لفتات وثرثراتمنوعات

جفت الأقلام وضاعت الفكرة.. هل نضب معين الأفكار؟

جفت الأقلام وضاعت الفكرة .. وانتهت القصة قبل أن تُكتب العِبرَة. الأقلام جفَّت، والأدب ختم قصته قبل نهايتها حتى لا ينزلق أكثر ممَّا هو منزلق، ولا يُضِيعَ طريقه الصحيحة في المفترق.

قد جفت الأقلام ، أقلام المبدعين ، الذين كانوا بالأمس الأمل الذي يحيي نفوس القراء، ويشعل في قرارت صدورهم الشعاع الذي يدفئهم. واليوم انحطت الأذواق، وتدنت الأخلاق، فما عاد يبزغ إلا نجم من يكتب الخزعبلات والثرثرات الفارغة، التي لا تضمد جراحا ولا تسكن ألما، ولا تضحك قلبا ، و لاتفيد بعلم ولا تعظ مذنبا، وتحكي بها أخبار العالم.

أصبح الكتاب اليوم –وأستثني ما بقي من أقلام محافظة بناءة– يكتبون من أجل المال فقط ، أو من أجل الشهرة ، على أننا لانعمم ذلك على الكل. لم يعد الكتاب يتنافسون في محتواهم ، ولا يلهم البعض منهم البعض الآخر ،  جفت أقلامنا فمن يملؤها لنا؟ من يجعل منها اليوم تنشر البشر في القلوب وتمسح الدمع عن جراح غزة وفلسطين ، وإدلب الحزينة ، من يخرص بها أفواه المعتدين ،  من يكتب شعرا يسمع به كل بقاع الأرض ، فيشعل في القلب الميت عزما ، أين الفكرة التي تبني ثمرة؟

من أين الفكرة

هذا الكلام طرق ذهني حين كنت أحاول أن أكتب بعض الكلمات.فالتفتُّ إلى من معي ، علِّي أجد منهم مغيثا ، فقال أحدهم : اكتب “جفت الأقلام” ، فاستوحيت بذلك فكرة ، بكلمتين فقط رماها أحدهم.  أحيانا قد تحتاج الكثير من الوقت لتجلب الفكرة ، وأحيان تحتاج أقل من ذلك ، وذلك مادمت تحاول الكتابة ، فإن لم تحاول ، لن تكتب شئ .

كما أن الفكرة قد تستوحى من كثرة القراءة والمطالعة ، فيخزن عقلك  مواضيع الكتب أو المقالات المقرؤة ويستلهم منها فكرة جديدة ، وقد يجمعها فتصير فكرة بحد ذاتها ، فمثلا قرأت اليوم عن السيرة وأحاديث النبي فالعقل يجعلها موضوع لك ، فتجمع أحاديث النبي في حديث عن حياته ، أو تقرأ الإخبار ، فتتمشى مشاعرك مع أحداث العالم المحزنة أو المفرحة ، فأتيك الفكرة ، كما تقرأ عن يوم العيد ، أو تقرأ كما في هذه الأيام عن فلسطين تكتب عنها أو إدلب وغيرها ، الفكرة نتاج ما قرأته وماعيشته ، أو خضته من تجارب ، على أن للفكرة التي تكتب بضوابط عدة .

ضوابط الفكرة

على الفكرة أن تكون هادفة  ، أي أنك تريد أن تبلغ أمرا  مهم وتوصله إلى قلوب القراء، ثانياها أن تكون واضحة ومفهومة ، أي أنها تتضح للكبير والصغير ، للعالم والجاهل ، ثالثها أن تبلغ بطريقة فذة ومبدعة ، سليمة من الأخطاء ، كما أن الفكرة وجب عليها أن تكون صحيحة بذاتها ، فلا تكتب عن إشاعة مثلا أو خبر مكذوب إلا إذا أردت أن تبين أو تكشف كذبه ، أوتبين صحته ، مع أن هذا الضابظ هو ضابط أخلاقي يتماشي مع نفس الإنسان .

عصارة عقل

هذا ما رأى العقل أن يكتبه لكم ، إذ أن هذا المقال خلاصة ما قرأ ت عن الأمر وما جربته بنفسي أثناء  كتابتي للمقالات أو القصص  ، أرجو منه أن يكون ذو قائدة لكم ، و إلهام للكم ، تتخذون منه  فكرة جديدة لمقال جديد ، فتتوسع بذلك المعارف وتزيد الفائدة وتنضج وتكبر الثمرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى