الأسرة

المرأة من زوايا نظر مختلفة

على مدار الألسن والأفواه ، وعلى مرأى  الأعين ومسمع الآذان ، قضية متداولة بين الرجال والنساء والشيوخ والأطفال. قضية تدور حولها الأخبار وتنشأ من أجلها المنظمات من كل الجهات والدول.  قضية شغلت الفلاسفة والعلماء والأدباء. وقد اتخذت فئة من الناس من المتفلسفين والمتدخلين في كل صغيرة وكبيرة هذه القضية شغلها الشاغل ، لما لها من فراغ الوقت وتضييعه في تفاهات الأمور. 

لعلك أيها القارئ بعد هذه المقدمة الصغيرة قد تلهفت لمعرفة هذه القضية التي يدور حولها العالم كله والكون جله. هذه القضية  هي قضية المرأة ، قضية حول حريتها وكرامتها وشرفها ومعنى كل من هذه الثلاث. حول هذا  ،  تخبطت أفكار كل الفئات وصار كل منهم يقاتل من أجل إعلاء وغلبة رأيه ، وظهوره في الأخير على المنصة شامخا ليحييه الجميع، ويرفع رأسه عاليا كونه المنتصر في ساحة الوغى. فهو في الأخير صراع للمصلحة الذاتية وليس صراعا يريد  تحقيق مصلحة المرأة في شيء.

وأنا  في هذا المقال سأعرض أفكار كل الفئات السابقة وأعطى في النهاية الرأي السديد والأمر الرشيد .

المرأة من منظور العائلة 

العائلة ترى المرأة أربعة أصناف: أما وأختا و ابنة و زوجة. وهي بجانب ذلك العمة والخالة والجدة.  وفي جميع حالاتها تكون المرأة في هذه الأدوار الداعم الأساسي للأسرة وهي الحنان الدائم، والرأي الصارم، والمربي الحازم، والقلب الحالم. وهي سيدة المنزل إلى جانب بعلها وفي غيابه، وما من شئ يكون إلا بإذنها  وما من أمر متعلق بما في المنزل إلا ولها الأمر وعلى الجميع الطاعة والإذعان . 

المرأة من منظور المجتمع 

المرأة من هذا الجانب تتخذ العديد من الأدوار. منهم من يراها العاملة المجتهدة التي يجب أن تشارك الرجل في كل صغيرة وكبيرة، وتزاحمه في كل مكان، وتكون مثله في كل شئ. ومنهم من يزعم أن للمرأة حقها في أن تبين ما هي ومالها وما عليها وأنها حرة في ما تختار و ما تريد.

وعلى عكس هؤلاء، تجد آخرين يسرفون في التضييق كما أسرف غيرهم في التحرر و”التحليق”. ومنهم الفئة الوسط التي عرفت الشرع فاتبعته، ورأت الحق فالتزمته.

المرأة من منظور الإسلام 

إن الله خلق العباد وهو أعلم بما يجب أن يكونوا عليه. ويعلم مالهم وماعليهم ولقد بين ذلك في كتابه وسنة رسوله.كما  كرس أهل العلم أنفسهم في فهم هاته النصوص من أجل أن تبلغنا صورة الإسلام ناصعة صافية، وتصلنا أحكامه آمرة أو ناهية. والمرأة ومسائلها وردت فيها الكثير من الأحاديث والآيات. فبين لنا أن المرأة لها كامل الحقوق وليس لأحد أن يسلب حقا من حقوقها و يمنعها منه. فالمرأة هي العفيفة التي تصون نفسها وعرضها وتتصرف في مالها في الخير و مايرضي الله لا في ما يبغضه وتحببه الشياطين . وهي في ذلك متمسكة بالدين كغيرها من العباد ، تطلب العلم وتحسن معاملة الناس ، وإن كان لها حدودها وما ذلك إلا لأجلها ولحفظها من الشرور وعليها واجبات سواء في أسرتها كبنت أو أم أو زوجة . وهي الدرة المصونة، والجوهرة المكنونة التي حفظها الشرع أن تمتد لها أعين الفاسدين، وأيدي السافلين.

هذه هي مجمل الأراء وإن كانت لها توغلات في الأعماق إلا إننا عرجنا عليها من السطح و جمعناها لنقدم الفكرة الرئيسة في هذا الموضوع .

الرأي السديد

لا شك أن الرأي السديد، والأمر الرشيد هو الشرع، لأن الله أمر بطاعته وأمرنا بطاعة واتباع العلماء فوجب علينا ذلك ولزم. و من يقول بغير ذلك فإنه متبع هواه وأن الهوى ليضل ويزيغ العبد عن الحق. وإننا نتقدم لهؤلاء أن يتبينوا الحق فإن أبوا واستكبروا فإننا نطالبهم بالصمت فما رأيهم بصواب وما تنصيصهم عليه إلا ضلال ، فيضلوا أنفسهم ويضلوا غيرهم وما هذا بالأمر الجيد أو الحسن ، إن فيه كمال السوء والشر . إن هذا لهو الحق و لو اتخذ كل من في الأرض سبيل غيره .   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى