لفتات وثرثرات

بأي حال عُدتَ يا رمضان .. رمضان في غزة

بأي حال عُدتَ يا رمضان ؟  وكيف وجدت القوم حين حللت ضيفا فيهم؟ هل رحّبوا واستبشروا أم عبسوا وأدبروا؟ هل ستروا عيوبهم وطلَّقُوا ذنوبهم، أم صمّوا آذانهم وأوصدوا قلوبهم؟ هل جدّدوا النيات وحضّروا الطاعات وتصيدوا الحسنات، أم جدّوا في حصد السيئات جهارا نهارا في الطرقات؟ وهل وجدتهم على الحال التي تركتهم عليها العام الماضي، أم تبدل الحال، وتغير المآل؟

وهل عرّجت على البلاد المحتلة، ودخلت منها كل دار ومحلّة؟ وكيف بالله وجدتَ حالها؟ هل خلت من الأهل الديار أم لم يبق لهم في الأصل دار؟ 

هل ألفوا سُكنى الخيام، واستقبلوك بالصيام والقيام؟ أم سبقك إليهم الجوع ابن العم، فصاموا قبل مجيئك مرغمين، وباتوا على الطوى نائمين، وغفوا بغير لحاف، وأفطروا على الأعلاف؟

وكيف رأيتنا بعدما فاضت لأجلهم دمعتك، وسالت على حالهم عبرتك؟ أكان منا المسرفون الذي يملؤون الصحون، ويحشون البطون، ثم يرمون ما تبقى –وما أكثره- في الحاويات يُكبُّ مع النفايات؟ أم وجدت أغلبنا مقتصدين، وبالقليل قانعين، وعلى الإسراف وأهله ساخطين؟

وكم –بالله- اشترينا ما لا نستعمل، وطبخنا ما لا نأكل؟    وكم اشتكينا التخمة، وعِبنا النعمة، واستحقرنا اللقمة؟ وكم ألوفا صرفنا فيما لا ينفع، واتبعنا شهوة بطن لا تشبع ولا تقنع؟ وكم اشتهينا فَشَرَينا، وتمنّينا فحصّلنا؟ وغيرنا فقد حتى الرغبة بعد النكبة، وصارت الأماني سرفا، والأحلام ترفا، فلا وقت لهذه أو تلك حين تكون حياتك على المحك.

فبأي حال عُدتَ يا رمضان؟ .. وبأي حال ستغادر؟ ودعاؤنا وخالص رجائنا أن ينزل الله فيك رحماته على المستضعفين من المسلمين في كل الأمصار ، فلا تغادر إلا وقد أثمر الصبر، وحل البِشر، وجاء النصر ..   

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى