عالم الطفل

العنف والأطفال

كيفية تربية الأطفال في ظل العنف السياسي

اقرأ في هذا المقال
  • أكثر ما يحتاجه الطفل في طفولته وحتى فترة صباه هي الحياة الآمنة المستقرة، التي تخلو من كل ما يمكن أن يزعج طفولته البريئة. ويؤثر على حياته ونفسيته الحساسة، لذلك نجد أن الطفل إذا عاش طفولة قاسية فتطبع بتلك القسوة على كل محطات حياته

كيفية تربية الأطفال في ظل العنف السياسي

ينمو كثير من الأطفال في معظم أنحاء العالم، مع الأسف، في جو من العنف والإرهاب والنزاعات العسكرية.
ولا شك أنه تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة الملحة حول الأزمات التي نواجهها، مثل الحروب وأسباب النزاعات وموقف الإنسان منها. ويمكن لهذه الأسئلة والأفكار أن تؤثر كثيراً على نمو الأطفال وفهمهم لأنفسهم ولغيرهم وللعالم من حولهم.

وقد ابتُليت منطقتنا بالحروب والاضطرابات السياسية والإرهاب و تبعات هذه الأوضاع تؤثر سلبا على الجميع، والأطفال ليسوا بمنأى منها.

حتى أولئك الأطفال الذين لا يعيشون الصراع بشكل مباشر فهم عادة ما يسمعون عنه من أصدقائهم ويشاهدونه على التلفاز الخ….، في البلدان المنكوبة بالحرب، اقتلع الأطفال من مدارسهم وفقدوا براءتهم،ولم يعد لديهم القدرة على الحصول على حياة مستقرة طالما أنَهم يعيشون في منطقة مليئة بالحروب. والتعافي من تلك الأوضاع قد يكون أمرا صعبا ، و لا يشعرون بالحماية وهم في حالة مستمرة من الخوف.

كيف يتفاعل الأطفال الصغار مع الصدمات

الأطفال أكثر تضررا لعدم قدرتهم على فهم ما يدور حولهم، وتشمل الآثار النفسية للتعرض للأزمات والحروب والكوارث عددا من الأعراض مثل:

  • قد يعود الطفل إلى عادة مصّ الإبهام أو التبوُل ليلا.
  • ربما يصبح لديه خوف من الغرباء أو الظلام أو الوحوش. ومن الشائع إلى حد ما بالنسبة للأطفال في سن ما قبل المدرسة أن يصبحوا متعلقين بشكل كبير بأحد ( الوالدين، أو المعلم )
  • قد يتحدثون عن الصدمة مرارا وتكرارا في لعبهم أو سرد القصص المبالغ بها .
  • قد تتغير عادات الأكل والنوم .
  • قد يعانون كذلك من أوجاع وآلام لا يمكن تفسيرها .
  • الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها.
  • ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر والكذب والعنف في التعامل مع الأشياء والأشخاص، وظهور مشكلات في الكلام كالتلعثم أو الصوت الخافت.

الأطفال من سن 6-10 سنوات

  • قد يخشون الذهاب إلى المدرسة والتوقف عن قضاء الوقت مع الأصدقاء.
  • مشاكل في التركيز والانتباه بالإضافة إلى الأداء السيئ في المدرسة.
  • العدوانية دون سبب واضح.
  • القيام بتصرفات أقل من أعمارهم.

الشباب والمراهقون من 11-19 سنة

  • قد تكون إجابتهم المعتادة “أنا بخير” أو حتى التزام الصمت عندما يكونون مستاءين .
  • ربما يشكون من آلام جسدية لأنهَم لا يستطيعون تحديد ما يزعجهم فعلا.
  • تقديم الحجج في المنزل أو في المدرسة، ومقاومة أي هيئة أو سلطة .
  • قد ينخرطون كذلك في سلوكيات خطرة مثل تناول الكحول أو المخدرات.

بعض النصائح لمساعدة طفلك على العودة إلى المسار الصحيح

  • توفير مساحة آمنة لطفلك.
  • التأكُد من أن أدائه التعليمي في المسار الصحيح.
  • ساعد طفلك على تلبية احتياجاته. اسمح له بالتعبير عن مشاعره.
  • تقبَل مشاعره وأخبره أنَ الشعور بالحزن أو الاضطراب، أو الإستياء هو أمر عادي.
  • دعه يطرح الأسئلة .
  • بالنسبة للأطفال الأصغر سنا ، قيِّد من مدى مشاهدتهم للأخبار.
  • يستطيع البالغون مساعدة الأطفال والشباب في إيجاد الجانب الإيجابي.
  • قد يتعامل الأطفال بشكل أفضل مع الصدمات أو الكوارث من خلال مساعدة الآخرين.
  • تأكَد من أنَك تطبِق القواعد والضوابط التي فرضتها عليهم.
  • إدارة عواطفك الخاصة والرعاية الذاتية .
  • تأكَد من أنَ طفلك يطلب المساعدة النفسية كلَما أمكنه ذلك.

مساعدة الأطفال على تبني ثقافاتهم ودينهم

  1. تعليم الأطفال ثقافتهم ودينهم أمر مهم.
  2. بغض النظر عن أي ديانة ينتمون لها، إلا أنَ ذلك يشجعهم على أن يكونوا أفرادا سليمين وسعداء وطيبين.
  3. قد يساعد الدين الأفراد في اجتياز الأوقات الصعبة، مثل حالات الوفاة أو الحوادث المأساوية في الأسرة وهو أيضا وسيلة للتفكير والتأمُل.
  4. من شأن الدين أن يساعد الأطفال على عدم الالتفات إلى الأمور المادية، وتقدير الأفكار الأكثر تجريدا.
  5. لا تدَعي بأنَك تعرف الإجابة على كل سؤال أو أنَك تفهم تماما كل شيء.
  6. اجعل من تعلم الدين والثقافة أمرا ممتعا لطفلك، بدلا من أن يكون عملا روتينيا مملا.
  7. اقرأ لهم القصص وابدأ حوارا معهم حول الخلق المستقاة من هذه القصة
  8. يدعم الدين بناء أسرة سليمة وسعيدة، ويتضمن تعليمات حول كيفية توفير الحب والحنان للأطفال وعدم إساءة معاملتهم.
  9. يعزِز الدين أيضا سمات عظيمة مثل:
  • الاحترام
  • الكلمات الرقيقة
  • المودة والمساعدة
  • حقوق الأطفال
  • حقوق التعليم و غير ذلك

الثقافة

  1. ينبغي تدريس الأطفال احترام ثقافتهم والثقافات الأخرى.
  2. ينبغي تدريسهم القيم والمعنى التاريخي وراء مختلف التقاليد .
  3. من المهم تحدِي ومواجهة أي من القوالب النمطية التي قد تكون لدى طفلك (وكذلك أنت) بشأن الثقافات الأخرى .
  4. علِمهم الاستمتاع بالجمال وتقدير الثقافات الأخرى مع الحفاظ على ثقافتهم والافتخار به.
  5. ساعد طفلك على فهم الثقافات الأخرى من خلال:
  • امنحهم فرصة الاطلاع على الثقافات الأخرى بشكل مباشر.
  • وضح لهم الأنواع المختلفة من الفن من مختلف الثقافات.
  • وفر لهم الكتب للقراءة حول الثقافات المختلفة.
  • أطلعهم على أماكن العطلات امختلفة وعرِفهم بها.
  • أطلعهم على مختلف المأكولات.
  • مرة أخرى، يحرص الأطفال على تقليد والديهم، لذلك حاول أن تكون لديك عقلية متفتحة.
  • علمهم الاحترام وعدم السخرية من التقاليد أو الثقافات.

في النهاية أكثر ما يحتاجه الطفل في طفولته وحتى فترة صباه هي الحياة الآمنة المستقرة، التي تخلو من كل ما يمكن أن يزعج طفولته البريئة. ويؤثر على حياته ونفسيته الحساسة، لذلك نجد أن الطفل إذا عاش طفولة قاسية فتطبع بتلك القسوة على كل محطات حياته، والطفولة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان إذا عاش بها حياته هادئة آمنة كما ينبغي، سلمت روحه ونفسيته من كل ما يمكن أن يعيشه بسبب القسوة التي تعرض لها.

المراجع

  1. د، هشام حمودة، “اسس التربية السليمة”، منصة ادراك
  2. منظمة اليونيسف، “حماية الطفل من العنف والاستغلال والإيذاء”https://www.unicef.org/arabic/protection/24267.html
المصدر
/manzili.life

أنامل مبدعة

بكالوريوس في العلوم الشرعية الإسلامية. مختصة تربية ومستشارة أسرة والعلاقات الأسرية. مهوسة بالتعليم عبر المنصات الإلكترونية عن بعد والكتابة في الشؤون الأسرية والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى