تعريف الثوم
الثوم نبات معمر من جنس البصل ، من فصيلة الزنبقيات (Liliacées). اسمه العلمي باللاتينية Allium Sativum و هي مشتقة من All أي الحار نظرا لطعم الثوم اللاذع . يسمى بالفصحى الثّوم والفوم ، كما ورد في قوله تعالى في الآية 61 من سورة البقرة : ” إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ… ” .
يلفظ الثوم بالعامية الشامية والمصرية وأيضا في بعض ولايات الجزائر “التوم” بالتاء ، وذلك غالبا نسبة لاسمه الفرعوني “حتتوم” .
يحتوي الثوم على عناصر مطهرة ومعقمة تتركز في خلاصة كبريتية مؤلفة من الكبريت وأكسيد الآليل . هذه العناصر الطيارة هي التي تعطي للثوم رائحته الخاصة.
الثوم عبر التاريخ :
عند المصريين :
تعود معرفة الثوم إلى ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد . فقد تضمنت نقوشات هرم الجيزة في مصر ، المبني منذ 4500 سنة ، معلومات عن الاستخدامات المتعددة للثوم من قِبل المصريين . حيث كانت فصوص الثوم هي الغذاء الأساسي للعمال الذين عملوا في بناء الأهرامات ، إذ كانوا يتناولونها قبل البدء بالعمل لتزودهم بالطاقة والقوة الضرورية وتقيهم من الأمراض . كما كان الفراعنة يقدسون الثوم ويحرمون مضغه ، وكانوا يبتلعون الفص دون مضغ لأن مضغه جريمة ، وقد كان الثوم يقدم أيضا قربانا للآلهة نظرا لقيمته عندهم وتكريمهم له .
عند اليونانيين :
كرم اليونانيون الثوم تماما كالمصريين . إذ كانوا يقدمونه كقربان إلى مذابحهم لطرد الأرواح الشريرة حسب اعتقادهم . وكانوا يقيمون منافسات لأكبر رأس ثوم مقدَّم ، ويكافؤ الفائز بطبق من طعام الآلهة . وقد ذكر كذلك في مسرحيات “أريستوفان” (مؤلف مسرحي كوميدي يعتبر من رواد المسرح الساخر في اليونان القديمة) .
عند العرب و المسلمين :
عرف العرب الثوم قديما ، وذكره بعض شعرائهم ، كقول الشاعر :
الثوم مثل اللوز إن قشرته | لولا روائحه وطعم مذاقه |
كالنذل غرك منظرا فإذا ادعى | لفضيلة ينمى إلى أعراقه |
وقال ابن المعتز :
وكامخ الثوم لما أن بصرتُ به | أبصرتُ عطرا له بالأكل أمّارُ |
وقد كتب عنه أطباء العرب والمسلمين في كتبهم كابن سينا ، وابن ابيطار والرازي ، واستخدموه علاجا للكثير من الأمراض . وكتب عنه القزوني في كتابه “عجائب المخلوقات” و كذا ابن القيم في كتابه ” الطب النبوي” .
وقد ذكر أيضا ، أن عرب الصحارى البعيدة كانوا يعلقون الثوم في أعناق الأطفال للوقاية من الأمراض .
عند الأوروبيين :
عرف الأوروبيون الثوم عن طريق العرب . وأول من أدخله إلى فرنسا هو “جودفروى دى بويون” قائد الحملة الصليبية الأولى ، أحضره معه من فلسطين . وأصبح الثوم بعدها مفضلا عند الفرنسيين خاصة في جنوبها ، ومنها انتشر في باقي أوروبا . حتى إن فيكتور هيغو قد ذكر في إحدى قصائده أنه كان يقدم للحصادين مع الخل لبعث النشاط فيهم أثناء العمل . وكان الرومان يتناولونه كذلك قبل بدء المصارعة .
أنواع الثوم
بستاني
هذا النوع من الثوم الأكثر شهرة وانتشارا . يزرع في البساتين و يستخدم كنوع من أنواع التوابل
بري
يعرف بثوم الحية ، وفيه مرارة وقبض . ينمو في الأحراج والمروج وعلى سفوح الجبال
الثوم الفرنسي
يدعى الفرنسي لأنه يزرع و ينتشر بكثرة في فرنسا .
الثوم اليبرودي
سمي بذلك نسبة إلى مدينة يبرد بسوريا ، أين تنتشر زراعته بشكل كبير .
الثوم الذكر
يكون هذا النوع على شكل فص واحد كبير الحجم . وهو أقل انتشارا من الثوم العادي .
الثوم الأحمر
يعرف بالثوم الأحمر أو الروسي أو ثوم الفيل . هذا النوع لا يختلف بتاتا عن الثوم العادي المعروف ، إلا أنه أحمر اللون و أوراقه صالحة للأكل ، وتقشيره أسهل .
الثوم الصخري
ينتشر في بلاد الشام وتركيا . فصوصه متوسطة الحجم .
فوائده
للثوم فوائد كثيرة ، واستعمالات جمة نذكر منها أنه :
- من أهم التوابل المستخدمة في الطعام . يضاف إلى المآكل لتطييب الطعام و تحسين نكهتها .
- نافع لداء الثعلب والبهق
- يقتل الصئبان والقمل
- رماده يساعد في إزالة البثور
- يساعد على اندمال الجرب المتقرح ويعالجه.
- يستعمل لخفض ضغط الدم
- يقتل الجراثيم
- يحفظ البلعوم واللوزتين من الالتهاب
- إذا احتقن به ينفع للعلاج من عرق النسا لأنه يسهل الدم والخلط المراري
- تفيد مضمضة طبيخه في التخفيف من ألم الأسنان ووجعها ، خاصة لو خلط بالكندر ( وهو اللبان البدوي أو الشحري)
- يفيد في علاج السعال المزمن ، والتخفيف من آلام الصدر الناجمة عن البرد
- يساعد في تصفية الصوت
- يفيد لعلاج عضة الكلب
- يخرج الدود من البطن
- نافع من لسع الحيات
- يلين البطن ويوقف الإسهال الميكروبي
- يدر البول والطمث (الحيض) خاصة إذا جُلِس في مطبوخ أوراقه وساقه
- يخرج العلق من الحلق
- ينشط القوة الجنسية
- يفيد الأعصاب
- يفيد في علاج تساقط الشعر ويساعد على تكثيفه
مضارّه
- رديء للبواسير والزحير (تَقْطِيعٌ في البطنِ يُمَشِّي دَماً أو هو شد في البطن عند الرغبة في التبول أو البراز)
- ليس جيدا للحبالى (الحوامل)
- يمنع عن المرضعات لأن رائحتة تختلط بحليب الأم فيمتنع عنه الطفل
- يهيج الأوجاع القديمة في الرأس والأذن
- يصدّع الرأس
- يعطّش
- يجيّف رائحة الفم
- يمنع عن المصابين بضعف المعدة والهضم والكلى والمثانة لأنه عسير الهضم ومهيج للمعدة والجهاز البولي
- الإكثار منه يؤدي إلى زيادة ضغط الدم
- يضعف البصر ويجلب بثورا في العين
طريقة استخدامه في العلاج
يعتبر الثوم مضادا حيويا لاحتوائه على مادتي الليسن (َAllicine) والجارليسين (Garlicine) ويستخدم كعلاج طبيعي حيوي للكثير من الأمراض . ومن بعض الوصفات المستخدمة :
للسموم
يهرس خمسة فصوص ثوم وتخلط بفنجان عسل مذاب في مغلي الحبة السوداء ، ويشرب فورا ويكرر صباحا ومساءا .
لتطهير المعدة
يشرب فص ثوم مقطع على الريق ، ويشرب بعده كوب من الشمر المحلى بعسل . يكرر ذلك يوميا لمدة أسبوع .
لإذابة الكوليسترول ومنع الجلطة
اخلط السلطة أثناء تناول الطعام بقدر فصين مهروسين من الثوم وتناولها يوميا .
لإدرار البول وتطهير المجاري البولية
يغلى الشعير غليا جيدا ويترك ليبرد . بعد ذلك يخلط بثلاثة فصوص مهروسة من الثوم ، ويشرب بعد ذلك على الريق يوميا ، مع الإكثار من شرب عصير الليمون بعدها والعصائر غير الغازية .
لسوء الهضم والغازات والمغص
دهن البطن بزيت الثوم المخلوط بزيت الزيتون .
لعلاج التيفويد
تقطع خمس فصوص من الثوم ، وتخلط في حليب ساخن محلى بعسل ويشرب قبل النوم ، مع دهن العمود الفقري والأطراف بزيت الثوم الممزوج بزيت الزيتون . وفي الصباح يستنشق بخار الثوم لمدة خمس دقائق .
للقروح المتعفنة
يُدق الثوم حتى يصبح كالمرهم ، و يُضمد به على الجرح . أو يمزج الثوم المهروس في ماء دافئ ، وينظف بهذا الماء الجرح لتطهيره .
للدفتيريا
يمضغ فص ثوم كاللبان لمدة ثلاث دقائق دون بلع ثم يبلع بعد ذلك . يكرر هذا بعد كل أكل يوميا ، ويستنشق بعد ذلك بخار الثوم المغلي في ماء لمدة ثلاث أو خمس دقائق مع عدم التعرض للبرد .
لعلاج الروماتيزم
يدق رأس الثوم بعد تقشيره ، ثم يعجن في عسل مع ملعقة حلبة ناعمة ويخلط حتى يصبح كالدهان . يوضع الخليط على مواضع الروماتيزم من المساء حتى الصباح مرة أو مرتين .
