صحح لغتك .. قل ولا تقل [1]

” خطأ مشهور خير من صواب مهجور ” ..
هذا الشعار المخدِّر الذي يرفعه كثير من المتساهلين الغافلين ، مبررين بموجبه ركاكة كلامهم ، وضعف لغتهم ، وقلة اطِّلَاعِهِمْ وتَمَكُّنِهِمْ .
ووالله ماكان في الخطأ يوما خير ليكون خيرا على اللغة وهو باب خرابها ، وسوط جلاَّدها ، والحبل الي يلتف على عنقها ليرديها صريعة مقتولة .. قاتِلُها الجهل ، ومُشيِّع جنازتها الغفلة .
ولذا ، ومن أجل التنبيه لهذه الأخطاء “الكثيرة” ، قررت أن أكتب من وقت لآخر قائمة مختارة لأكثرها وقوعا واستعمالا ، وسيكون هذا أول مقال في تصحيح اللغة وتقويم اللسان العربي معتمدين على صفوة المعاجم وكتب اللغة التي تطرقت لهذا الموضوع ، وجنَّدت صفحاتها وسطورها لحفظ لغة العرب .
قل : أضِف .. ولا تقل : ضِف
شاع عند الناس استخدام فعل الأمر ” ضِف” بمعنى “الإضافة” كقولنا ” زِد” ، وهو خطأ ، لأن الماضي منه أضاف والأمر “أضِف” . أما الفعل “ضِف” فهو الأمر من ” ضاف ” والمعنيان مختلفان .
أضافَ يُضيف ، أَضِفْ ، إضافةً ، فهو مُضيف ، والمفعول مُضاف .
أَضافَ الشيءَ إِليه : ضَمَّهُ .
و أَضافَ : أَسنَدَهُ أَو نَسَبَهُ .
و أَضافَ فلانًا : أَغاثهُ وأَجارَهُ و ضيَّفه .
ضاف ، يَضِيفُ، ضِفْ، مصدر ضَيْفٌ، ضِيَافَةٌ
ضَافَتْهُ الْهُمُومُ : نَزَلَتْ سَاحَتَهُ
ضَافَ إِلَيْهِ : اِسْتَأْنَسَ بِهِ، دَنَا، مَالَ إِلَيْهِ
ضَافَ عَنْهُ : عَدَلَ، اِنْحَرَفَ
ضافَ إِليه : دَنَا ومالَ واستأْنَسَ به
ضافَ فلانًا: نَزَلَ عنْدَهُ ضَيْفًا
قل : قال إنّ .. ولا تقل : قال أنّ
أول مرة انتبهت لهذ الخطأ كان في حصة الرياضيات ، إذ كثيرا ما تتضمن قواعد الرياضيات عبارة ” نقول إن .. ” ، لكن الأغلبية يكتبونها وينطقونها خطأ ” نقول أن .. ” .
وينطبق نفس الشيء على العبارات المشابهة مثل : حتى إنّ .. حيث إنّ .. إذ إنّ .. ثم إنّ .. والله إنّ ..
قل نُفاية .. ولا تقل نِفاية
غالبا ما ينطق الناس كلمة “نفاية” بكسر النون ، والصحيح هو الضم ، فنقول : نُفاية مثل : زُبالة .
جاء في لسان العرب :
نُفايَةُ الشيءِ : بقيته وأَردؤه ، وكذلك نُفاوته ونَفاته ونَفايَتُه ونِفْوَته ونِفْيته ونَفِيُّه .
قل إمكانات .. ولا تقل إمكانيات
خطأ من أكثر الأخطاء التي انتشرت على الألسن والأقلام كالنار في الهشيم .
لا تقل “إمكانيات” فلا أصل لها في اللغة ، بل قل ” إمكانات” ، وهي جمع ” إمكان ” مصدر أمْكَن .
قل المُسَوَّدَةُ .. ولا تقل المُسْودَّة
نخطئ عادة فنقول : مُسْوَدَّةُ التلميذ أو الطالب ، والصحيح : مُسَوَّدَة . وهي صيغة المؤنث لمفعول “سَوَّد” ، وهي الصحيفة المكتوبة كتابة أولية قبل تنقيحها وتبييضها .
قل الحَنْجَرة .. ولا تقل الحُنجرة
حَنجرة : الْحُلْقُومُ، وَهُوَ العُضْوُ الْمُجَوَّفُ فِي أَقْصَى الفَمِ يُؤَدِّي إلَى القَصَبَةِ الهَوَائِيَّةِ، مَجْرَى النَّفَسِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ .
يُخطئ البعض فينطقها “حُنجرة” بضم الحاء ، والصحيح فتحها .
قل صبيح .. ولا تقل صبوح
وهذا في قولنا مثلا : وجهٌ صبيح أي مشرق ، ويخطئ الناس فيقولون : وجه صبوح .
صبُح الوجه : أي أشرق وأجمل ، فهو صبيح .
أما الصبوح : فهو ما يؤكل أو يشرب في الصباح . وهو خلاف الغبوق .
قل الدُّخَان.. ولا تقل الدُّخَّان
ينطق البعض – وقد كنا ونحن صغار منهم – كلمة “دخان” بتشديد الخاء أي : دُخَّان .
والصحيح : دُخَان بتخفيف الخاء .
قل قَدِيدٌ.. ولا تقل قَدِّيدٌ
جرى على ألسن البعض نطق كلمة ” قديد” بتشديد الداء ، والصحيح تخفيفها . فنقول : قَدِيدٌ ، لا قدِّيد .
والقَدِيدُ : لَحْمٌ مقطَّعٌ مُمَلَّحٌ مجفَّفٌ في الشَّمس والهواء . ( لحم مُقدَّد )
قل التُّؤَدَة.. ولا تقل التَّؤُدَة
التُّؤدَة : بضم التاء وفتح الهمزة ، وأصلها الوُؤَدة . وهي الرزانة والتمهل .
وقد شاع نطقها خطأ : تَؤُدة بفتح التاء وضم الهمزة ، والصحيح ماذكر أعلاه .
المراجع
- كتاب صحح لغتك ، الدكتور ناصر لوحيشي .
- كتاب أدب الكاتب ، ابن قتيبة .
- لسان العرب ، ابن منظور
- القاموس المحيط ، الفيروز آبادي