عالم الطفل

العقاب البدني كوسلة للتأديب

يندفع الطفل أحياناً فى سلوكه بحيث يتصرف بطريقة غير لائقة وغير مقبولة مما يعرضه للعقاب  من قبل أبويه حتى لا يكرر السلوك الخاطىء تكراراً ومراراً فى المستقبل . والعقاب لا يتمثل فى الضرب أو إلحاق الألم البدنى بالطفل، وإنما قد تكون كلمة أو نظرة أو فعل كافي لتوجيه اللوم إلى الطفل وإشعاره بأنه أقدم على فعل شئ خاطئ. 

الأمثلةعلى العقوبة البدنية تشمل:

  • الضرب على الأرداف وهو أحد أكثر الأساليب شيوعا
  • الصفع، أو القرص أو الشدّ
  • الضرب بشيء ما مثل الحزام، أو العصا
  • الإرغام على أكل المواد غير المرغوب فيها مثل( الصلصة الحارة)
  • الحرق

ماذا يريد الآباء من العقاب البدني؟

يستخدم الأباء العقاب البدني معتقدين أنه:

– على المدى القريب، سوف يتوقفون عن هذا التصرف

– على المدى البعيد، سوف لن يكرروا التصرُف نفسه

آثار سوء المعاملةعلى بنية الدماغ ونشاطه:

الجزءالوظيفةنوع سوء المعاملةأثر الإعتداء – الاهمال
الحصينمركز للتعلم والذاكرةالإجهاد الضارتقليص حجم الحصين
الجسم النفثيأكبر مادة بيضاء وهي مسؤولة عن الاتصالات بين نصفي المخ و عمليات أخرى(مثل الشهوة، العاطفة، والقدرات العقلية العلياالإساءة(الإعتداءانخفاض الحجم
المخيختنسيق السلوك الحركي والأداء التنفيذيسوء المعاملة بشكل عامانخفاض الحجم
قشرة الفص الجبهيمهمة في السلوك، والادراك، وتنظيم العاطفةالاهمال، وسوء المعاملة البدنية ضمور قشرة الفص الجبهي وتقليل الحجم في القشرة الأمامية المدارية
اللوزة المخيةتساعد على تحديد ما إذا كان التحفيز تهديدا وتطلق الاستجابات العاطفيةالإهمال والإساءةلا يتأثر الحجم، ولكن الإساءة والإهمال قد تؤدي لحالة فرط النشاط في هذه المنطقة
مستويات الكورتيزول تؤثر على مستويات الطاقة، وقد تؤثر على التعلم والتنشئة الإجتماعية، والتعرض لنظام المناعة الذاتية سوء المعاملة العاطفية والإهمال الأطفال الأيتام الذين عانوا من سوء المعاملة العاطفية الشديدة ً كان لديهم أيضا مستويات عالية من الكورتيزول الصباحي.
غيره
الإهمال (بما فيه سوء التغذية)
• انخفاض النشاط الكهربائي في الدماغ
• انخفاض عمليات الأيض في المخ
• تواصل أقل بين مناطق الدماغ
• أنماط غير طبيعية من نشاط الأدرينالين

تُظهر الدراسات أنَه لا يمكن للأبوين تحقيق ما يريدون من خلال العقاب البدني، بل في واقع الأمر قد يترتب عليه تأثير عكسي: تقليل الإمتثال طويل المدى وزيادة في الإنخراط في سلوكيات غير مرغوب بها.

مثال من رومانيا:

درس تشارلز نيلسون (من مستشفى بوسطن للأطفال) وناثان فوكس أثر الإهمال والإساءة على النشاط الدماغي.

وطوال فترة دراستهم التي امتدت لــــ 13 عاماً، تتبعا مجموعة من الأطفال يعيشون في دور الأيتام. وبحسب فوكس “جميعهم كانوا يتناولون الطعام في نفس الوقت، ويستحمون في الوقت نفسه، ويذهبون إلى المرحاض في الوقت نفسه. كان مقدمو الرعاية مدربون بشكل طفيف، وكانت نسبة مقدمي الرعاية مقارنة بعدد الأطفال سيئة للغاية.”

ما فعله هو أخذ هؤلاء الأطفال، وإرسال بعضهم إلى الحضانة، حيث قدَم لهم الآباء بالتبني الرعاية حتى بلغوا سن 5,4 سنة، وأبقوا البقية في دور الأيتام تلك. الهدف كان مقارنة الأنشطة الدماغية لهاتين المجموعتين. حتى أنهما اضطرا لإنشاء مختبر في أحد دور الأيتام.

ظروف دور الأيتام كانت مُروّعة. كان الأطفال مهملين بشدة وتتم اساءة معاملتهم ومقدمي الرعاية غير مدربين ونسبة الأطفال إلى مقدمي الرعاية كانت سيئة جداً.

وكنتيجة لذلك وبعد اختبار نشاطهم الدماغي بعمر 8 سنوات، أظهرت النتائج أنَ الأطفال الذين يعيشون في دور الأيتام كان لديهم مادة بيضاء أقل مقارنة بالأطفال الآخرين، وحجم المادة الرمادية أو أجسام خليا الدماغ قد تقلصت.

التغيرات في بنية الدماغ تؤثر على الداء الجتماعي والعاطفي:

  • استجابة الخوف الثابتة: مع مرور الوقت، قد يكون صعباً التمييز بي الأوضاع التي تشكل خطرا وغيرها التي لا تشكل تهديداً
  • الإثارة المفرطة: لا يمكن التفسير والرد على التلميحات اللفظية
  • زيادة احتمالية الإكتئاب وزيادة القلق في المستقبل
  • تضاؤل الأداء التنفيذي: هذا يتضمن الذاكرة العاملة، والسيطرة المثبطة والمرونة الإدراكية والعقلية
  • استجابة أضعف إلى التعليقات وردود الفعل الإيجابية
  • تفاعلات اجتماعية معقدة

ستة أسباب كي لا تضرب طفلك:

  • عند ضرب أطفالك، سيبدأون بتأييد الضرب كآلية لحل مشاكلهم
  • من الممكن أن يتصاعد العقاب البدني مع مرور الوقت
  • قد يضر العقاب البدني بالعلاقة بين الوالدين والطفل
  • في حين أن تأديب الأطفال مهم وضروري، فإن استخدام أساليب العنف له تداعيات سلبية على أداء الأطفال الأكاديمي
  • قد يضر العقاب الجسدي بالتطور العاطفي للطفل
  • يمكن أن يبدأ الأطفال بالفعل بالتفكير أن الضرب لا بأس به
  • وما يعزز تطور الأطفال هو عندما يمتلك الأبوين فهماً أفضل لكيفية فهم وتأديب أطفالهم

لهذا يجب أن يدرك الآباء أن الهدف الأساسي من العقاب هو أن نجعل الطفل يتفهم السلوك الخاطئ وليس الهدف إرهابه أو تخويفه. لذا فيجب علي الآباء أن يوظفوا العقاب البدني بطريقة سليمة لا تؤثر على أبنائهم في المستقبل، حيث أن كثرة الضرب وإيذاء الأطفال قد يؤدي في النهاية إلى تكون الشخصية الجبانة، غير القادرة على مواجهة صعاب الحياة، واتخــاذ القــرار، كما أنه يجعل الشخص دائم اللوم للآخرين حيث يلقي بتبعات أخطائه عليهم لأنه لا يستطيع مواجهة أخطائه بشجاعة. بالإضافة إلى هذا فإن العقاب البدني قد يؤدى إلى ظهور مشكلة أخرى أكثر خطورة وهي الكذب الذي قد يلجأ إليه الطفل حتى يهرب من العقاب الذي قد يلقاه. 

للمزيد من العلومات من هنا

أنامل مبدعة

بكالوريوس في العلوم الشرعية الإسلامية. مختصة تربية ومستشارة أسرة والعلاقات الأسرية. مهوسة بالتعليم عبر المنصات الإلكترونية عن بعد والكتابة في الشؤون الأسرية والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى