تاريخمنوعات
أخر الأخبار

ثورة نوفمبر ..

من أعالي جبال الأوراس .. انطلق الرصاص .. ليعلن للدنا فجر الخلاص .. قائلا للتاريخ بملء فيه : “هذا السبيل ولا مناص ، وذا يوم القصاص ” . ذاك هو نوفمبر .. بداية النهاية .. ونهاية الحكاية . حكاية الظلم والطغيان ، والقتل والعدوان . ثورة ضد الجبان الغاصب ، و نهاية للسلام الكاذب . نهاية التجبر ، وأسطورةِ الجيش الذي لا يُقهر .

في الفاتح من نوفمبر ، عام أربع وخمسين وتسعمائة وألف ، ومن جبال الأوراس الشامخة ، وبالتحديد من نفق تاغيت ببلدية تكوت ولاية باتنة (الأوراس) وبالقرب من الوادي الأبيض الأبيّ ، في منتصف الليل ، انطلقت أول رصاصة معلنة بدء القتال ، وحرب النضال ، وثورة الأبطال .

ولْنَعُد أياما ، أو شهورا ، بل سنينا للوراء قبل هذا اليوم . فالثورة لم تكن فكرةً وليدة اللحظة ، أو ابنة يوم أو يومين . بل كانت تخطيط ليال وأيام ، وسنين وأعوام . كانت قنبلة في صدور الأباة من أبناء الجزائر ، وتفجرت عندما بلغ الظلم أوجه ، والتجبر قُنّته ، وفاض الكأس ، وبلغ السيل الزبى والسكين العظم . تفجّرت عندما أُفلِت الصّمام ، وشُدّ الزّمام .. زمام النضال ، وعِنان النزال . تفجرت عندما أيس النّاس من كذب الوعود ، ومن زيف العهود ، ومن العيش المكبّل بالقيود .

بوادر الثورة :

كانت أول بوادر الثورة بعد مجازر 8 ماي 1945 م الشنيعة ، ومذابحها المريعة ، و دستور 1947 م الذي أصدرته السلطات الفرنسية في الجزائر . والذي نص على عدد من البنود والإغراءات أهمها :

  • أن الجزائر جزء من فرنسا ، يتسـاوى سكانهــا فـي الحقـوق والواجـبات وجنسيتهـم فرنسيـة
  • ضرورة فصل الدين الإسلامي عن الدولة
  • إخضـاع الجزائـر لحـاكـم عام فرنسـي يساعده مجلس تنفـيذي.
  • إلـغاء الـحكم الـعـسـكري فـي الـجـنوب وتـحويـله إلـى حكم مـدني.
  • يـحـافـظ الـمـسلـمون الـجزائريون على حالتهم الـشخـصـية الإسلامية ولا يحول ذلك بـينهم وبـين الـحقوق الـسـيـاسـيـة.فتح الوظائف العسكرية والمدنية للجزائريين دون انحياز أو تمييز .

وغيرها من النصوص الباطلة ، والإغراءات الفاشلة ، التي لم تجد لها عند الشعب صدًى ، ولم تلق مؤيدًا، إلا مِن رِعديدٍ جبان ، أو عميلٍ خوّان .

وقد أكدت هذه الأحداث ، أن النضال السياسي عقيم لا يثمر ، وأن السلم كذبة ، والقتال هو الحل ، وهو السبيل الأوحد ، لأن ما أخذ بالقوة لايُسترجع إلا بالقوة . وصمم على إثرها الشباب المناضل على حمل السلاح ، وإتمام الكفاح ، لا بالكلام والخُطب ، بل بالبنادق والحِرب .

فتأسست بادئ الأمر المنظمة الخاصة السرية التابعة لحزب الشعب عام 1947 م ، وقد كانت نواة للثورة ، وللبركان المتفجّر البؤرة . أنشأها “محمد بلوزداد ” ، وكان هـدفها العمل من أجل إعداد ضباط الـجيش الـجزائري تمهيدًا لخوض الـكفاح المسلح. وقد نظمت عدة عمليات كعـملية سويداني بوجمعة مع بعض الـمناضلين عـام 1948 ، إذ قاموا بـالهجوم على مخزن الـمفرقعات وعملية بريد وهـران في السابع من أفريل 1949 ، وذلك بغرض تأمين الأموال الـلازمة لـلعمليات الـمقـبلة. لكن تم اكتشافها من طرف السلطات الفرنسية سنة 1950 ، و ألقي القبض على ثلة من مناضليها ، في حين هرب الآخرون إلى الجبال .

التحضير للثورة

لم يكن اكتشاف المنظمة الخاصة موتا لفكرة الثورة ، أو قبرا لمخططات النضال . بل إن ذلك ما زاد الثوار إلا إصرار ، وزاد نيران غضبهم استعارا . فزرعوا تلك الفكرة بعقولهم ، وأجّجوا عزائمهم بقلوبهم ، وظلوا يعدون ويخططون ، ويرسمون مسار الجهاد ، ويحضرون ليوم السداد . حتى اقترب الأجل المحدود ، واليوم الوعود .

وقد سبق اندلاع الثورة ندوات واجتماعات ، وكان مسار ذلك كالآتي :

تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل :

تأسست في 23 مارس 1954 من طرف أعضاء من المنظمة الخاصة وبعض من المركزيين (والمركزيون هي إحدى الفرق التي نشأت عن حزب الشعب بعد أزمته المعروفة ) ، وكان قائدها بوضياف ، وتضم عداد وقد أُنشأت للأهداف التالية:

  • العمل على تجميع إطارات المنظمة الخاصة ، وإقناعهم بضرورة العمل المسلح
  • الإعداد النفسي للمناضلين الذين بقوا على الحياد
  • إعداد الأرضية المساعدة لمباشرة العمل المسلح
  • الاتصال بقواعد الحركة وإقناعهم بالتزام الحياد أثناء الصراع

و رغم فشلها في مسعاها التوفيقي بين المصالين والمركزيين إلا أنها نجحت في تبليغ نداء العمل المسلح . ولما فشل المركزيون في تحقيق أهدافهم انسحبوا منها . وظل أعضاء المنظمة الخاصة على رأيهم يتفجير العمل المسلح ، ومن هنا اجتمع رأيهم على دعوة أعضاء المنظمة الخاصة للاجتماع الذي عرف بلجنة ال 22 . وقد عُقد هذا الاجتماع في 25 جويلية 1954 بالجزائر العاصمة في منزل “إلياس دريش ” ، برئاسة مصطفى بن بولعيد ، وحضره كل من : باجي مختار، عثمان بلوزداد، رمضان بن عبد المالك، مصطفى بن عودة، مصطفى بن بو العيد، العربي بن مهيدي، لخضر بن طوبال، رابح بيطاط، زبير بوعجاج، سليمان بو علي، بلحاج بوشعيب، محمد بوالضياف، عبد الحفيظ بوصوف، ديدوش مراد، عبد السلام حبشي، عبد القادر لعمودي، محمد مشاطي، سليمان ملاح، محمد مرزوقي، بو جمعة سويداني، زيغود يوسف وإلياس دريش . ونوقشت فيها النقاط التالية :

  • شرح وضعية المجتمعين ضمن منظمة الوحدة والعمل وموقفهم من أعضاء اللجنة المركزية
  • الحرب في كل من تونس والمغرب الأقصى
  • استعراض تاريخ المنظمة الخاصة من انشائها الى تاريخ حلها
  • العمل المنجز من طرف المنظمة الخاصة بين 1947 و 1950
  • أزمة حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية لأسباب عميقة ( سوء التفاهم بين التيار الاصلاحي والثوري ، واللجنة المركزية وأنصار الرئيس مصالي الحاج الذي كان مؤيدا للنضال السياسي)

وتم بموجب هذا اللقاء ، انتخاب المسؤول الوطني محمد بوضياف ، الذي تولى بدوره اختيار أعضاء المكتب : مصطفى بن بولعيد ، محمد العربي بن مهيدي ، ديدوش مراد و رابح بيطاط .

الاجتماعات السرية

اجتماع 23 جوان 1954: الذي قرر دمج قدماء المنظمة الخاصة والتدريب على المتفجرات.

اجتماع أواخر أوت 1954: الذي استعرض نشاط اللجنة والتحضير.

اجتماع 23 اكتوبر 1954: وهو اجتماع مجموعة ال (6) وتم قيه القرار النهائي لبداية الثورة المسلحة وجاء فيه:

  • تحديد يوم 1 نوفمبر كأول يوم لإنطلاق الثورة المسلحة و إعلان الحرب على فرنسا وجيوشها . ويكون ذلك في منتصف الليل ، مع تحديد الأماكن المستهدفة بالهجوم ، واعتماد “خالد عقبة ” ككلمة سر بين المجاهدين . كما تم كتابة بيان أول نوفمبر والمصادقة على محتواه
  • تسمية الجناح السياسي للثورة بجبهة التحرير الوطني.
  • تسمية الجناح العسكري للثورة بجيش التحرير الوطني.
  • تقسيم التراب الوطني إلى 5 خمسة مناطق عسكرية هي كالآتي:
  1. المنطقة الأولى – الاوراس – بقيادة مصطفى بن بوالعيد ,
  2. المنطقة الثانية – الشمال القسنطينى – بقيادة مراد ديدوش,
  3. المنطقة الثالثة – القبائل – كريم بلقا سم
  4. المنطقة الرابعة -الجزائر العاصمة – وضواحيها – بقيادة رابح بيطاط,
  5. المنطقة الخامسة – وهران – بقيادة محمد العربي بن مهيدي) و المجاهد محمد بوضياف منسقا.
  6. المنطقة السادسة – الصحراء الجزائرية – بقيادة أحمد بن عبد الرزاق المعروف بسي الحواس.

الاتصالات الداخلية والخارجية :

  • الاتصال بأعضاء الحزب خاصة المنظمة السرية لإعادة دمجهم في العمل
  • الاتصال بمنطقة القبائل وعلى وجه الخصوص المناظلين ” كريم بلقاسم وعمران أوعمران “
  • الاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج عن طريق عيد الله فيلالي ومصطفي بن بولعيد وكان الهدف أن تطلق الثورة بقيادة الزعيم الحركة مصالي الحج
  • الاتصال بشخصيات اللجنة المركزية من أمثال ” بن يوسف بن خدة – محمد بوزيد – حولي الحسين ” دون تحقيق أي نتيجة
  • الاتصال بوفد حركة الإنتصار بالقاهرة كانت تهدف إلى عمل كسب الدعم المادي والمعنوي
  • تكررت اللقاءات بين كل أحمد بن بلة ومصطفى بن بولعيدد بهدف تأمين طرق التسليح وإنشاء ورشات تركيب السلاح ومخازن التخزين .

ظروف اندلاع الثورة

دوليا

  • حركات التحرر الوطني
  • انهزام فرنسا في الفيتنام في معركة ” ديان بيانو “
  • ظهور سياسة التعايش السلمي
  • نشاط منظمة الأمم المتحدة ، وظهور المواثيق الدولية التي تقر بحق الشعوب في تقرير المصير
  • ظهور الثورة في كل من تونس والمغرب
  • انسحاب بريطانيا من قناة السويس

في فرنسا

  • فقدانها لمعظم مستعمراتها
  • خروجها منهزمة من الحرب العالمية الثانية و تراجع مكانتها كقوة عسكرية إثر ذلك
  • عجز ميزانها التجاري وظهور أزمات إقتصادية حادة

داخليا (في الجزائر)

  • استمرار السياسة الإستعمارية
  • التمييز العنصري
  • فشل المقاومة السياسية وقناعة الجزائريين بضرورة العمل المسلح
  • أزمة حركة إنتصار الحريات الديمقراطية

اندلاع الثورة

اندلعت الثورة في يوم الإثنين 1 نوفمبر 1954 الذي صادف عيد القديسين وتيَمُّنًا بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم . وكانت في شكل هجومات على مراكز العدو ومصالحه مثل: الثكنات العسكرية ،المزارع . وقد شملت كامل ربوع الوطن وتم توزيع بيان أول نوفمير كما أعلنت الثورة من إذاعة الصوت الحر بمصر وتركزت بالمنطقة الاولى ( الأوراس ) للعوامل التالية :


1. عوامل استراتيجية :

  • جغرافية المنطقة الاولى ذات الطابع الجبلي والمناخ القاري
  • حدود المنطقة مع ليبيا وتونس مما يسمح بدخول السلاح واستمرار الرابطة مع الوفد الخارجي بمصر
  • كون المنطقة همزة وصل بين الشمال والجنوب
  • اشتراكها بحدود مع باقي المناطق العسكرية
  • تعهد بن بولعيد أمام لجنة 22 بصمود المنطقة إلى ما يتراوح بين 6 إلى 8 أشهر

2. عوامل عسكرية :

  • إشراف مصطفى بن بولعيد شخصيا على تنظيم الخلايا العسكرية ما جعله ينتهج سياسة عسكرية محكمة مكنته من تجنيد قوة مهمة كما جمع السلاح بصورة واسعة من أموال المنظمة الخاصة وأمواله الشخصية
  • وجود الفئات الثائرة على السلطات الاستعمارية التي شكلت عناصر هامة في اللجان العسكرية
  • لم تشهد المنطقة أحداث الصراع الحزبي الذي طال حركة الانتصار بسبب غياب التيارين المتصارعين
  • لأن مصطفى بن بولعيد كان عضوا في اللجنة المركزية

مراحل الثورة

مرت الثورة بعدة مراحل :

  1. مرحلة الانطلاقة من 1954 إلى 1956 : تميزت بالقيام بهجومات وعمليات تستهدف مراكز العدو . وأهم ما حدث في هذه الفترة ، هجومات الشمال القسنطيني 1955 ، وإفشال مشروع سوستال.
  2. مرحلة التنظيم والتموين من 1956 إلى 1958 : وأهم ما كان فيها انعقاد مؤتمر الصومام
  3. مرحلة حرب الإبادة من 1958 إلى 1960 : وهي من أصعب المراحل لأن العمليات العسكرية توسعت بشكل كبير .
  4. مرحلة التفاوض من 1960 إلى 1962 : جرت فيها المفاوضات بين جبهة التحرير الوطني وفرنسا ، وانتهت بالاستقلال .

استراتيجيات تنفيذ الثورة على الصعيد الداخلي

التعبئة الشعبية

من خلال تجنيد وضم الشعب الجزائري إلى صفوف الثورة لدعمها ماديا ومعنويا ، وتمت عن طريق :

  • التوعية الإعلامية : من خلال بيان نوفمبر و مختلف الوسائل الإعلامية :جريدة المجاهد، الكتابات الحائطية، الرسائل المكتوبة و الشفوية. والبث الإذاعي مثل إذاعة صوت الثورة الجزائرية في القاهرة، إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة من المغرب ، وإذاعة صوت الجزائر الثايرة من سوريا . بالإضافة إلى الأفلام تسجيلية بداية من 1957.
  • الاهتمام بالجانب الصحي والاجتماعي و التعليمي للشعب و التكفل بالبعثات الطلابية.
  • تحميل الشعب مسؤولية تنفيذ وإنجاح الثورة من البداية طبقا لمقولة العربي بن مهيدي ( ارم بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب).
  • مساندة الشعب ضد سياسة الإبادة الاستعمارية.
  • اللقاءات المباشرة مع المواطنين وإلقاء خطب توعية .

تنظيم الجماهير وتأطيرها

وهو إيجاد وخلق اتحادات وتنظيمات غير حكومية تؤطر الشعب وتنظمه ، وقد عملت جبهة التحرير الوطني على تأطير الجماهير من خلال :

تأسيس الاتحادات

  • الإتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري 1956 برئاسة عيسات إيدير
  • الإتحاد العام للتجار الجزائريين في 20 سبتمبر 1956
  • الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في 8 جويلية 1955 وأثبت وجوده بعد إضراب الطلبة في 19 ماي 1956
  • تفعيل دور الكشافة الإسلامية.
  • الحركة النسوية وتجنيد المثقفين و الأطباء و تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم.

تنظيم المظاهرات والإضرابات

1- إضراب 8 أيام (28 جانفي – 04 فيفري 1957) : دعت إليه جبهة التحرير الوطني ، وشارك فيه الشعب الجزائري بهدف :

  • دفع الشعب الجزائري للالتفاف حول الثورة ودعمها
  • لفت الراي العام العالمي للقضية الجزائرية
  • إيصال صوت الجزائر إلى هيئة الأمم المتحدة
  • شل الاقتصاد الفرنسي

2- إضراب الطلبة 19 ماي 1956: حيث هجروا مقاعد الدراسة والتحقوا بالثورة.

3- مظاهرات 11 ديسمبر 1960 : نظمتها جبهة التحرير الوطني ، وكان من ورائها الشعب الجزائري ردا على سياسة ديغول ، ومظاهرات المستعمرين المتمسكين بفكرة الجزائر فرنسية ، ودعم المفاوضات . وقد حققت نتائج هامة :

  • دعم المفاوضات الجزائرية ، وخضوع فرنسا لمفاوضات جدية
  • تأكد الصحافة والرأي العام العالمي من عدالة القضية الجزائرية
  • استشهاد8001 جزائري وجرح أكثر من ألف جزائري

4- مظاهرات 17 أكثوبر 1961 : كانت في العاصمة الفرنسية باريس . نظمتها فدرالية جبهة التحرير الوطني . شارك فيها المهاجرون الفرنسيين لدفع فرنسا للدخول في المفاوضات ، ومنح استقلال الجزائر ، وأن جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري. و نتج عنها مايلي :

  • استشهاد 300 جزائري ، واعتقال 1200
  • إظهار وحشية وبشاعة الاستعمار الفرنسي
  • ساهمت في تدويل القضية الجزائرية

هجومات الشمال القسنطيني

هي عبارة عن هجومات عسكرية . خطط لها البطل الشهيد زيغود يوسف في المنطقة الثانية في منتصف النهار ، بداية من يوم السبت من 20 إلى 27 أوت 1955. وقد استهدفت 39 هدف على مراكزالعدو والخونة والمستوطنين .

أسبابها وظروفها
  • الحصار الفرنسي المفروض على منطقة الأوراس
  • الرد على مجازر فرنسا في حق الشعب الجزائري
  • استشهاد واعتقال بعض قادات الثورة مثل : استشهاد ديديوش مراد 18 جانفي 1955. و اعتقال مصطفى بن بولعيد 12فيفري1955 ورابح بيطاط 23مارس1955.
  • إصدار الحاكم العام في الجزائر جاك سوستال مشروعا إغرائيا في المنطقة الثانية يوم 1 جوان 1955 لإجهاض الثورة
  • التضامن مع الشعب المغاربي الشقيق بمناسبة الذكرى الثانية لنفي ملك المغرب محمد الخامس إلى مدغشقر . ومساندة التونسيين بعد سجن بورقيبة في الجزائر.
  • محاولة تدويل القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة ، وكسب تأييد إسلامي وعربي .
نتائجها
  • فك الحصار عن الأوراس والقبائل
  • نقل الثورة من الارياف إلى المدن .
  • ازدياد التلاحم الشعبي بالثورة
  • إقناع المترددين من الأحزاب والشعب بحتمية وشرعية الثورة . وذلك بانضمام فرحات عباس عام 1956
  • استشهاد أكثر من 1500 جزائري في سكيكدة ، انتقاما من الهجومات
  • تعزيز التضامن بين الشعوب المغاربية
  • تدويل القضية الجزائرية لأول مرة في هيئة الأمم المتحدة في 30 سبتمبر 1955
  • اعتراف فرنسا باستقلال تونس والمغرب

التنظيم المؤسساتي : (مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 ):

هو مؤتمر عُقد بالولاية الثالثة في الفترة ما بين 20 إلى 27 أوت 1956 بقرية ايفري بغرض زيادة تنظيم الثورة وضمان استمراريتها.

ظروف انعقاده

داخليا :

  • شمولية الثورة الترابية و الشعبية
  • توالي انتصاراتها
  • الحاجة الماسة للتقييم و التخطيط للمستقبل
  • التأييد الدولي
  • تزايد الإجرام الفرنسي للقضاء على الثورة

خارجيا :

  • دعم الكتلة الآفرو-آسيوية للثورة
  • استقلال تونس والمغرب بفعل قوة الثورة.
قراراته
  • إصدار ميثاق الصومام : وثيقة سياسية مرجعية للثورة صدرت بتاريخ 20أوت1956 حللت الأوضاع وحددت آفاق العمل الثوري ووسائل تحقيق الأهداف، ومستلزمات الاستمرار.
  • تكوين مؤسسات الثورة (التنظيم المؤسساتي) كالمجلس الوطني للثورة(CNRA) وهو أعلى هيئة سياسية للثورة ( برلمان الثورة). يتكون من 34 عضوا (17 دائمون و17 إضافيون).
  • إنشاء لجنة التنسيق و التنفيذ (CCE) وتتكون من 05 إلى 14 عضوا. وهي هيئة تنفيذية. أعضاؤها الخمسة هم : العربي بن مهيدي ، عبان رمضان ، كريم بلقاسم ، بو يوسف بن خدة ، سعد دحلب .
  • التنظيم الإداري: أي إضافة الصحراء الولاية السادسة بقيادة عبد الرزاق سي الحواس.
  • إقرار مبدأ القيادة الجماعية و الأولوية للداخل على الخارج و السياسي على العسكري.
  • البناء الهيكلي لجيش التحرير الوطني و ضبط الرتب وتحديد المسؤوليات.
  • تدويل القضية الجزائرية من خلال ممثليها في الخارج.

التنظيم العسكري

  1. تأسيس جيش التحرير الوطني لتسيير الثورة عسكريا
  2. الاعتماد على قرارت مؤتمر الصومام العسكرية والتي تمثلت فيم يلي :
  • إعادة تقسيم البلاد إداريا وعسكريا إلى 06 ولايات يقودها “عقيد” يضطلع بمهام سياسية وعسكرية، مع ثلاث مساعدين مكلفين بالجانب السياسي والعسكري والإعلام والاتصال.
  • تنظيم الجيش إلى وحدات : الفوج ، الفرقة ، الكتيبة ، الفيلق . تحديد الرتب العسكرية : العقيد ، الرائد ، الملازم . وتقسيم مهام الجيش بين مجاهد ، مسبل وفدائي .
  • الأجهزة العسكرية تخضع للجنة التنسيق والتنفيذ.
  • إنشاء قيادتين للعمليات العسكرية، شرقية في “غار الدماء” في تونس وغربية في “وجدة” في المغرب. اتي تهتم بجلب السلاح وتدريب الجيش
  • إنشاء جيش الحدود.
  • نقل الثورة إلى فرنسا.
  • إنشاء هيئة الاركان العامة لجيش التحرير برئاسة الهواري بومدين
  • الاعتماد على حرب العصابات
  • تكثيف العمليات الفدائية في المدن لتخفيف الضغط عن الأرياف

استراتيجية تنفيذ الثورة خارجيا

عملت جبهة التحرير على تدعيم العمل السياسي والعسكري ، بجهاز دبلوماسي يعمل على التعريف بالقضية الجزائرية من خلال مايلي :

  • التمثيل الدبلوماسي : بهدف التعريف بالقضية في المحافل الدولية – فضح السياسة الفرنسية و عزلها دوليا – كسب التعاطف العالمي – الحصول على الدعم المادي والسياسي و هذا من خلال جهاز دبلوماسي يتشكل من الوفد الخارجي للثورة ( آيت احمد، بن بلة ، محمد خيضر، محمد يزيد كمنسق بين الداخل و الخارج ) – محمد بوضياف المنسق العام) ووفود الجبهة إلى المؤتمرات الدولية .
  • إنشاء الحكومة المؤقتة ( 19 / 09 / 1958 ) بالقاهرة بقيادة فرحات عباس و وزارة الشؤون الخارجية و وزارة الإعلام.
  • فتح مكاتب لجبهة التحرير الوطني في مختلف دول العالم
  • تنصيب فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا.
  • فتحت لها سفارات في سويسرا ، تونس ، ليبيا ، مصر …
  • الزيارات الرسمية التي قام بها رئيس وأعضاء الحكومة لكل من بكين ، موسكو ، بلغراد ..
  • المشاركة في تنظيم اللقاءات الثقافية والرياضية (مشاركة فريق جبهة التحرير الوطني في موسكو 1959)
  • عرض القضية الجزائرية في المحافل الدولية: الأمم المتحدة ( ابتداءا من سبتمبر1955) – على المستوى الافريقي (مؤتمر أكرا 15/4/1958) – حركة عدم الانحياز( مؤتمر باندونغ 18-24 أفريل1955) – مؤتمر القاهرة 1957 – مؤتمر طنجا بالمغرب 1958
  • اقتناء الأسلحة والأدوية من الخارج ، وإدخالها إلى الجزائر بمساعدة الدول الصديقة والشقيقة .
  • نقل الثورة غلى التراب الفرتسي باستهداف المصالح الاقتصادية والعسكرية مثل تفجير مستودع للمحروفات في مرسيليا في 24 -25 أوت 1958 بقيادة عمار بوداود .

رد فعل و إستراتجية الاستعمار للقضاء على الثورة

داخليا

المخططات العسكرية

  • إتباع سياسة القمع و الإيقاف الجماعي
  • إعلان حالة الطوارئ
  • تطبيق سياسة التجويع وإخضاع المواد الغذائية للتقنين بهدف قطع الدعم عن الثورة
  • إقامة المحتشدات و تدمير القرى
  • إنشاء مراكز التعذيب كمدرسة “جندارك” في سكيكدة 1957
  • إنشاء المناطق المحرمة
  • إنشاء مكاتب لاصاص (SAS)
  • التهجير و القيام بعمليات التمشيط للقضاء على الثورة
  • إنشاء الخطوط المكهربة : خطي موريس و شال لجزأرة الحرب.
  • استخدام الأسلحة المحرمة دوليا مثل قنابل النابلم
  • استعمال المقصلة لأول مرة في حق الشهيد أحمد زبانة يوم 19 جوان 1956
  • تطبيق مخطط الجنرال شال 1958 المتمثل في (- عزل وحدات جيش التحرير عن الشعب – سد قنوات الاتصال بين الولايات التاريخية – تكثيف الطيران الحربي لمراقبة الأرض – القيام بالعمليات العسكرية مثل: عملية التاج بالولاية الخامسة – تجنيد العملاء لزرع البلبلة – تنفيذ حق المتابعة في الخارج – استعمال الأسلحة المحرمة دوليا مثل النبالم – دعم الجيش الفرنسي عددا وعدة والاستعانة بقوات الناتو).
  • تسليح المستوطنين . وإنشاء منظمات إرهابية مثل منظمة الحيش السري OAS سنة 1960 ومنظمة اليد الحمراء

المخططات الاقتصادية الإغرائية

عبارة عن مناورات خداعية للشعب أهمها :

مشروع سوستال 1955 : عبارة عن مشروع إصلاحي اقتصادي واجتماعي جاء به الحاكم العام للجزائر جاك سوستال بهدف دمج الجزائر مع فرنسا وعزل الشعب عن الثورة . لكن فشل هذا المشروع ورد الشعب الجزائري عليه في 20 أوت 1955

مشروع قسنطينة 03 – 10- 1958 : هو مشروع اقتصادي إغرائي . أعلن عنه الجنرال ديغول عند زيارته لقسنطينة . بهدف: فصل الثورة عن الشعب ، ربط الجزائر أكثر بفرنسا ، خلق طبقة برجوازية مرتبطة بفرنسا ، إظهار الثورة عالميا على أنها ثورة جياع لا ثورة تحررية .

المخططات السياسية :

  • إنشاء القوة الثالثة من العملاء (الطبقة الموالية لفرنسا)
  • إجراء استفتاء 28 – 07 – 1958 حول بقاء فرنسا في الجزائر . وجاءت نتائجه مزورة لصالح فرنسا (نعم ) ب 96.5 % و (لا) ب 3.5 %
  • عرض مشروع سلم الشجعان 23- 10- 1958 : جاء في الخطاب الذي ألقاه ديغول يدعو الثوار غلى الاستسلام وتسليم السلاح ، مقابل ضمان حريتهم وسلامتهم .
  • طرح مشروع حق تقرير المصير 16- 09- 1959 في ظل اتحاد فدرالي مع فرنسا

مشاريع التقسيم

  1. مشروع تقسيم الشمال إلى ثلاث مناطق 1957 : (قسنطينة ذات الحكم الذاتي و الإقليم الفرنسي في الجزائر ووهران . الحكم الذاتي لتلمسان ).
  2. مخطط تجميع المستوطنين لسنة 1961
  3. فصل الصحراء عن الجزائر : بداية من 10 – 01 – 1957 وتقسيمها إلى عمالة الساورة في بشار وعمالة الواحات في ورقلة عبر مرسومي 07/8/ 1957 و 07/12/1960 على الترتيب

خارجيا

  • اعتبار القضية الجزائرية شأن داخلي ومعارضة عرضها في المحافل الدولية.
  • الاستعانة بدعم الناتو.
  • القرصنة الجوية و اعتقال القادة الخمسة يوم 22 /10 / 1956
  • المشاركة في العدوان الثلاثي على مصر 29 /10/ 1956. انتقاما من تأييد مصر للقضية الجزائرية
  • قصف ساقية سيدي يوسف في 08/ 02 /1958 .
  • التعجيل باستقلال بعض الدول للتفرغ للجزائر.
  • قمع مظاهرات المهاجرين 17 /10 / 1961 في باريس.

تأكيد عدم جدوى المخططات الاستعمارية ونجاح الثورة

  • توالي انتصاراتها الداخلية و الخارجية العسكرية و السياسية.
  • اعتراف الأمم المتحدة بحق تقرير المصير للجزائريين.
  • توالي سقوط 7 حكومات فرنسية بداية من حكومة منداس فرانس إلى حكومة ديغول
  • تمرد 13 ماى 1958 و قيام الجمهورية الفرنسية الخامسة بقيادة ديغول في في 21 – 12 – 1958 .
  • المحاولة الانقلابية ضد ديغول في 22 أفريل 1961.
  • الالتفاف الشعبي و مظاهرات 11 / 12 / 1960.
  • ضغط الرأي العام العام الدولي والفرنسي على السياسة الاستعمارية في الجزائر
  • فشل سياسة ديغول في القضاء على الثورة ، ودخوله في المفاوضات .

وهكذا استمرت الثورة وروادها ، والشعب الذي احتضنها وتبناها ، تحقق انتصاراتها الواحد تلو الآخر . حتى ختمت مسيرتها بالاستقلال . ( وسنذكر في مقال لاحق بإذن الله مراحل الاستقلال بدءا بالمفاوضات )

بواسطة
manzili.life

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى