عالم الطفل

الأبوة والتنشئة الأخلاقية

مقدمة

بالرغم أنّ الأمّ هي الأساس في حياة الطفل منذ الولادة، إلاّ أن دورالأب يبقى أهميته من نوع آخر،وذلك من خلال تقديم الحنان الأبوي والسهرعلى حياة الطفل وحمايته من كل أذى، بالتواصل معه والتقرب منه، فينموالطفل ويكبرعلى أسس تربوية سليمة، فالأدوارالتي يقوم بها كل من الأب والأم مهمة في جدّا في الإنماء التربوي للطفل رغم اختلافها.

  • أظهرت دراسات أجريت مؤخرا في بلدان متعددة، تتضمن بلدان ذات دخل متدني ومتوسط ومرتفع، أنّ الأمهات يقضين وقتا على رعاية أطفالهن من 2إلى 10مرات أكثر ممّا يقضي الآباء.
  • على الرغم من حقيقة أنّ المزيد من النساء يدخلن سوق العمل، غير أنهنّ لايزلن المصدر الرئيسي للرعاية في المنزل.
  • لقد بدأ الرجال بتولي مسؤوليات أكبر في بذل الرعاية وتوفير دعم أكثر عاطفية لأطفالهم أكثر ممّا كانوا عليه.

أهمية الأبوة

انخراط الأب مع أولاده بشكل أكبر لديه عوائد كبيرة على تطورهم مجتمعيا وعاطفيا ومعرفيا. وقد تمّ ربط مشاركة الأب ب:

الأب يساعد بأعمال البيت
  • زيادة التعاطف والثقة بالنفس.
  • زيادة الشعور بالسعادة والرضى.
  • زيادة الانخراط بالمجتمع والمشاركة في الأنشطة.
  • انخفاض معدلات النشاط المفرط والاكتئاب.
  • انخفاض معدلات السلوك المنحرف خصوصا بين الأولاد.
  • ارتفاع معدلات الذكاء.
  • قدرات معرفية ولغوية أفضل.
  • استعداد أكثر للمدرسة.
  • علاقات أكثرايجابية مع أقرانهم.
  • قدرة أكبر على مواجهة التوتر والاحباط.
  • زيادة أخد المبادرة والتوجيه الذاتي.
  • صحة بدنية أفضل.
  • أظهرت دراسة حديثة مثيرة للاهتمام في جامعة( بريتيش كولومبيا) أنه عندما يساعد الآباء بالأعمال المنزلية، فإنّ بناتهم يمتلكون تطلعا أكبر للوظائف ذات الرواتب العليا.

أبوة فعّالة

تظهر الأبحاث أنّ الآباء يمكن أن ينخرطوا في 7 أبعاد من الأبوة الفعّالة:

  • تعزيز علاقة ايجابية مع والدة الأطفال: الأطفال الذين يشهدون مودة من آبائهم تجاه أمهاتهم هم أكثر احتمال لمعاملة زوجاتهم بنفس الطريقة في المستقبل. وهم أكثر سعادة وتكّيفا .
  • قضاء وقت مع الأطفال : في البيوت التي يكون فيها الآباء أكثر انخراطا في القيام بالأعمال، تميل البنات لامتلاك تطلعات وظيفية أكبر.
  • يجب أن يدعم الآباء تعليم اطفالهم.
  • رعاية الأطفال: يجب أن يشيد الآباء بأطفالهم. ويجب أيضا أن يستجيبوا بهدوء عندما يسيء الأطفال التصرف .
  • تأديب الأطفال بشكل مناسب.
  • العمل كمرشد سياحي للعالم الخارجي:يجب أن يوجه الآباء أبنائهم في مراحل مختلفة من حياتهم.
  • الحماية والتوفير.
  • للآباء دور هام في متابعة ومراقبة أطفالهم. على سبيل المثال، من المهم جدّا أن يعيرالآباء انتباها للأشخاص الذين يقضي أطفالهم معظم وقتهم معهم(زملائهم وأقرانهم)
  • يجب أن يكونوا بمثابة قدوة ايجابية.

الأثرعلى الآباء

  • زيادة تفاعل الأب والأطفال يؤدي إلى زيادة الرضى الوظيفي
  • الآباء الأكثر انخراطا يشعرون بثقة بالنفس كآباء بدرجة أكبر
  • الأباء الأثر انخراطا أكثر سعادة في حياتهم وأكثر نضجا نفسيا واجتماعيا
  • أظهرت بعضالأدلة أن زيادة مشاركة الأب ترتبط بزيادة الرضى الزوجي

التنشئة الأخلاقية

تشتمل التنشئة الأخلاقية على تطوير قدرة الأطفال على التمييز بين الصواب والخطأ، وتوظيف هذه المعرفة في اتخاذ القرارات عند مواجهة خيارات صعبة . قام عدٌد من الباحثين مثل جان بياجت ولورنس كولبرج بوصف مراحل التنشئة الأخلاقية.

لورنس كولبرج

وُ لد كولبرج في عام 1927 في مدينة نيويورك. ُوتوفّي في عام1987 .درس كولبرج الفضيلة من خالل سرد القصص، وأحد أشهر أمثلته كان قصة هاينز:

طرح كولبرج الأسئلة التالية:

  1. هل كان على هاينز أن يسرق الدواء؟
  2. لو لم يكن هاينز يحب زوجته، هل كان ذلك سيغير من الأمرشيئا؟
  3. ماذا لو كان الشخص الذي يحتضر شخصا غريبا، هل كان ذلك سيجعل الأمر مختلفا؟
  4. هل على الشرطة أن تعتقل الصيدلاني بتهمة القتل فيما لو توفيت الزوجة؟

يقسّم كولبرج التنشئة الأخلاقية إلى ثلاثة مستويات:

التنشئة الأخلاقية التقليدية استراتيجيات لتعزيز تنشئة أخلاقية سليمة
المستوى الأول – الفضيلة قبل التقليدية
العمر<10
– يرى الأطفال العالم من خلال عيون الآخرين مثل رموز السلطة(الوالدين، المعلمين)
– يتم رؤية القوانين على أنها ُمطلقة ولا يمكن خرقها
– فهم الأطفال لوجوب اتباع هذه القوانين مبنيّ بشكل عام على تقديرهم للعواقب المترتبة على خرق تلك القوانين مثل تلقّي العقاب

المستوى الثاني – الفضيلة التقليدية
العمر10فأكثر
في المستوى التقليدي(معظم المراهقين والكبار) نبدأ بتقّمص المعايير الأخلاقية لمن يشكلّون قدوةً لنا من الكبار
– تتغير أخلاق الأطفال مع نمو قدرتهم على رؤية المواقف من منظور الأشخاص الآخرين
– يصبح تقديرهم للفضيلة موجة ذاتيا بشكل أكبر،أو أقل”أبيض وأسود”أومطلقا بطبيعته
– لا يزال الأطفال يشعرون بأهمية اتباع القوانين، إلاّ أن هذه القوانين ينظر إليها على أنها مبادئ توجيهية تهدف إلى تحقيق لفائدة للمجتمع بدلا من كونها أوامر جامدة عليهم اتباعها
– يدرك الأطفال أن الخيارات يجب أن لا تعتمد فقط على الخوف من العواقب السلبية

المستوى الثالث- ما بعد الفضيلة التقليدية
– الحكم والقرارت الفردية مبنية على مبادئ مختارة ذاتيا، والاستدلال الأخلاقي مبني على حقوق الفرد والعدل
– وفقا لكولبرج، فإن هذا المستوى من الاستدلال الأخلاقي هو أبعد ما قد يصله معظم الأشخاص10_15%فقط من الأشخاص يتمكنون من الوصول إلى هذا المستوى


– قدّم مثالا جيدّا من خلال أن تكون قدوة حسنة في سلوكك
– فسّر للأطفال الأسباب وراء قانون ما
– وضّح لهم كيف لسلوك ما أن يكون أفضل من غيره
-استخدم سرد القصص لإظهار مواقف أخلا قية
– امدح الطفل لاتّباعه القوانين ولفت انتباهه لما ينتج عن ذلك من شعور لدى الآخرين من حوله
– شجّع الأطفال على إظهار التعاطف مع الآخرين، ككتابة بطاقة لهم عند مرضهم
– شجّع التطوع
– استخدم الدراسات الاجتماعية والأمثلة التاريخية لطرح قضايا أخلاقية ومجتمعية معقدة

أنامل مبدعة

بكالوريوس في العلوم الشرعية الإسلامية. مختصة تربية ومستشارة أسرة والعلاقات الأسرية. مهوسة بالتعليم عبر المنصات الإلكترونية عن بعد والكتابة في الشؤون الأسرية والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى