لفتات وثرثرات

كيف ترضي الجمهور؟

السلام عليكم  جمهورنا الكريم،

صباح الجو الغائم..

السماء كئيبة اليوم، وعيونها الرمادية  محتقنة بالدمع، تنذر بسقوط سيل مالح على خدّ الأرض . لكن الجو رغم كآبته يبعث على الراحة .. تكفيه رائحة المطر في الهواء الرطب المنعش، ونسائم الصباح اللطيفة التي توقظ النعسان، وتنشط الكسلان.

لا أعرف إن كان ما أكتبه لكم كل أسبوع يجلب اهتمامكم أو ينفعكم ولو بالنزر القليل. وأنّى لي أن أعرف وصوتكم خافت، وحضوركم صامت.  ربما ترون ما أكتب طويلا ومملا، لا يجذب العين ولا يطرب الأذن، وقد ألفتم تغريدات العصافير فما عاد يطربكم هديل الحمام، ولا يشجيكم نوح اليمام. واعتدتم الزقزقات القصيرة فما عاد يروقكم طول المقالات، ولا تنميق العبارات.  لكني ثرثارة إن أمسكت القلم جرى على الورق يسوّد صفحاته حتى ألجمه فيتوقف، فإن أُلجِم دخل في السبات، ونام نوم الأموات.

وربما أنتم من جيل الوجه الأزرق تصبحون على طلته البهية، وتسهرون على نكاته  الغبية وحروب تعليقاته الأبدية. وإن كنتم كذلك فسأوقن أنه لا تستهويكم الكلمات الجادة، والمواضيع الحادة طالما خلت من الفضائح، وتزيّت بثوب النصائح.. وأعرف كم تمقتون هذا الثوب ولابسيه.

لا أقصد الذم أيها القراء الأعزاء، فمادمتم تقرؤون هذه السطور، وتتصحفون لنا المنشور تلو المنشور، فأنتم أبعد ما يكون عن الصنف الثاني، بل إنه لا يبيّض وجه القبيح الأزرق إلا حضوركم، ولا يحسن مظهره إلا كلامكم، وما كان صعد لولا أكتافكم . لكني لا أستبعد كونكم من  الصنف الأول، تحبون القصير وتنقدون التحرير.

أم أنّ المشكلة في الأسلوب؟ أو في جهلنا للمرغوب والمطلوب؟

لا أخفيكم أيها الكرام أنني شخص قليل التفاعل على المواقع حتى لو أعجبني طرحها، وراقني ما يكتبه كتابها، قلما أظهر الإعجاب بتصفيق أو تعليق، ليس بغضا مني ولا بخلا من لدني، ولكني أنسى هذه التفاصيل ، فإن تذكرتها علقت وصفقت وفعلت كلما هو مقدور عليه للتعبير عن شكري وتقديري لما كُتب ولمن كتب، مع علمي أن ذلك لن يدخل بأي ربح، لكن كلمة بسيطة أو عبورا صاخبا سيرفع المعنويات ويعزز القدرات، ويزيد في العطاء والبذل.

وأنا أكتب هذا تذكرت أستاذة الفرنسية في الثانوية، تلك المسِنّة غريبة الأطوار التي لا يعرف أحد فيما تفكر. كنا مندمجين في الدرس عندما قالت فجأة: ما بالكم لا تدخلون دروسي الخصوصية؟ أم تبخلون على أستاذتكم بالمال؟ ثم أردفت بأسلوب العجائز المرح التي لا تميز جده من هزله: ألا تحبون أن أصبح غنية ؟ هنا ضحكنا ولم نتمالك أنفسنا، فهي على حد علمنا تعد من الأثرياء وإن كان مظهرها وتصرفاتها تنفي ذلك..  ربما أنتم مثلنا نحن تلاميذها لا تحبون أن نصبح مشاهير أغنياء ?، أم كيف أفسّر إحجامكم؟ ..

أمزح معكم، فلا المال غايتي، ولا الثراء بغيتي، وما أجني من قلمي فلسا (لكن لا أمانع لو جنيت ?) . ما أريده هو رفع أحمال التعب عن ظهوركم وأنتم تفتحون صفحتنا بعد يوم كامل من العمل أو الدراسة، فتجدون فيها ما ينسيكم كدّ العمل، ورتابة الفصل. وتلقون بين السطور ما يجبر الخاطر المكسور، وإن واجهتم مشكلة لقيتم حلها، أو بحثتم في موضوع وجدتم من التفاصيل ما يغنيكم عن البحث الطويل.

فما هو تعليقكم عن هذا العتاب المؤدب والاستفسار المهذب؟

شاركونا آراءكم وأجوبتكم.. وهناك هدية لأول من يجيب ..

نترقب حضوركم ..

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى