صفات الطالب المثالي

من هو الطالب المثالي ؟ ماهي صفاته ؟ كيف تميزه عن غيره ؟
أسئلة تتفاوت أجوبتها وتختلف من شخص لآخر ، فكل لديه معايير خاصة وصفات معينة تجعله يرى طالبا ما مثاليا أو لا . لكن هناك صفات مشتركة لا يختلف عليها اثنان . ومن أبرز هذه الصفات :
الانتباه والاهتمام الشديد بالدراسة
وهي الصفة الغالبة التي تميز الطلاب المجدين عن غيرهم . إذ تجد الدراسة أحد أهم أولوياتهم في الحياة . هذا إن لم تكن الأولى عند أغلبهم . فهذا النوع من الطلاب ، شديد الاهتمام بدروسه ، حريص عليها ، على اكتسابها ، وفهمها ، وفك الغامض منها ، وحل الواجبات المرافقة لها . وانتباهه مركز على درسه ، سواء في صفه ، إذ تجده كما يقال ” قلبا وقالبا ” مع الأستاذ ، ينصت له يكل جوارحه ، و ينهل العلم من معينه الفياض ، وكذا في منزله .
الطموح العالي
يتميز أغلب الطلاب المثاليين بطموح عالٍ ، ويتطلعون نحو أفق واسع بعيد وواعد . ولديهم دائما أهداف مرسومة ، سواء كانت قريبة أم بعيدة .
الرغبة في العلم
للطالب المثالي المتميز رغبة كبيرة في تحصيل العلوم ، وطلبها أنّا كانت . وتراه كالظامئ المتعطش للعلم ، كلما رأى له منبعا أو منهلا سَارَعَ للاغتراف منه ، و رَيِّ ظمئه .
الأدب و الانضباط وحسن الخلق
وهذه صفة غالبة على المتميزين المجتهدين . مع أنه كثيرا ما سمعت في محيطنا اعتقادهم أن صفة الانضباط والأدب ” الزائد ” كما يسمونه ، هي حكر على البنات ” المجتهدات ” ، ولا تنطبق على الأولاد ، وهذا خطأ ، وتفكير مريض . وأكثر من يروجون له و يرددونه باستمرار ، أولئك الطلبة ” المتمرجلون ” الذين يحسبون أن الرجولة والنضج في ترك الدراسة وإهمالها ، و سوء الأدب مع الأساتذة ، و التصرفات السخيفة التي إن رأيتها شعرت بالغثيان ، هذا إن لم تستفرغ ما في جوفك حقيقة .
وأذكر في هذا السياق ، أن طالبا معنا في السنة الأولى من التعليم المتوسط ، كان شديد الانضباط ، مؤدبا ، مهذبا ، حريصا على دروسه ، رغم أنه لم يكن الأول على الصف أو الثاني لكن الجميع يشهد له بهذه الصفات . أتذكر أنه لما أخذ علامة متدنية عما كان يطمح له في إحدى المواد ، حزن حزنا بان على محياه ، واغرورقت عيناه بدموع لم يسمح لها أن تنزل وغالَبها ، تحت مُسَمَّى ” الرجال لا يبكون ” و ” دموع الرجل عار وعيب ” . لكن زملاءه لَمَحُوها على أهدابه ، فجعلوه يومها مسخرة ، ونكتة ، وأطلقوا العنان لكلمات الاستهزاء ، إذ كيف يهتم ويحزن على علامة نقصت . فانبهم الأستاذ يومها تأنبيها شديدا ، وعلمهم حجم أنفسهم ، فما عاودوا الكَرّة بعدها .
والطالب المتميز خلوق ومهذب ، وأخلاقه تشهد له مع نفسه ، ومع غيره ، وأينما حلّ . فهو مطيع لوالديه ، بار بهما ، محترم لمعلميه ، مقدر لجهودهم ، شاكر لهم بذلهم وعطاءهم . وهو مع زملائه وإخوته الصديق الصدوق ، الوفي الأمين .
الدقة والإتقان
يتميز أغلب الطلاب المثاليين بالحرص على الوقت ، واحترامه ، والدقة فيه ، وتنظيمه ، وإدارته . وأوقاته ثمينة لا يصرفها في السفاهات والكماليات الفارغة ، قليلة النفع ، أو منعدمته . وهو كذلك دقيق في عمله ، مخلص فيه ، متقن له . وهو يؤمن ويطبق قوله صلى الله عليه وسلم : “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” .
المسؤولية
الطالب المثالي لديه حس عال بالمسؤولية . فهو مدرك تماما أنه المسؤول الأول عما يبدر منه ويصدر من تصرفات ، وأعمال ، فيتحمل تبعاتها ، و نتائجها . وهو أهل للمسؤولية ، يمكن الاعتماد عليه فيما يعرفه ويستطيعه دون قلق من إهمال أو نحوه .
التعاون والتعاطف
في أغلب الأحيان ، يكون أمثال هذا الطالب متعاونا ، متضامنا مع الآخرين ، متعاطفا معهم . مع أنّي أعرف بعض من يمكن أن يندرجوا تحت مسمى الطالب المثالي ، لكن هذه الصفة فيهم قليلة ، ونادرا ما تظهر .
وهناك صفات أخرى يدرجها البعض ، مثل كونه مبدعا ، فاعلا ، ذكيا ، قياديا وغيرها الكثير .
وقد كتبت شعرا لخصت فيه صفات المجدين المتميزين حسب نظري . فأنا أرى أنه الشخص الذي رباه الإسلام ، وعلمه القرآن ، فصار مثال المؤمن الحق ، والمؤمن بطبيعته محب للعلم ، طالب له ، مجد في تحصيله ، حريص عليه ، منضبط فيه . و فيه قلت :
أَعْطَــى إِجَــابَتَهُ و قَلْبُهُ مُوقِنُ أَنَّ التَّفَـوُّقَ لَا مَحَــالَةَ كَائِـنُ
مَنْ فِي رِفَاقِهِ يُبْلِي مِثْلَ بَلَائِهِ مَنْ ذَا يَجِدُّ كَمَا يَجِدُّ و يُتْقِنُ
مَنْ ذا إذَا مَا حَلُّ مَسْأَلَةٍ خَفَى عَنْ صَحْبِهِ يَلْقَى الحُلُولَ ويَفْطِنُ
الكُلُّ يَعْرِفُ فِيهِ جِدّهُ و التُّقَى أَخْلَاقُهُ عند الجميعِ الأَحْسَنُ
حُلْوُ الكَلَامِ خِصَالُهُ مَحْمُودَةٌ بِحَدِيثِهِ يَهْنَى الفُؤَادُ و يَسْكُـنُ
خَيْرُالصِّحَابِ تَرَاهُ دَوْمًا إنْ دَرَى بأخِيهِ هَمًّا قَامَ عَنْهُ يُهَوِّنُ
و إذا رَأَى كَرْبًا عَرَاهُ أو اكْتَوَى أَلَمًا جَنَانُهُ رَاحَ عنهُ يُسَكِّنُ
و يَمُدُّ كَفَّهُ لِلصَّدِيقِ مُسَانِدًا لا يَجْفُ خِلًّا أو يَخُونُ ويَغبِـنُ
و يُسرُّ إن لاقَاهُ هاشًّا بَاسِمًا و إذا لَقَى دَمْعًا بِعَيْنِهِ يَحْزَنُ
و يُطِيعُ أُمَّهُ نُورَعَيْنِهِ كَيْ يَرَى مِنْهَا الرِّضَا .. وبِها يَبَرُّ ويُحْسِنُ
و أَبُوهُ نَبْضُ فُؤَادِهِ يا مَا سَعَى لِيَرُدَّ دَيْنَهُ .. آه لــو يَتَمَكَّنُ
قُرْآنُ رَبِّهِ فِي فُؤَادِهِ رَاسِخٌ ولَعَمْرِي ذَاكَ هُوَ السِّلَاحُ الأَثْمَنُ
أكْرِمْ بِهِ مِنْ مِشْعَلٍ يَغْدُو بِهِ لَيْلُ الدُّنَى صُبْحًا يَشِعُّ فَيَفْتِنُ
بقلم : آفاق
حسب رأيكم ، من هو الطالب الذي يستحق لقب المثالي المتميز ؟ شاركونا آراءكم ، وتجاربكم .