للأعصاب
يقطع فص ثوم ويبلع بحليب ساخن عليه قطرات من العنبر على الريق يوميا ، ليقوي الأعصاب ويهدئها .
للصمم
تسخن سبع فصوص من الثوم المهروسة ممزوجة مع زيت الزيتون على نار هادئة . وتقطر في الأذن قبل النوم مع سدها بقطعة قطن ، ثم تنزع صباحا وتكرر العملية يوما بعد يوم .
للأنفلونزا
يشرب عصير البرتقال والليمون المضروب في سبعة فصوص ثوم ، ويشرب على الريق يوميا ، مع استنشاق مغلي الثوم قبل النوم .
للزكام والرشح
بلع فص ثوم بعد كل أكل . شرب عصير الثوم بالليمون . استنشاق بخار الثوم .
للسرطان
الٌكثار من أكل الثوم باستمرار لاحتوائه على مادة الألبين المضادة للسرطان .
للسعال الديكي
- تقشر فصوص الثوم وتقطع ، ويضاف إليها ملعقتان من العسل الأسود . يترك مدة ثلاث ساعات ثم يصفى ويحفظ لاستعماله كشراب ضد السعال .
- إضافة فص من الثوم إلى قليل من الحليب المغلي .
- استنشاق بخار مغلي الثوم مع الماء والملح كل مساء .
للسل الرئوي
استنشاق بخار الثوم ، وأكل ثلاث فصوص ثوم مهروسة مع قطعة خبز على الريق لمدة شهر .
للكوليرا
أكل ملعقة من معجون الثوم في العسل بعد الأكل للوقاية من الكوليرا .
لطرد الديدان
إضافة فص من الثوم إلى قليل من الحليب المغلي وتشرب بدون سكر قبل النوم
لتفتيت الحصوة
يخلط فنجان من عصير الليمون ، مع فنجان من زيت الزيتون وحفنة بقدونس مقطعة ، مع نصف فنجان من الثوم المهروس . يؤخذ قدر ملعقة من الخليط قبل النوم يوميا ثم شرب كمية من الماء .
للقشرة
تدق ثلاث رؤوس من الثوم حتى تكون كالعجين ، ثم تعجن في خل التفاح . تعبأ بعد ذلك في قارورة وتترك لمدة أسبوع في الشمس . يدهن الرأس بها بعد ذلك مع التدليك لمدة أسبوع ليقضي على القشرة وينعم الشعر ، مع الدهن بزيت الزيتون بعد أسبوع من ذلك .
لتقوية اللثة والأسنان
تفرم كمية من فصوص الثوم المقشرة وتدلك بها اللثة .
للصداع
يدهن بقليل من زيت الثوم مكان الصداع ليزول .
للدوخة
عجة البيض بالثوم وزيت الزيتون تقضي على الدوخة وتؤكل ثلاث مرات لثلاثة ايام متتالية .
مسكن لألم الأسنان
وضع نصف فص ثوم على موضع الألم .
لتصلب الشرايين وضغط الدم
يدق الثوم و يُلقى في زيت الزيتون ويترك لمدة أربعين يوما مغطى في الشمس . بعد ذلك تؤخذ منه ملعقة على الريق لمدة أربعين يوما .
للوقاية من الطاعون والإيدز
شرب ثلاث فصوص من الثوم ممزوجة مع كوب عسل يوميا .
لعلاج ضغط الدم المرتفع
تناول فص الثوم على الريق يوميا
دهون لأمراض الصدر وتساقط الشعر
تقطع فصوص الثوم وتوضع في وعاء وتغطى بكمية من الفازلين أو الدهن النقي . يغطى الوعاء ويوضع في ماء ساخن لمدة ساعتين ، ثم يهرس ويمزج جيدا فيكون منه مرهم يدهن به مكان الألم .
نصائح عن الثوم
- يجب الاحتفاظ بالقشور التي تغطي فصوص الثوم لأنها تحميها من العفن .
- لا ينصح بالاحتفاظ بالثوم طويلا لأن هذا يجعله مخرشا ، أي أن قشرته الخارجية تصفر وتسقط وتخرج براعم خضراء من فصوصه . مما يجعله عسير الهضم وأحيانا مؤذيا .
- للتخلص من رائحة الثوم ، يمكن تناول حبات غضة من الفول ، أو حبات من البن ، أو الكمون ، أو الينسون أو الهيل ، أو عروق البقدونس ، أو قطعة جوز أو تفاحة . استعمال اللبان أو النعناع .
المراجع
- تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب ، للشيخ داود الضرير الأنطاكي
- الأعشاب دواء لكل داء ، فيصل بن محمد عراقي
- الطب النبوي ، ابن قيم الجوزية
- القانون في الطب ، ابن سينا
- قاموس الغذاء والتداوي بالنبات ، أحمد قدامة
- المعتمد في الأدوية المفردة، الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني
- حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار، أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم الغساني الشهير بالوزير