الجبل
يا راسخا و صخور سفحك تشهد و يفيض عزا من عُلاك المشهد
و تناطح العلياءَ منك ذؤابةٌ البدر يعرف هامها و الفرقـد
رمز الصمود فلست تخشى وابلا أو عاصفا للريح أو إذ ترعد
كم عشت يا راسي العماد وكم رأت عيناك من قرن يمر و يبعد
كم ذا بكهفك قد تبتل عابد يدعو و أصداء الجوار تردد
و أوى إليك شريد قوم لم يجد مأوى سواك يقيه مـا يترصد
و شهدت أزمانا تبدل حالها و رأيت أقواما تضل و تفسـد
و من ابتنى صنما ببعض حجارة فغدا إلها في الخلائق يُعبد
و عبيد شمس أو عبيد بهيمة تُحنى الرقاب لها و جهلا تسجد
و هناك من عرف الحقيقة واهتدى ومضى يناجي ربه ويوحد
كم للجبال من المفاخر إن بغت عن كل مخلوق هناك تماجد
أُحُدٌ نُحِبُّهُ و النبي يحبه يا بخته ، بالفضل كم يتفرد
وأطاع إذ قال النبي اثبت فما يغشاك إلا مصطفانا الأمجد
و الماجد الصديق أفضل صاحب و اثنان كل منهما مستشهَد
و حراء محراب الحبيب و فيه قد نزل الأمين يقول أنت الموفد
و يقول اقرأ يا محمد بِاسْم مَن برأ الدنى و له الخلائق تسجد
و اذكر من احتضن النبي و ضمه فبغار ثور قد حماه الأوحد
ممن سعى يبغي اندثار عقيدة و يضم أعوان الضلال و يحشد
عرفات يا جبلًا تَنَزَّلُ رحمةٌ به ، والحجيج له تسير وتقصد
والحج أنت ، فليس يكمل إلا إن وقفوا عليك ،وفي ذراك توحدوا
لا لست أحصي يا عظيم مناقبا لك ، لا ولست لها الزمانَ أُعَدِّدُ
يكفيك صوتك للإله مسبحا و عطاءَه حتى القيامة تحمد
بقلم : آفاق