خواطرمنوعات
أخر الأخبار

الوطنية

وطني ..
وطني .. الثرى المروي بدماء الشهداء الطاهرة .. الترب الخصب . الهواء العذب .. والنبع السلسبيل الذي ارتشفت منه رشفة العز والإباء ..
وطني .. مهد الصبا .. وملعب الطفولة .. و مسرح الحياة ..
وطني اللحن الذي لا أنفك أترنم بذكره .. وأشدو بحبه .. و أعتد بمآثره .. و ..
فهل هذا منتهى الوطنية ؟ ماذا عساني أفعل له وأنا حبة صغيرة من ترابه؟ .. هل سألتَ نفسك يوما مامعنى ‘حب الوطن’ ؟ .. مالذي تثيره في نفسك كلمة الوطن ؟ .. أو بالأحرى ماالذي يعنيه لك؟

الوطن ليس حدودا على الخرائط والصور .. وليس جبالا وتضاريس تتغير مع الزمن فلا يبقى منها إلا الأثر .. ليس الوطن بما اختصه الله من الجمال .. بل بما فيه من الرجال – كما قال القائل –
الوطن مشخص في سكانه الذين يمثلون كيانه ووجوده ، وهذا يعني .. أن حب الوطن في مدلوله هو حب من يعيش على أديمه .. والعيش معهم إخوة متآلفين ، لاتفرق شملهم الأماكن واللهجات على اختلافها .. ولا عنصرية اللون والأصل والطبقية ..
الوطنية هي الخيط الذي يجمع الناس بعضهم إلى بعض ، فتأتلف الأرواح .. ويسهل العيش تحت سقف واحد .. سقف من الإخلاص والحب و التآلف ومعرفة الواحد ماله وعليه ..

بلادي هواها في لساني وفي دمي  يمجدها قلبي ويشدو لها فمي
ولاخيــر فيمن لا يحـــــب بـلاده  ولافي حليف الحب ان لم يتيم

لكن ليس من الوطنية أن تتغنى بأمجاد الأوطان ، ولا تحرك ساكنا لتنهض برُقيّه ، وتضم إلى عزه التليد عزا جديدا .. ليس وطنيا من يدّعي تقديم نفسه فداء ا لأرضه ، وأخوه بجنبه ينتظر اليد البيضاء التي تخرجه من غياهب الفقر والهموم القاتلات .. وليس .. وليس ..

الوطني من يهتم لبني وطنه .. قلبه لإخوته مفتوح .. وصدره رحب .. يؤثر أخاه وإن كان به خصاصة .. يحمي عرضه ويغضب له غضب اللبؤة لصغارها .. ويثور على من يتعدى عليه ثورة البركان الهائج .. رحيم مع إخوته .. يرعى مصالحهم .. ويحفظ حقوقهم .. جواد معهم وإن بخلوا .. يحب الخير لهم وإن حنقوا ..

بلادي و إن جارت علي عزيزة وأهلي و إن ضنوا علي كرام

الوطن المزدهر هو الذي حباه الله شعبا متحابا ، متخلقا ، متعاضدا ، يد واحدة مع الحق وعلى الباطل .. أباة ، هداة ، بناة للعز ، حماة للدين وللشرف ..

لهفي عليك متى أراك طليقـة  يحمي كريم حماك شعــب راق
كلف بمحمود الخــلال متيـم   بالبذل بيــــن يديك والإنفـــاق

علموني في صغري أن أحب وطني كحبي لأمي .. وأفديه بالنفس والنفيس ، وألا أفرط بذرّة من ترابه أو قطرة من مائه ..

ولي وطن آليت ألا أبيعه  وألا أرى غيري له الدهر مالكا

فليسأل كل واحد نفسه .. هل أنا وطني ؟

بواسطة
manzili.life

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى