لفتات وثرثرات

رسائل في الهمة .. إلى كل من استبد به العجز

فكرت كثيرا فيما أنشره اليوم، لكني مع حر هذه الأيام وتعب الصيام وجدت نفسي عاجزة حتى عن عصر قطرة من دماغي الجاف قد تبض بفكرة تصلح موضوع مقال. ثم ألهمني هذا العجز أن أعود لرسائل في الهمة كنت قد كتبتها قبل مدة في أسابيع الهمة التي نُظِّمت كمبادرة لطيفة من إحدى قنوات التلغرام القَيِّمَة، لشحذ العزائم المنثلمة، وإيقاظ الهمم النائمة.. وما أحسن من التحدي والمنافسة باعثا لها وشاحذا لأسنتها.

تلك الأسابيع كانت مخصصة للحرص على إنجاز شيء في العلم الشرعي سواء بمدارسة كتاب وتلخيصه أو حفظ قرآن أو مراجعة. ذلك أننا في غمرة انشغالاتنا الفعلية أو المفتعلة، نسهو كثيرا عن علوم الشرع ونركنها في الزاوية إلى أجل غير محدد وعَودٍ غير مؤكد. ونَعُدُّها في الغالب كماليات لا يُرجع لها إلا عندما تنقضي الأشغال وتُتَمُّ الأعمالُ، ويخلو البال، وتصفو الحال، بينما هي الأساس والأصل وغيرها الفرع.

الرسالة الأولى:


سَلَامٌ عَلَى قُلُوبٍ حَلَّ عَلَيهَا رَبِيعُ القُرآنِ فَأَزهَرَت بِالخَير، وَنَوَّرَت بِالبِرّ ..
رَبِيـــعُ القَـلبِ قُـــرآنٌ وَذِكــــرُ..
وَنُورٌ لِلنُّفُوسِ، هُدًى وَخَيرُ..

تُضَــاعَفُ إِن تَلَونَاهُ العَطَايَـا..
وَفِي كَلِّ الحُرُوفِ يَزِيدُ أَجرُ..


فَهَيَّــا يَـا بُنَــاةَ المَجدَ نَتــلُـو..
مِـنَ الآيَاتِ مِقدَارًا يَسُرُّ..


مَن يَدعُوهُ النَّبعُ العَذبُ لِيَروِيَ ظَمَأَ القَلبِ فَلَا يَنهَلُ مِن مَعيِنِه؟
مَن تشرَّعُ لَهُ أَبوَابُ الخَيرِ وَنَوَافِذُ البِرِّ فَيُديرُ لَهَا ظَهرَهُ؟
مَن تُفتَّحُ لَهُ الرِّيَاضُ الزَّاهِرَةُ لِيقطِفَ مَا شَاءَ مِن الزَّهرِ، وَيَنشَقَ مَا طَابَ مِنَ العِطرَ فَلَا يَدخُل؟
وَنحنُ اليَومَ لِكُلِّ هذَا ندعُوكُم ..
لِرَوضٍ بِهِ زَهرُ أَجمَلُ مِن كُل الزَّهر، وَعِطرٍ أَطَيَبُ مِن كُلِّ عِطر ..
لِنبعٍ مِنَ البَرَكَاتِ ومَعِينٍ مِنَ الرَّحَمَات..

فَمَن لَهَا يَا أَهلَ العَزَائِم؟

هِيَ العَزَمَاتُ قَد نَادَت بَنِيهَا..
فَمَــــن لِنِدَائـــِهَـــا فَـــورًا يُلَـــــبِّي..


وَمَن إِن قَالَ دَاعِيهَا هَلُمُّوا..
تَقَدَّمَ جَمعُهُم مِن كُلِّ صَوبِ..

الرسالة الثانية:


? سَلَامٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسَائِمِ عَلَى أَهلِ العَزَائِم ..?

الفَجرُ لَاحَ فَشَمِّرِي الأَكمَـامَـا ..
ولتُوقِدِي العَزمَ الجَمِيلَ ضِرَامَا ..

أُسبُوعُ هِمَّتِنَا سَيَبدَأُ فَانهَضِي ..
وَلتُحضِرِي الأَورَاقَ وَالأَقلَامَـا ..

سَنُجَدِّدُ النِّياتِ ثُمَّ نَسِيرُ فِي ..
دَربِ الفَضَائِلِ ، فَاسبِقِي الأَيَّامَا ..

الأيَّامُ تَمضِي .. وَالعُمرُ يَقضِي ⏳ .. وَمَا يَضِيع ُمِنَّا فِي الرَّدهَاتِ، لَا تُعِيدُهُ الحَسَرَاتُ وَالزَّفَرَات ..(≧﹏ ≦)

وَلِهَذَا أُخَيَّاتِي .. ?

يَا مَن جَمَعتكُنَّ الهِمَمُ العَالِيَّة ? .. والأَهدَافُ السَّامِيّة ..

لِنَشُدَّ الكَفَّ بِالكَفِّ ?، وَنَرُصَّ الصَّفَّ إِلَى الصَّفِّ .. وَلنَمْضِ سَوِيًّا فِي دَربِ العَمَلِ .. يَحدُونَا الأَمَل .. وَتَقُودُنَا الإِرَادَةُ القَوِيَّة .. وَالهِمَّةُ الفَتِيَّة ..

الرسالة الثالثة:


? سَلَامٌ وَأَلفُ سَلَامٍ عَلَى الصَّامِدَاتِ فِي دُرُوبِ الخَير?

سَلَامٌ مِن ذُرَى العَليَاءِ يُلقَى ..
إِلَى أَهلِ العَزِيمَةِ وَالكِفَاحِ ..

وَأَهلِ العِلمِ مَا سَلَكُوا طَرِيقًا ..
بِهمَّتِــهِم إِلَى قِمَــمِ النَّجَـاحِ ..

أهلا بكن أَخَوَاتِي ?

النَّجَاحُ يَبدَأ مِن فِكرَة? .. وَالغَيثُ أَوَّلُهُ قَطرَة ? .. وَشَمعَةٌ صَغِيرَةٌ تَحتَرِقُ لِتُضِيءَ الزَّاوِية? خيرٌ مِمَّن استَسلَمَ لِلظَّلَام ..

مَا أَجمَلَ أَخَوَاتِي أَن نَكونَ تِلَكَ الفِكرَة التّي خَرَجَت مِن رَحِمِهَا صَيحَاتُ النَّجَاح ..

أَو نَكُونَ القَطرَةَ التّي مَا نَزَلَت حَتَّى جَاءَ مَعَها الغَيثُ.. فَأَحيَى المَوَات وَبَعَث الحَياة ..

وَمَا الأَفضَلُ وَالأَعظَمُ مِن أَن نَكونَ الشَّمعَةَ التَّي أَنَارت الظَّلمَاء حِينَ أُطفِأَت الأَضواء ..

لَا مُستَحِيلَ أَخيَّاتِي إِن حَمَلنَا مِشعَلَ الهِمّة ? ..

لَا مُستَحِيلَ مَا كَمَّمنا الرّغَبات وتَرَكنَا المُلهيات .. وتَحَدَّينَا نُفُوسَنَا المُترَدِّدَة وَأَهوَاءَنَا المُتَمرِّدَة .. نَقُودُهَا فِي الدَّربِ السَّدِيدِ كَمَا يَقُودُ الفَارسُ الشَّديدُ حِصَانَهُ العَنِيد ..

فَهَلُمُّوا سَوِيًّا نَخُوضُ هَذَا التَّحَدِّي بِعَزَائمَ كَالفُولَاذِ .. لَا ينخَرُهَا الكَسلُ ، وَلَا يُليِّنُهَا الفَشَل ..

الرسالة الرابعة:


مَن مِنَّا لَم يَقَع فِي فَخِّ التَّسوِيف ؟ ..

مَن مِنَّا لَم تُطبِق مَصيَدَةُ الكَسَلِ عَلَى عُنُقِه ؟ ..

مَن مِنَّا لَم يَخطُ خُطوَةً وَعَجَزَ عَن إِتبَاعِهَا الثَّانية وَالثَّالِثَة ؟ ..

وَمَن مِنَّا لَم يَتَوَشَّح الإِحبَاطَ وَيَتَّزِر الفَشَل ؟ ..

كُلُّنَا ذَاكَ الإِنسَانُ الَّذي صَفَعَتهُ خَيبَاتُ الحَيَاةِ المُرَّة .. وَخَذَلتْهُ نَفسُه أَلفَ مَرَّة ..
كُلُّنَا نَقَعُ .. لَكِنَّ أَفضَلَنَا مَن يَقُومُ ..
كُلُّنَا نَضِيع .. لَكِنَّ خيَارَنَا مَن إِذَا عَرَف الدَّربَ رَجَع ..

وَلِنَكُونَ مِن خيَارِ الأُمَّةِ سَنَرجِعُ عَن مَتَاهَاتِ الغَفلَة وَمَفَاوِزِ التَّسوِيف .. وَنسلُكُ دَربًا سَلَكَهُ قَبلَنَا الفَاتِحُون، وَأَنَارَهُ لَنَا المُخلصَون .. ?

دَربُ الهِمَّة : هُو الجِسرُ المَتِينُ نَحوَ القِمَّة، وَبَصِيصُ النور فِي قَلبِ العَتمَة ، وَالأَمَلُ الَّذِي يُبدِّلُ حَالَ الأُمَّة..

هِيَ خُطُوَاتٌ صَغِيرَةٌ تِلكَ التِي نَخطُوهَا ؛ لَكِنَّ صِدقَهَا يُقَوِّيهَا وَ كَثرَتَهَا تُنَمِّيهَا ، وَالعِلمَ الذِي تَسعَى خَلفَهُ يَرفَعُهَا إِلَى أَعلَى المَرَاتِب .

بِالهِمَّةِ العَليَاءِ نُنجِزُ وَعدَنَا ..
وَنُوَدِّعُ التَّسوِيفَ وَالإِهمَالَا ..

لِنُجدِّدِ النِّيَّـــاتِ إِنَّ طَرِيقَنَــا ..
صَعبٌ إِذَا لَم نُخلِصِ الأَعمَالَا ..

بَدَأَ التَّحَدّي فَلنَكُن أَهلًا لَهُ ..
فالنَّفسُ تَبغِي لِلنّجَاحَ نِضَالَا..

يَا هِمَّــةً أَحيَــت عَزَائِــمَ أُمَّــةٍ ..
وَمَضَت تُطَلِّعُ فَجرَهَا المُغتَالَا ..

سِيرِي بِعَزمٍ لِلأَمَامِ فَإِنَّ ذَا ..
مِضمَارُ سَعيٍ فاقَطَعِي الأَميَالَا ..

الرسالة الخامسة:


كَيفَ نُحَوِّلُ انشِغَالَاتِنَا اليَومِيَّة إِلَى إِنجَاز ؟

أَشغَالُكِ كَثِيرَة ؟
لَا تَكَادِين تَخرُجِينَ مِن المَطبَخ ؟
العِنَايَةُ بِالصِّغَارِ تَشغَلُ وَقتَك.. التَّنظِيفُ .. الطَّريقُ بَينَ الجَامِعَةِ وَالبَيتِ.. الوَقتُ الضَّائِعُ فِي الجَامِعَة .. كلها أَوقَاتٌ تَرَينَهَا شَاغِلًا وَمَانِعًا مِنَ الإِنجَاز ..

لَكِن مَاذَا لَو جَعَلنَاهَا هِي وَقتَ إِنجَازِنَا ؟

وَأنتِ فِي المَطبَخ، شَغِّليِ مُحَاضَرَةً وَرَكِّزِي مَعَهَا، فَعَمَلُ المَطبَخِ لَا يَحتَاجُ سِوَى قَلِيلٍ مِنَ التَّركِيز ..

أَنتِ خَارِجَ المَنزِل أَيًّا كَانَت وِجهَتُك؟ رَاجِعِي حَدِيثًا أَو سُورَةً مِنَ القُرآنِ أَو مَنظُومَةً أَنتِ بِصَدَدِ حِفظِهَا ..

أَنتِ فِي جَمعَةِ أَهلٍ أَو صَدِيقَات ؟ وَجِّهِي أَحَادِيثَكُنَّ إِلَى مَوضُوعٍ مُهِمٍّ ضِمنَ عُلُوِم الشَّرعِ أو أي علم نافع .. حَوِّلي الجَلسَة لِنِقَاشٍ أو تبَادُلِ فَوائد أو أَيِّ شَيءٍ آخر يُحتَسَبُ ضِمنَ إِنجَازِك وَيَعُودُ بالنَّفعِ على الجميع ..

كَانَ الشَّيخُ عَلِي الطَّنطَاوِي رحمه الله لَا يَجلِسُ مَجلِسًا مَعَ أهلِهِ إِلَّا وَأَلقَى فِي ثَنَايَا الحَدِيث كَلِمَةً أَو سُؤَالًا أَو مُلحَةً مِن المُلَح تُدِيرُ دَفَّةَ الحَدِيث مِن الأَحادِيث العادِيَّة الَّتِي لَا تَجُرُّ نَفعًا، إِلَى أَحَادِيثَ عِلمِيَّة ذَاتَ فَوَائِد .. فَلَا يَتَفَرَّقُ المَجلِسُ إِلَّا وَقَد انتَفَعَ الجميع علما جديدا ..

الرسالة السادسة:


سَلَامٌ عَلَى مَن جَاءَ يَقفُو خُطَى العِلمِ..
عَلَى  الهِمَّةِ  العَليَــــاءِ  يَا ثُلَّةَ  العَـــزمِ ..

سَلَامٌ  عَلَيكُـــم  أَنتُمُ خَيـــرُ  مَكسَــبٍ ..
فَهَيَّا جَمِيعًــا  نَمتَطِــي  صَهوَةَ الحُلمِ ..

نَغُوصُ  بِأَعمَاقِ  المَعَــــارِفِ نَستَقِـي ..
مِن نَبعِهَا الفَيَّاضِ مِن خَيرِهَا الجَمِّ ..

سَلَامٌ عَلَى كُلِّ أُختٍ قَرَأَت الدَّعوَةَ فَلَبَّتهَا، وَسَمِعَـت عَن أَيَّامِ الهِمَّةِ فَأَحَبَّتهَا ..

سَلَامٌ عَلَى كُلِّ مَن رَأَى دَعوَتنَا فَفزَّ لَهَا جَنَانُه، وَتحَفَّزَ كَيَانُه، وَتَكَلَّم عَنهَا لِسَانُه لِيَنشُرَهَا بَينَ الأَصحَابِ، ويُوصِلَ خَبَرَهَا للأَحبَأب..

?سَلَامٌ عَليكم وأَلفُ سلام ?..

رَمَضَان حَزَم حَقائِبَه وغَادَر؛ فَوَدَّعناهُ مُرغَمِين، وشَيَّعنَاهُ مُكرَهِين.. لكِنَّ خَيرَه ما زال فينَا مَوجُودًا وَأَثرهُ مَشهُودًأ. وإن كَانَت هِممُنَا فِي أيَّامهِ عَالية، وأَوقَاتُنَا غَالِية، فَلتَكُن بعدَ رَحِيلِه أَغلَى وأَعلَى، حَتَّى لا تَكِلَّ العَزائِم وتتَقَاعَسَ عَن نَيلِ المكَارِم.

وَ °°~ أُسبُوعُ الهِمّة ~°° مَاهُو إِلَّا مَحَطَّةٌ نَتَزوَّدُ مِنهَا وَقُودًا نشعِلُ بهِ فَتِيلَ الهمَّة للأيَّامِ القادمِة، ونُنيرُ بِهِ شَمعَةً سَيَتَّقِدُ لَهيبُهَا مع الأيّام بِآمَالِ وعَزَائِمِ الكِرام.

°°~ أُسبُوعُ الهِمّة ~°°  عَادَ لِيُشرعَ أَبوَابه لِكُلِّ مَن طَرَق بَاب المَعَالي وسلك دربها يَبغِي القِمَّة .. فَأهلًا بمَن قَصَده، وسلامٌ عَلى مَن صَعَده ..

عِلمُ الشَّرِيعَةِ زَادُنَا وَالمَنـهَلُ .. وَالهَديُ  فِيمَا نَبتَغِيـهِ وَنَأمُلُ
فِيهِ السَّنَا وَالنُّورُ  فِيهِ نَجَاتُنَا .. وَدَلِيلُنَا  فِيمَا  نَقُولُ  وَنَعمَلُ
فَلِذَا هَلُمُّوا نَستَقِي مِن وِردِهِ.. نَروِي قُلُوبًا مِن ظَمَاهَا تَذبُلُ
وَنَؤُمُّ رَوضًا  فِيهِ  كُلُّ نَفِيسَةٍ .. نَجنِي  فَوائِدَ  جَـمَّةً  وَنُحَصِّلُ
أُسبُوعُ  هِمَّتِنَا  أَتى  فَتَأَهّبِي .. يَا أُختُ نَقتَحِمُ الغِمَارَ وَنَبذُلُ
عَزَمَاتُنَــا  تُحيِي  مَكَـــارِمَ  أُمَّــةٍ ..مِفتَاحُ نَهضتِهَا الكِتَابُ المُنزَلُ

الرسالة السابعة:


مَشَيتُ وَالعَزمُ فِي قَلبِي جَدَائِلُهُ ..
مَتِينَةً  ظُفِرَت  بِالسَّعيِ  وَالعَمَلِ ..

حَثَثتُ خَطوِي إِلَى العَليَاءِ أَنشُدُهَا..
فَإِن  كَسِلتُ  تَبَدَّى  طَارِقُ  الأَمَـلِ ..

يَقُولُ  إِيَّاكَ  أَن  تَرضَى  بِمَنقَصَــةٍ..
وَلَا تَقِـــف أَبَـــدًا  إِلَّا  عَلَـى  جَبَـــلِ ..

السّلام عاطِرًا ? علَى هِمَمٍ لَا تَرضَى بالأعجَازِ ، وَلَا تُقَصِّرُ فِي الإِنجَاز ..

قَد لَا يَبقَى لَنا طولَ العُمر إِلَّا تِلك السُّويعات التي نَسرِقُهَا مِن يَومِنَا في طلب علم شرعي أو تَدبُرٍ أو حِفظ  .. تِلكَ الدّقَائِقُ التي يجدها البعض همَّا جَاثِمًا عَلى الصّدر يتنفس الصُّعَداء عند انتهائه، ليتفرغ لأمور الدنيا وهو أسعد الخلق بها، بعدما كان ضجِرًا بِما هو حريٌّ بِه أن يكون مصدر السعادة  وسبب الانشراح .. لكنّها الموازين حينما تنقلب عند المرء؛ يصير حكمها حَائفًا، وقولها زائفا .. والنّفس عندما تتبع هَوَاهَا فَيحِيدُ بِهَا عن الرّشَاد ويُجنِّبُهَا السَّدَاد .. فَيَا أَيَّتُهَا الهِمَم الصّامِدة معنا، الوَفِيَّة لِعَهدِنَا ، لَا تستثقِلي العمَل فِي هَذِه الجَادَة فَهُو الزّاد عِندما نرحل من الدّنيا مفلسين، واثبتي على درب اليقين.

رسائل قصيرة:


الأولى:

هِي العَليَاءُ تَرقُبُ طَالِبِيهَا ..
وَنَحنُ لَهَا سَنَصعَدُ دُونَ شَكِّ ..

سَنَمشِي الدَّربَ مَهمَا كَانَ صَعبًا..
وَنكمِلُ دُونَما جزعٍ وَضنكِ ..

دُروب الخير بالعثرات حُفّت ..
وَهل تَنمُو الورود بِغير شوك..

الثانية:

إلى دربِ العُلى نَسعى فَهَيَّا ..
نَشُقُّ طَرِيقَــنَا نَحــوَ الثُّرَيَّــا ..

وَنَأخُذُ مِن مَعِينِ العِلمِ نُورًا..
ونبلُغُ قِمَّةَ العَليَاءِ سَعيَا ..

الثالثة:

السَّبعُ وَلَت وَالقِطَافُ جَمِيلُ … وَلِكُلِ كَفٍ تَزرَعُ التَحصِيـــلُ
وَالهِمَةُ العَليَاءُ تَرفَعُ أَهلَهَـــا … فَوقَ الثُرَيَّا وَالمَقَامُ جَلِيلُ
يَا أَيُّهَا الأَمَلُ الَّذِي قِيلَ اختَفَى … وَنَعتهُ صَيحَاتٌ لَنَا وَعَوِيلُ
أَخبِرنَهُم أَنَّ العَزَائِمَ لَم تَزَل … أَمَلًا وَنَحنُ مَشَاعِـلٌ وَفَتِيل..

الرابعة:

هَيَّا أَخَوَاتِــي كَي نَحيَــا … وَنُعَطِّـــرَ أَرجَــــاءَ الدُّنيَـــا
نَتَضَوَّعُ مِسـكًا مِن آيٍ … نَحفَظُهَا وَنَجِدُّ السَّعيَا
فَكِتَـــابُ اللَّـــهِ لَنَـــا زَادٌ … كَي نَرقَى الدَّرَجَاتِ العُليَا

الخامسة:

مَن يَزرَعِ الأَعنَابَ يَجنِي ثَمْرَها … فَانهَض،  وَشَمِّر  لِلبِذَارِ   يَدَاكَا
لَا تَترُكَنَّ  الجِدَّ  مَهمَــا  حَلَّقَت … طَيرُ الرَّغَائِبِ  تَستَمِيلُ  هَوَاكَا
أَعرِض  وَقُل  إِنَّ النَّجَاحَ مَنَالُهُ … صَعبٌ كَوَردٍ قَد حَوَى الأَشوَاكَا

السادسة:

الهِمّةُ  تَدعُــو  أَهلِيـــهَا … مَن  لِلأَوقَـاتِ  يُحَلِّيهَــا
وَيُعَمِّرُهَا  عِلمًا  وَهُدًى …كَرِياضِ  النُّورِ  يُخَلِّيهَــا
مَـــن  لِلأَيَّـــامِ  يُجَمِّلُــهَا … وَمِنَ  التَّقصِيرِ  يُنَجِّيهَا
وَالعِلمُ سِرَاجٌ بَل شَمسٌ… مَن  ذَا  مِنكُنَّ  يُجَلِّيهَا
لِيَعُــــمَّ  الخَـــيرُ  بِأَمَّتِـــنَا … وَتُبــدِّدَ  لَيـلَ  مَآسِيــهَا
فَهَلُمُّوا  جَمعًا  نَقضِيـهَا …سَاعَاتٍ عَشـرٍ  نُحيِيـهَا
مِن  شَرعِ  اللَّهِ  وَتَنزِيلٍ … يَسمُو بِالنَّفسِ ويَحمِيهَا

بقلم : آفاق

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى