شخصياتمنوعات

في رثاء الأستاذ وثيق بن مولود

صباح يوم الأحد 06 ربيع الآخر 1442 هـ ، الموافق لـ 22 نوفمبر 2020 م ، انتقل الأستاذ وثيق بن مولود إلى رحمة الله . وجميع أسرة حياتي المنزلية تتقدم بأحر التعازي لعائلته ورفاقه ، ونسأل الله أن يثبته عند السؤال ، ويجعل الجنة مثواه ومأواه .

الأستاذ وثيق بن مولود رحمه الله

عن الأستاذ ..

د.وثيق بن مولود بعد تأثره بكوفيد 19 ، ومعاناته بسبب ضعف التنفس مما أدخله المستشفى لحاجته الماسة للأكسجين.
وُلِد الأستاذ يوم 23/ 12/ 1961 م بالمدية . و درس في مدارس المدينة وثانوياتها حتى المرحلة الثانوية أين تحصل على شهادة البكالوريا من ثانوية فخار عبدالكريم سنة 1981.
ثم التحق بجامعة المدينة المنورة بالسعودية أين أكمل مرحلة الإجازة/ الليسانس سنة 1985 بتقدير جيد جدا.
ثم أكمل الماجستير في ماي 1994 بتقدير جيد جدا في جامعة الجزائر [المعهد العالي لأصول الدين سابقا] برسالة بعنوان: “العموم وأهم مخصصاته وآثاره الفقهية“، تحت إشراف: د. محمد مقبول حسين .
ثم ناقش رسالة الدكتوراه في نوفمبر 2007 بتقدير جيد جدا، بموضوع: “القاضي أبو بكر بن العربي واختياراته الفقهية من خلال عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي“، تحت إشراف د.محمد فركوس.
عمل أستاذا بكلية العلوم الإسلامية بالخروبة في قسم الشريعة خاصة أستاذا لعدة مقاييس: كفقه العبادات وفقه الأسرة والقواعد الفقهية والفروق الفقهية وغيرها.
له أعمال علمية غير مطبوعة منها :

  • مسائل في فقه الطهارة
  • مسائل في فقه العبادات
  • محاضرات في فقه الأسرة
  • حكم قتل الجاسوس
  • من أعلام المالكية: الإمام القرافي
  • أصول الفقه عند الإمام النورسي.

كما كان رحمه الله مؤطرا ومناقشا لعديد من رسائل الدكتوراه والماجستير والماستر طيلة مشواره التدريسي .

من أشهر صفات الأستاذ تواضعه ودماثة خلقه فلا يرد سائلا في العلم، ولا يأنف من التعلم ممن يصغره سنا أو درجة علمية، يشهد ذلك من خالطه.
ومما يُعرَف من مناقبه رحمه الله أنه كان يترك كتب العلم في شهر رمضان ولا يتفرغ إلا لكتاب الله تاليا ومتدبرا.
وقد كان ممن يسعى في قضايا الصلح بين المتخاصمين من الأسر والإخوة والشركاء والجيران وكانت الناس تسمع لكلمته وتذعن لحكمه.
كما كان رحمه الله إماما مدرسا متطوعا في مساجد المدينة كمسجد النور ومسجد أبي ذر الغفاري وغيرها.

__ النبذة مأخوذة عن تلاميذه __

وممّا قال فيه الأستاذ فتحي بودفلة ، مُثنيا ومُشيدا ومذكرا :

إنّ أبلغ ما يتعظ به الواحد منّا، إذا حضر جنازة، أن يتمثل نفسه مكانها…كذلك فعلتُ أمس …. ليس فطنة منّي هذه المرة… بل غِبْطَةً و”غَيْرَة” من رجل النّاسُ يثنون عليه في كل مكان، في الجامعة يحدثونك عن تفانيه، عن خلقه، عن طيبته، عن تضحيته…، في مدينته يتحدثون عن المـُعَلِم، عن الداعية، عن الخطيب، المدرس… مساجد المدية تعرفه كلّها… في بيته وعائلته يحدثونك عن الحنان، والعطف، والحب، والرعاية….ذهبنا لزيارة قبره…فقيل لنا اسألوا من شئتم سيريكم قبره… دخلنا المقبرة فإذا بعدد كبير ممّن توفوا بهذا الوباء، -في هذين اليومين فقط-…لكن أوّل من سألناه أرشدنا إلى قبره، مثنيا عليه…
هذا الثناء الحسن…هو الذي جعلني أغبط الأستاذ ميتا…رغم أنّني لم أتعامل معه حيّا، وما كان تعاملي معه يزيد على التحية والسلام، لكن يشهد الله أنّني كنت أحبّه ليس حبّاً عاما، حبا يلزمني تجاه المسلمين كلّهم بل حبّا خاصا، زائدا على الواجب…ولا أجد ما أفسِّر به هذا الحبّ سوى كون الأرواح جند مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف….كنت أعجب فيه من فم لا يعرف إلا الابتسامة، ومن وجه البشاشة طبعه، والتواضع سمته…والله أمس فقط لما رأيت أولاده انتبهت لشيء في سلوكه وخلقه…فقد كان في أولاده شيئا من النحافة والطول، تماما كأبيهم، غير أنّ أباهم يختلف عنهم في كون طوله -على خلاف أولاده- ما كان باديا عليه… لا لشيء إلاّ لكون طرق رأسه حياء وتواضعا أخذ شيئا من هذا الطول…
لقد مات..لكن عمله لا يزال حيّا مستمرا في ثناء زملائه، ومعارف طلبته، وسلوكات تلامذته، وأخلاق مريديه، ودعاء وصلاح أبنائه…فحدود عمله بعد موته امتدت واتّسعت…
فمن أرد أن يقدم لربّه فليستثمر فيما بعد موته وقبل حشره… ليعلم النّاس أمور دينهم…. فإنّه بعد موتك سيصلي عنك العشرات ممن علمتهم الصلاة، وكذلك سيفعل المتوضئون، والصائمون، والذاكرون…..وستعبد ربك خارج حدود نفسك “

الفسيفساء

كاتبة متخصصة في العلوم الإسلامية والتغذية الصحية ومهمتة بعلوم الحاسب والبرمجة وتعلم اللغات الحية .

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى