خواطرمنوعات

لماذا السفر

سؤال/ لماذا السفر ؟.


البعض يراه سياحة وترفيها فقط ، ليس لشيء آخر ، فَهُم لا يعرفون من السَّفر إّلا وجها واحدا ، ومطلبا واحدا . وقد يكون سفرا مؤقتا لدراسة أو عمل لبعض الوقت.

تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا … وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ … وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ

والآن سوف نتكلم عن بعض معانيه. السفر من معانيه الهجرة . نعم ، نعود إلى هجرة حبيينا صلى الله عليه وسلم، من هنا تعلمنا السفر بديننا والحفاظ عليه من كل تشويه وتحريف وفتن . ثم هناك رحيل المدينة الأولى، قد يكون للأبد لأي سبب كان، وانتقال إلى مدينة أخرى. ومن هنا يبدأ السَّكن فيها أو”الاستيطان ” . ولكن هذا اللفظ أصبح الآن ضد مفردات السفر فهنا لدينا قضية أخرى ، فقد قلنا سابقا أن الرحيل قد يكون للأبد ولكن السبب يعود لماذا؟.

يعود لآثار الحروب والتشرد من الموطن “المولد ” ، مسقط رأسك ، سواء كان موطنك الأصلي، أرض الآباء والأجداد ، أم الموطن الذي التَجَأَت إليه عائلتُك من قبل . وهنا تأتي معاني الغُربة بأنواعها، وأشدُّها غُربة “اللغة الأُم” ، فمثلا حتى التحدث والتعبير أصبح مشكلة وأزمة نفسية شديدة . صعبة على الخجول والكتوم، الذي قد يكتئب من العادات الاجتماعية . وعلى الطفل الذي لم يتعود على التأقلم والتقبل . وهنا يأتي دور الوالدين مِن الاهتمام بهذا الموضوع، من توعية الطفل، وتَفَهُّم نفسيته المتقلبه، لأن هذا سيؤثر كثيراً على شخصية الطفل لاحقاً ، وسيتدخل بشطل أو بآخر في تكوينه.

وهناك العديد من غربة العادات والثقافات، وقد يكون حتى اختلاف الدّين أصعب مشكلة ، لمَا فيه من أذى نفسي وجسدي من بعض المتعصبين والعنصريين .

نتوقف قليلاً عن الغربة فموضوعها واسع جداً، والحديث عنها ذو شجون ، والكلام فيها يقلب المواجع ، ويُهيِّج المدامع . كما لم نتحدث عن المميزات فيها ، وسيكون لهذه حديث لاحق إن شاء الله . ونعود إلى مفردة أخرى للسفر وهي ” الاستيطان”.

ذكرنا سابقا أنه يعود إلى آثار الحروب ، ولكن في لفتة أخرى أود أن أقولها . أنها تحصل في دولة معروفة جداً جداً يعرفها كل عربي حُر مسلم معتز، ولكن للأسف بشكل غير قانوني ولا حتى إنساني، تأتي بشكل إجرامي، نعم، بل وأشد. فهي تُخْرِج أهل البلد وتأتي بأشخاص من كل بقاع العالم ، فقط لأنه يهودي أو عائلته يهودية يُصبح هذا موطنه. وعلى حساب هذه المؤامرة وبكل الإغراءات . فهذا المنزل الذي شُرّد أهله منه ، أو الذي سرقته هذه المنظمة المزعومة “المؤامرة ” ، وأزيدك من الشِّعر ليس بيتا بل بيتين مُكسَّرين قليلاً “معنويا” ، أنهم يجعلون أهل البيت الذين سيهجروه، هم الذين يهدمون بيتهم بأيديهم ، وإن أبوا تُفرض عليهم غرامات. وهكذا فهم جاهزون إما للأذى النفسي والجسدي، وإما للنهب والسرقة فقط لا غير .

ثم إن المنظمة المزعومة – وهي دوما خبيثة- تجعل محكمة لهذا الشعب المُهَجَّر في مدينه أخرى، ترفض أو تؤجل لكل من عاد وبنى بيتا آخر جديدا فيها عمل تأمين وأوراق تثبت ملكيته لهذا البيت . و مع أنه يشقى لأجله سنين من عمره وتعبه وماله، ولكن من يحكم هو غريمك وناهبك ومستحل أرضك . (ولله المشتكى)

ولكن أشممتم رائحة جريمة أخرى منهم كذلك ، نعم فلماذا برأيكم يؤجلون التأمين ؟.

ما هي إلا خطة خبيثة أخرى، كي يعيدوا الكَرَّة ، ولكن هذه المَرَّة بأسلوب يُبَيِّن للعالم، الذي يشهد هذا التهجير المجرم بحق أهله ، أن كل الموضوع أن البين في الأساس ليس ل”أهله” ، بل بيت سارق ناهب، فلا توجد أرواق تثبت أي أحقيه لأهل البيت فيه ، فلابد الآن من تطبيق هذا القانون المزعوم !!

ولكن مهما حصل في شعب، أي شعب مضطهد ، كل من يتشرد بأيدي الإجرام والمجرمين ، فهو ليس في فلسطين فقط ، بل في دول أخرى، وما خفي منها أعظم، لكن لهم الله ولهم الآخره ، ولهم الدعاء، ولهم أجر حق هذا الثبات، وهذا الهم وآثار هذا التهجير. فما هذه إلا دنيا والعاقبة هي الآخره. فدعهم يستمتعوا قليلا، دع هؤلاء المجرمين يرتعون ويمرحون ، ولكن إن استطاعوا يوما تحمل العذاب اللاحق بهم يوم الحساب والعقاب ،فهنا يسقط كل أذى حصل منهم، ليس رحمة أو غفرانا ، ولكن يشفى به غليل صدور المؤمنين المرابطين، والذين لم ولن ينذلوا لهؤلاء الغاصبين المحتلين .

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى