المعلوماتية

برنامج البناء الفكري .. يفتح أبوابه

بدأ التسجيل في الدفعة الثانية من البناء الفكري، بادر بالتسجيل: اضغط على رابط التسجيل في البناء الفكري

كانت الفكرة ولا زالت –وستبقى- عود الثقاب وشرارة النار التي توقِدُ حطب النفوس الجاف، فإما أن تنيره وتُدفئه، وإما أن تُبِيدَه وتحْرِقَه. والأخيرة ستأتي في طريقها على كل أخضر لا تتفق معه لتُهيِّء لبذورها أرضا خصبة تنمو فيها وتزهر، وتورِق وتثمر، وتؤتي أُكلَها في الخواء الجائع الذي خلّفته.  

وتأثيرها خطير لا يفطن له إلا لبيب أريب يُجيد قراءة المستور، ويرى ما بين السطور، فينكشف له الزيف من الحق، ويعرف موضع السم قبل أن يرشف العسل، ويلاحظ العتبة قبل أن يتعثر بها، فيحفظ نفسه ويُنَبِّهُ جموع الساقطين على العتبات أو من يوشك على التعثر، فالسُّقوط.

 ولا يخفى على أحدٍ حَربُ الأفكار التي لازالت رحاها تدور منذ عصور، وطواحينها التي ما فتئت تطحن لواقحًا وفِكرا لتعجن بطحينها المغربَلِ المنخُولِ خبزا تستلذه الأذواق وتشتهيه النفوس وإن كان مَرتَعًا للمرض. ويحلُّ منها محلَّ الهوى، فتُعمِي بصيرتها عن التفكير في مساوئه لأنها تدغدغ عرق النشوة، وتسكرها بخمرة الشهوة، وتقدّم لها في طبق شهي ما كانت تخجل من مجرد التفكير فيه، فتنزع قناع الخجل وسربال الحياء وتُقبِل عليه بِنَهَمِ المحرُوم.

وبين دفة هذا وفكرة ذاك يتوه حشد كبير ممن تختلط عليه الرؤى، ويضيع في متاهة الفكر وغموض الكلمات وتعدُّد التوجهات والإيديلوجيات ، فيصبح كالأطرش في الزَّفَّة، أو كالأعمى يخشى التقدم في طريق مليء بالحفر.

ولهذا، عندما يجد أحد هؤلاء التائهين دليلا يرشده للطريق الصحيح الذي يخرجه من المتاهة سالما، أو يوضح له المعالم التي يعتمدها في خياراته وتَبَنِّياتِه، فسيسير بثقة أكبر ، ويكون بدوره الدليل لكل تائه يصادفه. وعندما يجد الغريق خشبة أو طوق نجاة، فإنه يتمسك به ويعض عليه بالنواجذ حتى يصل إلى بر الأمان.

هذا الطوق والدليل الذي أريد الحديث عنه اليوم، ليس مُوَجَّهًا فقط للتائهين بين رياح الأفكار وثرثرات العقول، وإنما قد يحتاجه حتى أولئك الذين يملكون المعرفة ويفتقدون المنهج، أو الذين ملكوا علوم الشرع فعزفوا عن الفكر ظنا منهم أنهم في غنى تام عنه، والعكس صحيح.

 برنامج اليوم زاوج علم الشريعة ببنات الأفكار،  وأخرجها لنا في قالب جميل مُنَظَّمٍ ومُمَنهَج، ونَحسبُ -والله المُوَفِّق- أنَّ له من اسمه كلُّ النَّصيب ، وهو برنامج البناء الفكري. البرنامج جديد، وأول دفعاته قيد التسجيل، لذا فسأعتمد  على ما قاله مؤسسه في تعريفه له .

ما هو برنامج البناء الفكري؟


البناء الفكري ، وحسب ما عرّفه والد الأجيال الصاعدة، الذي وجد فيها بذور الخير فقام يتعهدها بالرعاية حتى أخرجت شطأها وأقامت عودها ، الأستاذ أحمد السيد:

“هو برنامج معرفي منهجي، متعلق بقضايا الفكر المتصلة بالـهوية الإسلامية وما يضادها من إشكالات واتجاهات وانحرافات، وما إلى ذلك.”

مدته ثلاث (3) سنوات، وهدفه الأسمى تخريج متمكنين في المجالات الفكرية سواء المتعلقة بالهوية الإسلامية أو ما يمشي عكس تيارها .

بتحليل بسيط للكلمات المفتاحية التي شكلت التعريف أعلاه، يمكننا أن نرسم تصورا مبدئيا لمحتوى البرنامج أو توقع شيء مما سيقدمه لجمع الطلاب المنتسبين:

  • مَعْرِفِي مَنْهَجِيّ“: لو كتبت للعم غوغل هاتين الكلمتين، فسيخرج لك مختلف المواضيع  التي تتحدث عن المنهج المعرفي والتأسيس المعرفي المنهجي وما شاكلها من الألفاظ. والمنهج المعرفي يأخذك مباشرة – إن كنت مطلعا قليلا- إلى هيجل وديكارت ، وابن تيمية وابن حزم ، وغيرهم ، وستجد نظرية المعرفة وما اتصل بها متربعة على عرش المواد.

  • قَضَايَا الفِكر“: مَا يَتَبَادَرُ إلى ذِهنِي سَرِيعًا بالنِّسبة لِهذه الجزئِيَّة ، هي مُختلف الإيديولُوجيَّات والاتِّجَاهَاتِ الفكرِيَّة، أو الَّتِي خَرَجت بِحُلَّتها المعروفة مِن مَنَاسِجِ الفِكر؛ كالدِّيمُقرَاطِيَّة والعَولمَة، ثُمَّ قَضَايَا الأَخلَاقِ والحَضَارَاتِ والثَّقَافَة بِكُلِّ مَا يَنْطَوِي تَحْتَ هَذِه المُصطَلَحَاتِ مِن مَفَاهِيمَ وتَفرُّعَات.

  • الهوِيَّة الإِسلَامِيَّة“: أظنُّ أنَّ متعَلَّقَاتِها وَاضِحَة بيِّنَة لَا تَحتَاج إلى مَزِيدٍ مِن التَّفسِير والتَّكَهُّن.
برنامج البناء الفكري

مراحل البرنامج وأقسامه:


تتوزع مادة البناء الفكري على مستويات ثلاث (3) تتدرَّج في سُلَّم الصُّعوبةِ والثَّراء المعرِفي. وكل مستوى يُشَكِّلُ قاعدةً وأساسًا لما يَعقُبُه؛ فلا يتمُّ الثَّانِي إلَّا بِدِرَاسَةِ الأَوَّل، ولا يَتَحَقَّقُ الفَهمُ والنَّفعُ مِن الثَّالِثِ إلَّا باسْتِكمَالِ مَا قَبْلَه. تَتَقَدَّم كلَّ هذا مرحلَةٌ تَمهِيدِيَّة ، وسيَأتِي بَيَانُ كَلِّ مُستَوًى بِالتَّفصِيل.    

المرحلة التمهيدية:

يستهل البرنامج دروسه بمرحلة تمهيدية، يمكن اعتبارها تهيئة وإعدادا لعقل الطالب وإدراكه للقادم من المواد بمختلف درجات السهولة والتعقيد. وتضم مواد مختصرة لا بد من الاختبار فيها للحصول على تذكرة المرور لأول المستويات.  

المستوى الأول: التأسيس

يُعدّ هذا المستوى حجر الأساس الذي تُبنى عليه بقية المستويات، وذلك لأنه يؤسِّس المَعَارِفَ ويؤَصِّلُها ويُثبتُها. ويمتد لما يُقارب السَّنَة (1 سنة)، وهو متوسط بين السهولة والصعوبة والتخصصية.

ومما يتناوله موضوعات متعلقة ب:

  • تعزيز اليقين وتثبيت الثوابت الإسلامية
  • تأصيل الهوية والثقافة الإسلامية وبيان تميزها عن غيرها.
  • ترتيب المعرفة الفكرية عند الإنسان وبيان مصادرهاومشاربها، وكل ما تعلق بالاستمداد المعرفي الإنساني (مصادر التلقي، نظرية المعرفة …) .

كما يفتح هذا المستوى نافذة صغيرة على نقد الاتجاهات الفكرية المضادة والمخالفة للإسلام (التسليم، والثوابت وغيرها)، وهي مجرد انطلاقة في هذا الباب الواسع. ويضم أيضا مقررا بعنوان “تاريخ الأفكار“، تندرج تحته  مواد عدّة .

لا يشترط في الدخول في هذا المستوى أن يكون الإنسان متقدما في طلب العلم الشرعي ولكن يُسْتَحْسَن أن يكون لديه شيء من الحصيلة الشرعية.

المستوى الثاني:

تجد في هذا المستوى امتدادا لمواد التعزيز والتأسيس السَّالِفَة الذِّكر، بنوع من التوسع أو بدرجة أعلى من التقديم والعرض: (تعزيز اليقين وتثبيت الثوابت، نقد الاتجاهات الفكرية، نظرية المعرفة ..)

ومن المواد الجديدة التي يُقدّمها :

  • مادة “العقل الشرعي للمفكر”: في هَذَاالمقرَّر تُمسِكُ الشَّريعَة بِيَدِ الفِكر، وتَقُوده عبر نوافذ ثوابتها ومنطلقاتها إلى أبوابه لِيَلِجَهَا بِأَدَوَاتِها (أي الشَّريعة) ، ويفتحها بمفاتيحها. فَتُؤَسِّسُ لاحْتِياجَاتٍ وقَوَاعِدَ وأسس يحتاجها من يشتغل في المجال الفكري. ومن مواضيعها: الاستدلال، العقيدة، التفكير الناقد  وغير ذلك.   
  • مادة “الإصلاح الفكري“:  يتضمن مجموع المفاتيح العامة التي يحتاجها المشتغل في المجال الفكري للربط بين تحصيل الفكر، وإسقاطه والتأثير به على أرض الواقع.
  • مادة في “نقد الشبهات

[مدةالمستوى الثاني: سنة تقريبا]

المستوى الثالث:

هذا المستوى هو توسع للمستويين السابقين، فيقدم ذات مواضيعه بدرجة أعلى كنظرية المعرفة ونقد الشبهات.

أهداف البرنامج ومُخرجاته:


لا يهدف البرنامج إطلاقا إلى تخريج متخصصين في الفكر ومجالاته يُنتظَرُ منهم تقديم إضافات إليه، أو النهوض به من خلال دراسات فكرية متقدمة. كما لا يتقصّد الاستفادة الدُّنيَا للطالب، بحيث يتعرف على الأفكار الأساسية من غير فهم واسع أو إدراك، فالبرنامج أعلى من ذلك، وهدفه أسمى من مجرد التحصيل المعرفي المتدنّي والبسيط.

وقد قدّم الأستاذ أحمد السيد تقسيمه لأنواع الاستفادة في أي مجال بشكل عام، ليبيِّن إلى أيّها تتّجِه سِهام البرنامج، وإلى أيّ مرمًى تُسَدَّدُ أهدافه. ودرجات الاستفادة التي ذكرها ثلاث:

  1. درجة التمكن أو التمكين:  يكون فيها الدراس مدركا وواعيا ومُلِمَّا بشكل جيد بأصول المجال ومركزياته وأساسياته، وأهم ما جاء فيه وكُتِب عنه.
  2. درجة الرقم الصعب: وهو الذي تخطى مُجَرَّدَ التَّمَكُّن إلى القُدرَة على التَّطبيق والتَّأثير بما اكتسب وتعلّم. ويدخل ضمن حيّز التأثير : إلقاء المحاضرات وإجراء البحوث. وذلك أن الدارس هنا قد هضم المعلومات التي تلقّاها واستطاع إخراجها في شكل مؤثّر، والـثأثير بدوره مراتب تترواح بين الضعف والوسط والقوة.
  3. درجة التخصص: وهنا تكون النتيجة شخصا قد تعدّى بمراحل التمكن والرقم الصعب، ليصبح قادرا على الإضافة والتأثير في المجال العلمي نفسه، وتكون له مشاركات مُجدِية لها وزنها في نفس العلم.

والبرنامج لايُعنى أبدا بالدرجة الثالثة، وإنما تصول خيول نفعه في مضمار التَّمكُّن والأرقام الصعبة، والتي يعتمد الوصول إليه إلى جهد الدارس وخلفيته واهتمامه بالمادة المقدمة، وقبل هذا وذاك توفيق الله له.

وبطبيعة الحال، فالبرنامج لا يرتضي ما دون التمكين لمن يكمل المستويات الثلاث، لأن المستوى الأول وحده لا يتعدى حدّ التأصيل. فأقل ما يمكن الخروج به بعد تمام البرنامج هو التمكن ، وأعلاه – وهو الهدف المرجو- أن يُخرّج أرقاما صعبة يكون لها صداها وصوتها للتأثير في هذه المجالات.    

الفئات المستهدفة :


يستهدف البرنامج فئات عدة، وهو قبل أن نسهب في بيان الفئات مفتوح ومجاني للجنسين لما فوق السابعة عشر.

الأولى: طلبة العلم الشرعي

أو المهتمون بالعلوم الشرعية، وهم أول من يُنصح بالدخول للبرنامج، وأكثر من سيستفيد منه لِما لهم من خلفية جيدة في العلوم الشرعية، ويمكنهم أن يُدْرِجُوا ما سَيَتَلَقَّونَهُ تحت المظَلَّة أو الأصْلِ الشَّرعِيِّ الّذي لَدَيهِم (مثل اتِّجَاهات المنكرين للسنة وعلاقتها بعلم الحديث).

وقد يزهد بعض طلاب الشريعة فيما يتعلق بالمجال الفكري ظنًّا منهم أن لا علاقة تربطه مع الشريعة ولا نقطة التقاء بينهما. وهذا تصور خاطئ منهم، لأن أكثر ما يندرج تحت المجال الفكري متعلق في كثير من موضوعاته بالعقيدة والثوابت الشرعية، والإشكال المرتبط بها يهدد المسلم في أساس دينه.خاصة وأننا اليوم نمر بمرحلة من تكالب الملحدين والمشككين على فتح أبواب الاستشكالات، وتعكير صفو قلب المسلم وعقله، وتشويش إيمانه بضوضاء أفكارهم السامة.

ولذا فتكوين قوة تجمع العلم الشرعي بالثقافة الإسلامية والبناء الفكري ، ستكون مكسبا للمصلح في زمن كثر فيه المفسدون.

 الثانية: المُرَبُّون الذين لديهم اتِّصال بالشَّباب من الجنسين

خاصة من لهم اتصال بمرحلة الثانوية فما فوق ، والجامعة على وجه الخصوص، لأن كثيرا من الإشكالات والشبهات تُطرح في هذه المرحلة ، والمؤسِف أن كثيرا من المربين يعجزون عن فهم الاستشكالات فضلا عن الرد عليها .

  الثالثة: من لديهم اهتمام فكري سابق

وهم المهتمون بالمجال الفكري، ولهم قراءات أو حتى مساهمات يسيرة فيه .

طبيعة الدراسة في البرنامج :


تختلف الدراسة في المستوى الأول عن المستويين  الثاني والثالث:

المستوى الأول: يشبه بقية البرامج الإلكترونية، والتي تعتمد عادة على تقسيم المقررات على أيام محددة واختبارات، تتخللها بثوث مباشرة ولقاءات للإجابة على الأسئلة.

المستوى الثاني والثالث: يركز أكثر على إنتاج أوراق وبحوث وتلخيصات، وعروض تقديمية من طرف الطلاب، لضمان تحقيق وتطبيق الفائدة.

لمزيدمن التفاصيل تابع الفيديو:

إذا أردت مزيدا من التفاصيل عن البرنامج تابع الفيديو التالي:

ختاما ..

إن كنت مهتما بالبرنامج ومجاله، وتستطيع أن تجد له خانة في جدول أوقاتك، لا تتردد في التسجيل و لن تُعدم أجره بإذن الله، وشارك المقال لأن الدال على الخير كفاعله   .

بدأ التسجيل في الدفعة الثانية من البناء الفكري، بادر بالتسجيل: اضغط على رابط التسجيل في البناء الفكري

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

    1. السلام عليكم، التسجيل في البناء الفكري فتح لمدة ثلاثة ايام فقط، وفتح تسجيل استثنائي ليلة أمس وقد انتهى للأسف، ولا أعرف متى سيفتح من جديد للدفعات القادمة ومتى ما توفرت عندنا المعلومات سأوافيكم بالجديد. هناك برامج أخرى تستعد لفتح ابوابها هذه الفترة، وسأكتب عنها إن شاء الله وأولها البناء المنهجي بإشراف الاستاذ احمد السيد أيضا. وهذه استمارة التسجيل في البناء المنهجي https://bit.ly/33xYpMK.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى