منوعات

يوم مع الديناصورات .. أرض ما قبل التاريخ (قصة)

تلاميذ هذا اليوم  في قلوبهم الاشمئزاز من ” الجيولوجيا “. المادة المملة التي تحكي تاريخ الكرة الأرضية في الحقب الزمنية القديمة ، يوم لم يكن الإنسان متواجدا على سطحها. وبطل قصتنا أحد هؤلاء فلنتابع أحداثها معاـ

بينما أنا منشغل في كتابة بحثي عن الأرض وكائناتها في العصر ما قبل التاريخ، والذي أنوي أن أنهيه في طرفة عين ،إذ أني لا أقدر على وصف شعوري في هذه اللحظة الممتزج بالملل والقشعريرة والاشمئزاز. عندها غفوت قليلا ، ولوهلة قصيرة أفقت فوجدت نفسي أنام على عشب طري ناعم مخضر ، والأرض تهتز بشدة فحسبت أنه زلزال مدمر. وعندما رفعت رأسي أرى مخلوق عجيب طوله أضعاف طول أبي وعرضه يزيد عن عمتي بالملايين. بعد أن أفقت من غفلتي أسرعت بجسمي ونفسي ،ولحسن حظي كنت أسرع منه فنجوت .

أرهقت من شدة الركض وجف حلقي من الماء، فأبصرت على بعد أمتار جدولا من الماء فرويت نفسي. وانبسطت تحت شجرة عملاقة ذو شكل غريب لونها مائل للحمرة ورائحة زهرها تشبه في حلاوتها الياسمين. بدأت أتأمل المكان. لاحظت أغرب المخلوقات وأعجبها بعد أن تجولت قرب الشاطئ فوجدت بعض الحيوانات شبيهة بالحلزون تدعي “الأمونيت”، تتواجد في الجب بكثرة و”ثلاثية الفقريات “تعيش في اليم . أعلم أن الحيرة ملأتكم وتتضارب الأسئلة في أذهانكم فكيف لي أن أعرف أسماء هذه المخلوقات.. لا تعجب أيها القارئ هذا  ثمرة ما أنتج بحثي ـ

بعد اللف والدوارن صادفت المخلوق العملاق وهو يدعى “تيركس” الذي طاردني قبل لحظات. شاهدته يركض مسرعا فتبعته. وفاجأني وجود مخلوق أقل طولا من الأول، وأشد عرضا منه يدعي”تريسرتوب”، وهو مقبل على التهام صغيره (أي صغير تيركس). فهلعني المشهد ولم أعي ماحدث لأني هرعت وأمسكت الصغير وركضت بسرعة. فغير المخلوق مساره وتبعني مجدد ا فوضعته من الفزع إلا أني سقطت وما إن حاولت القيام آلمني قدمي ، فوقعت. عندها التفت إلى ورأيت مشهدا يعجز اللسان عن وصفه، مخلوق متوحش يضم ولده ويمسح عليه بهدوء ، وفي هنيهة عاد يلتفت إلي. انتابني فزع وخوف لاقترابه مني لكن لوهلة وجدت نفسي  جالسا على ظهره ، ياله من شعور جميل يحلم به أي شخص للتمتع به.مضى قدما في طريقه وأنا أغتنم تلك اللحظات قبل أن يعود إلى طبيعته، غير أنه واصل مسيره على هذا الحال. في تلك الثانية تغير رأيي في المادة وأصبحت من معجبيها .

يوم مع الديناصورات .. أرض ما قبل التاريخ

علا بعدها صراخ دوى أذني فأفقت، ورأيت أمي حاملة معها سكين مطليا بدم الدجاج، عندها علمت أن كل ما حدث كان مجرد حلم لاينسى مدى حياتي. حلم صغير حدث في دقائق معدودة ولكنه نقطة تغير لحياتي، فبعد أن كبرت وتخرجت من جامعتي صرت باحثا في علم الآثار وقمت برسم لوحة تصف حلمي وعلقتها في متحف الرسوم عسى أن تكون هي الأخرى تجعل غيري ميالين لهذه المادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى