدت دراسة في عام 2014 حول 243 شخصا ولدوا في الفقر أنَ الأطفال الذين تلقوا “الرعاية الحساسة” في
سنوات عمرهم الثلاث الأولى لم يكن أداؤهم أفضل فقط في الاختبارات الاكاديمية في مرحلة الطفولة، ولكن كان
لديهم علاقات صحية أفضل وزيادة في التحصيل الدراسي في عمر الثلاثينات.

يستجيب الآباء الذين يقدمون الرعاية الحساسة لاشارات طفلهم على وجه السرعة وبشكل مناسب و توفير قاعدة آمنة للأطفال لاستكشاف العالم.

5 .علِم أطفالك الرياضيات في وقت مبكر

وجدت دراسة أجريت عام 2007 حول 35.000 طفل في مرحلة ما قبل المدرسة في جميع أنحاء الولايات
المتحدة وكندا وإنجلترا أن تطوير مهارات الرياضيات في وقت مبكر يمكن أن يتحول إلى ميزة كبيرة.

6 .تحقيق مستويات التعليم العالي

عالمة النفس ساندرا تانغ في جامعة ميشيغان وجدت في دراسة عام 2014 أنَ الأمهات الذي أنهوا المدرسة الثانوية أوالكلية كانت أكثر عرضة لتنشئة أطفالهم على هذا النحو.

قد لوحظ هذا من قبل علماء آخرين. في دراسة طويلة عام 2009 حول 856 شخصا في نيويورك، وجد عالم
النفس اريك دبو أنّ ” المستوى التعليمي للوالدين عندما يكون الطفل في عمر 8 سنوات يتوقع نجاح تعليمي/ مهني كبير للطفل بعد 40عاما.”

7 .حاول تحقيق وضع اجتماعي اقتصادي أعلى

لاحظ Dan Pink أنَه كلما ارتفع دخل الوالدين، كلما ارتفعت نتائج الأطفال في اختبار SAT.
ليس الفقر في حد ذاته هو الذي يؤثر على الأطفال إلى أنَ الاجهاد الذي يأتي معه.

8 .قم بإدارة الصحة العقلية الخاصة بك، قلل من توترك

وجدت عالمة الاجتماع Kei Nomaguchi أنّ “تعرض الأمهات للاجهاد وخصوصا عندما تشعر الأمهات بالتوتر بسبب ضغط العمل ومحاولة تخصيص وقت مع الأطفال، هذا في الواقع قد يؤثر على الأطفال بشكل سيء”

العدوى العاطفية أو ظاهرة نفسية حيث يلتقط الأشخاص مشاعر بعضهم البعض، تظهر الأبحاث أنَه إذا كان صديقك سعيدا، من شأن ذلك أن يسعدك أنت كذلك .

إذا كان أحد الوالدين يشعر بالارهاق أو الاحباط، فإنَ الحالة العاطفية قد تنتقل للأطفال.

9 .امدح أطفالك باعتدال

  • ينبغي عليك بكل تأكيد أن تثني على طفلك للقيام بشيء جديد أو صعب، ولكن لا تبالغ في ذلك.
  • إذا اعتاد طفلك على المدح والثناء تجاه كل عمل يقوم به، فإنَه لن يعرف أي الإنجازات تستحق الإحتفال بها.
  • قد لا يكترث طفلك بمجاملاتك إذا كانت مبالغ بها ولن يأخذها على محمل الجدّ.

10.دع طفلك ينقذ نفسه بنفسه

  • من الطبيعي والمعتاد أن تهرع لإنقاذ طفلك كلما تعرض لسوء ما، سواء كان جسديا أو عاطفيا.
  • يجب أن تعلمه أن يدافع عن نفسه، حيث أنَ ذلك سوف يبني الثقة في شخصيته .
  • ينبغي أن يدرك الطفل أنَ الفشل هو جزء طبيعي من الحياة، ويجب أن يتعلم كيفية استعادة توازنه .

11. اسمح له باتخاذ قراراته بنفسه

كلما سنحت لك الفرصة في السماح لطفلك الاختيار من بين الخيارات المختلفة، سوف تكتسب الثقة في قراراته .

12. كن إيجابيا

  • تابع الأمور الجيدة التي يقوم بها طفلك.
  • خلال الأوقات الصعبة، قد يشعر طفلك بالهزيمة أو بخيبة الأمل، ولكن كن حريصا على أن يشعر مرة أخرى بالتفاؤل.
  • قدّم له المشورة المفيدة والإيجابية كلما شعر بالإحباط.
  • اشرح له أنَ كل شخص لديه نقاط القوة والضعف الخاصة به، والهزية لا تعني أنَ عليك الإستسلام، لكن عليك الاستعداد وبذل جهد أكبر لتحقيق هدفك.

13. شجِع اهتماماته

  • اخلق فرصا لطفلك ليكون ناجحا.
  • اجعل طفلك يمارس الأنشطة المختلفة.
  • الأطفال الذين يشعرون بالحماس جاه أمر ما، بغض النظر عمَا هو الأمر، يميلون إلى أن يكونوا فخورين بذلك.

14. شجِع التصرفات التي فيها إيثار

  • إذا كانوا يشعرون بأنهم قادرين على إحداث فرق، هذا سيساعدهم على رفع الروح المعنوية وثقتهم بأنفسهم.
  • شجِع العمل والنشاط التطوعي.

15. ساعد طفلك على حل المشكلة

ذا أتى طفلك إليك بمشكلة ما، اسأله حول ما يراه مناسبا لحل هذه المشكلة .

16. ثق بهم

بيِن لهم أنَك تثق في أحكامهم وقراراتهم ، ولا تبين لهم العكس.

  • احترمه .. اصغي له .. قدره .. اشكره .. اعتذر له .. امدح مزاياه .
  • لا تناديه بصفة سلبية وإن كانت فيه حتى لا تدعمها .
  • اجعل له رأي في بعض أمور الأسرة التي تناسب عقله وعمره 

17. تجنب الأمور التالية

  • توجيه الانتقادات لهم ولكن انتقد التصرفات “أنت صبيٌ سيئ مقابل لقد فعلت شيئا سيئا”
  • التشكيك باستمرار حول قدراتهم.
  • الاشادة فقط بأفعالهم، بدلًا منهم كأفراد.
  • إعاقة اهتماماتهم في استكشاف المصالح الأخرى.
  • مقارنتهم بالأطفال الآخرين أو أشقائهم.

أيها الأب، أيتها الأم ما عليكما إلاّ أن تجلسا جلسة استرخاء في جو جميل وأنتما بكامل صفائكما ثم تتفكرا في ابنكما أو ابنتكما، وتستعرضا جميع مؤشرات البحث والتنقيب بكل موضوعية وهدأة بال. لتخرجا بصفة مميزة وإيجابية ولو كانت صغيرة في نظركما، ثم تنفخا في تلك الصفة وتجعلا منها مفتاحا لقلب ابنكما أو ابنتكما، ويدا تنفض الغبار عن إيجابيات غابت عن نظركما بسبب التركيز دوما على مواطن الضعف والسلبيات.


المراجع

1- اسس التربية السليمة (منصة ادراك)

2- طفلي للكاتب نايف القرشي

بواسطة
manzili.lif

أنامل مبدعة

بكالوريوس في العلوم الشرعية الإسلامية. مختصة تربية ومستشارة أسرة والعلاقات الأسرية. مهوسة بالتعليم عبر المنصات الإلكترونية عن بعد والكتابة في الشؤون الأسرية والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى