فوائد شواهد في العلم وهوى النفس من كتاب أدب الدين والدنيا

بعد أن عصرتُ عقلي محاولة استحضار فكرة، أو كتابة مقال صغير، وآلمني رأسي قبل أن أجد ضالتي وأحرز غايتي، لجأت إلى دفتري الأثير باحثة عن فوائد أو اقتباسات أو أي ثرثرات دونتها سابقا لأضمنها مقال اليوم.ووجدت –ولله الحمد- فوائد جليلة و شواهد جميلة في العلم والنفس والشهوات واتباع الهوى من كتاب أدب الدين والدنيا للماوردي، وهو كتابٌ نفيس ممتع وعظيم النفع.

في اتباع هوى النفس وشهواتها:

إذا ما رأيت المرء يقتاده الهوى … فقد ثكلته عند ذاك ثواكله
وقد أشْمَتَ الأعداءَ جهلًا بنفسه … وقد وجَدَت فيه مقالا عواذله
وما يردع النفس اللجوج عن الهوى … من الناس إلا حازم الرأي كامله

– قال الشاعر:

صبرت على الأيام حتى تولت … وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى … فإن أطمعت تاقت وإلا تَسَلَّتِ

ولست براءٍ عيب ذي الود كله … ولا بعض مافيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيب كليلة … ولكن عين السخط تبدي المساويا

ما من روى أدبا ولم يعمل به … ويكف عن زيغ الهوى بأديب
حتى يكون بما تعلم عاملا … من صالح فيكون غير معيب
ولقلما تغني إصابة قائل … أفعاله أفعال غير مصيب

وفي الدنيا وزوالها : أراها وإن كانت تُحب كأنها … سحابة صيف عن قريب تقشع

في العلم والجهل:

جهلت فعاديت العلوم وأهلها … كذاك  يعادي العلم من هو جاهله
ومن كان يهوى أن يرى متصدرا … ويكره “لا أدري” أصيبت مقاتله

وفي الجهل قبل الموت موت لأهله … فأجسامهم قبل القبور قبور
وإن امرءا لم يَحيَ بالعلم ميت … فليس له حتى النشور نشور

يا نفس خوضي بحار العلم أو غوصي … فالناس ما بين معموم ومخصوص
لا شيء في هذه الدنيا يحيط به … إلا إحاطة منقوص بمنقوص

تفنن وخذ من كل علم فإنما … يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل … به ولعِلم أنت تتقنه سَلمُ

لا خير فيمن كان خير ثنائه … في الناس قولهم غنيٌّ واجد

إذا لم يكن مر السنين مترجما … عن الفضل في الإنسان سميته طفلا
وما تنفع الأعوام حين تعدها … ولم تستفد فيهن علمت ولا فضلا
أرى الدهر من سوء التصرف مائلا … إلى كل ذي جهل كأن به جهلا

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني … سعي الفتى وهو مخبوء له القدرُ
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها … والنفسُ واحدة والهم منتشرُ

Exit mobile version