إسلامياتمنوعات

لنستعد لرمضان

كثير من الناس اذا سألتهم كيف تستعد لرمضان ، تجد أن معظمهم يجيب عليك بأنهم ينظفون البيوت ، ويغيرون الأواني ويشترون أخرى جديدة ، أو تجهيز أنواع الأطعمة والمأكولات، والبحث في دليل القنوات عن البرامج والمسلسلات المناسبة لقضاء أيام الشهر الفضيل . ونسوا الاستعداد الحقيقي لشهر رمضان ، الذي سوف أورده في هذا المقال .

كيف نستقبل الشهر الفضيل ؟

أولا : التوبة الصادقة

هي واجبة في كل وقت ، لكن بما أنه سيقدم على شهر عظيم مبارك فإن من الأحرى له أن يسارع بالتوبة مما بينه وبين ربه من ذنوب ، ومما بينه وبين الناس من حقوق ؛ ليدخل عليه الشهر المبارك فينشغل بالطاعات والعبادات بسلامة صدر ، وطمأنينة فلب .

قال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/ من الآية 31 .

وعَنْ الأَغَرَّ بن يسار رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه مسلم ( 2702 ) .

ثانيا : تعويد النفس قبل حلول الشهر على الصيام

فى كل رمضان يَضِيع النهار بدون طاعة جِدِّيَة من (قراءة قرآن أو أذكار أو خشوع فى الصلاة أو دعاء أو…)، وذلك بسبب مَشَقَة الصيام، وكذلك يَضِيع ليل رمضان بسبب مشاكل الإفطار، فلذلك لابد أنْ تُعَوِّد جسدك من الآن على صيام يومَي الاثنين والخميس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم:

(إن الأعمالَ تُرفَعُ يوم الاثنين والخميس فأحب أنْ يُرفَعَ عملي وأنا صائم) (انظرصحيح الجامع:1583)، وكذلك صيام (13 و14 و15) من الشهر العربى فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم عنهم: (صيامُ ثلاثة أيام من كل شهر صيامُ الدَهر وإفطارُه) (انظر صحيح الجامع: 3848)، وذلك حتى لا تَقِل عبادتك فى رمضان أثناء النهار.

كما يجب أن يحاول المؤمن مجاهدا نفسه الصيام في شهر شعبان :

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ .

رواه البخاري ( 1868 ) ومسلم ( 1156 ) .

عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ، قَالَ : ( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) .رواه النسائي ( 2357 ) وحسَّنه الألباني في ” صحيح النسائي ” .

وفي الحديث بيان الحكمة من صوم شعبان ، وهو : أنه شهر تُرفع فيه الأعمال ، وقد ذكر بعض العلماء حِكمة أخرى ، وهي أن ذلك الصوم بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفرض ، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض ، وكذا يقال في صيام شعبان قبل رمضان.

ثالثا : الدعاء

فإن بلوغ شهر رمضان من نِعَم الله العظيمة على العبد المسلم ؛ لأن رمضان من مواسم الخير ، الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتُغلق فيه أبواب النيران ، وهو شهر القرآن ، والغزوات الفاصلة في ديننا .

قال الله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) يونس/58 .

رابعا : التعود غلى قيام الليل

هذا يحتاج إلى استعدادٍ خاص قبل رمضان، لأنك لابد أنْ تُعَوِّد نفسك على القيام ولو بنصف ساعة كل ليلة، حتى تدخل رمضان وأنت مُعتاد القيام، فتستطيعَ أنْ تعيش كلمة: (إيماناً واحتساباً) التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم شرطاً لمغفرة ما تقدم من ذنبك حينما قال: (مَن قامَ رمضان إيماناً واحتسابا غُفِرَ له ما تقدمَ من ذنبه)(مُتَفَق عليه).

وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بقيام الليل فإنه دأبُ الصالحين قبلكم، وقُربَةٌ إلى ربكم، ومَكْفَرَة للسيئات، ومَنهَاةٌ عن الإثم (أي ينهى الإنسان عن المَعَاصِي) ((انظر صحيح الترغيب والترهيب: 624)، وقال أيضاً:

(مَن قامَ بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتِبَ من القانتين، ومَن قام بألف آية كُتِبَ من المُقنطِرين)(انظر صحيح الجامع: 6439).

خامسا : الإكثار من قراءة القرآن

قال النبى (صلى الله عليه وسلم): (اقرأوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)(رواه مسلم 1910)، وقال أيضاً: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا اقول (اّلمٓ) حرف، ولكن ألِفٌ حرف، ولامٌ حرف، ومِيمٌ حرف)(انظر صحيح الجامع: 6469).

• ولكن لابد أنْ تعلم جيداً أن الأمر ليس مقتصراً على التلاوة باللسان وفقط، ولكن لابد أيضاً من أنْ تتدبر القرآن، كما قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وقال أيضاً: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

فاللهُ تعالى وصف القرآن بأنه كِتابٌ مُبَارك، ثم وَضّحَ الطريق الذي تَحصُلُ به بَرَكَة هذا الكتاب ألا وهو التدبر، والتدبر هو الفَهمُ لما يُتلَى من القرآن، مع حضور القلب (التركيز)، وخشوع الجوارح، والعمل بمُقتضاه.

سادسا: التزود بالعلم ليقف على أحكام الصيام ، ومعرفة فضل رمضان 

سابعا: إعداد بعض الكتب التي يمكن قراءتها في البيت ، أو إهداؤها لإمام المسجد ليقرأها على الناس في رمضان .

إلى جانب الصدقة والجود وبذل المال فيما يرضي الله عزوجل ،وأيضا مسامحة الخلق بعضهم بعضا ونزع الغل فيما بينهم وأشياء كثيرة نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان سالمين غانيمين لافاقدين ولامفقودين .

بواسطة
manzili.life

الفسيفساء

كاتبة متخصصة في العلوم الإسلامية والتغذية الصحية ومهمتة بعلوم الحاسب والبرمجة وتعلم اللغات الحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى