عالم الطفل

الأسرة السعيدة

الحمد لله رب المشارق والمغارب، خلق الانسان من طين لازب، ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب، وخلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عبده ورسوله أما بعد :

إن الأسرة هي الركيزة الأساسية لبناء الحضارات، والنواة الأولى في تكوين المجتمعات، فمنها بدأ الله الخليقة منذ الأزل لقوله تعالى: “ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقو الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا ” النساء/1.

أسرة متحابة

والأسرة في حد ذاتها تقوم على دعامتين أساسيتين:

هما الرجل والمرأة الصالحين ،فهما الأساس في تنشأة الاسرة وإنجاب الذرية الصالحة .

ولقد عني الإسلام عناية فائقة في تكوين الأسرة .

فوضع لها قواعد وتشريعات محكمة للعلاقات، ورسم حدودا وضوابط واضحة لكل واحد ،ماله وماعليه.

كما وضع منهجا قويما لتربية الأبناء،وأعطى لكل واحد (الزوجين ) دورا للمساهمة في بناء الأسرة التي بدورها تنتج المجتمع الإنسانسي الصالح .

ويقوم نظام الأسرة في الإسلام على مبدأ المودة والرحمة، لقوله تعالى :”ومن آياته أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

وبين في ذلك حدود العلاقة بين الذكر والأنثى، حيث أعطى كل واحد منهما من الإمكانات والقدرات. ووضع قاعدة تحكم تصرف كليهما في حدود مسؤوليته.

وأمر كلا منهما بأن يحسن أحدهما للآخر، وحذر من التفريط في حقوق الذرية في قوله تعالى :”ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة “.

كما استطاع ديننا الحنيف بتعاليمه السامية أن يوجد الأسرة الفاضلة التي يسودها الحب، الاستقرار ،والمودة والأمان .

وينتج عنها جيل مؤمن، وأمة واعية هي خير الأمم التي أخرجت للناس. وتتمثل تعاليم ديننا في بناء الأسرة الإسلامية المثالية، بحيث أعطى سيادة الرجل القوامة في قوله ” الرجال قوامون على النساء”.

وهي أن يقوم بالمهمات الصعبة لقدرته على تحمل ذلك ومواجهة مصاعب الحياة. في حين منح المرأة القلب الحنون والطيب الذي يسهر من أجل الأبناء .

فتجلت حكمته تعالى في هذا التوازن الذي وضعه بينهما ، إلى جانب أنه رسم بكل منهما حقا على الأخر ولا ينبغي لأحدهما أن يتخطاها أو يهملها، لأن إهمال أي من هذه الحقوق كفيل بأن يحدث شقا في كيان الأسرة وانهيارها .

الفسيفساء

كاتبة متخصصة في العلوم الإسلامية والتغذية الصحية ومهمتة بعلوم الحاسب والبرمجة وتعلم اللغات الحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى