إسلامياتمنوعات

يوم العيد في السعودية ..

ها قد عاد العيد مرة أخرى على أثر كورونا وما زالت هذه الزائرة تتلفت ، هل من أحد لم أعايده ؟ أم محتاجٍ لزيارة أخرى في يومٍ آخر قد يكون سعيداً أو بائساً لا يهم ، فأنا التي لا تعرف التفريق .. منهجي واحد ؛ إما المقاومة والبقاء وإما قبول الهجوم ثم في قائمة الشهداء . الهروب لا ينفع ، فأنا وراءك وراءك ، تشبه الحرب تماماً ، ولكنّ الحرب أكثر دناءةً .. فهي من جنس الإنسان الذي قد يكون طماعا أو مجهولا أو سفاحا ، أو قد يكونُها جميعا ، وربما ليس بإنسان أصلا ، فقط هيئته تشبهنا .

نعود مرة أخرى للعيد فأنا أحب الاستطراد فتحملوا سفري عبر الحديث . العيد من معانيه الزيارات بأنواعها ، ومن أجملها وأكثرها حبا هي زيارة “البيت الكبير” ؛ إما بيت الجد وإما الأخ الأكبر . وهذا البيت قد يكون يوماً عامرا لا يخلو من التكدس السكاني والطعام المجاني، والطفل الباكي والوالد المعاني . ثم بعد الإفلاس والتخلص من أي ريال وحتى من أي بطاقة قد تكون فارغة أساسا ولكن قد يكون للإحتياط أو “للفشخره” أي “لفت الانتباه” ، يبدأ الذبح بعد صلاة العيد بجانب المنزل .


حقيقةً كنت أشعر بالخوف والاشمئزاز فأهرب (أي من منظر الدماء المتناثرة من الخروف المستسلم لقدره ، والمذعن لسكّين جزاره)، أما الآن ومع الاعتياد أصبحت لا أجد في نفسي شيئا من ذلك ، فقد أصبحت أكثر صلابةً وتحملا ، وحتى للحروب أكثر مقاومةً وقتالا ، فسبحان من جعل من شعائر العيد درسا في أصول الحرب .

ثم نبدأ بالإفطار الصباحي ، فطور العيد ، حيث تسقط كل حجج “الدايت” (الحِمية )والسمنة والنعاس والإرهاق وكل الأعذار الأخرى أمام تلك الكبد الجميلة والشهية التي لا تتكرر .

بعد الإفطار يأتي النشاط والخمول معا ، فكلٌ حسب ما تَعوّد و ألف ؛ النوم وعليك السلام ، أم الثرثرة من المال والكلام ، وحب إزعاج كل جار ولو كان مرور الكرام ، وشاشات الكاميرا من المحترف و من مدعي صنَّاع الأفلام ، وهو لا يعرف ما الفرق بين ‘الميكاب” والفلتر” واللذان أراهما وجهان لعملة واحدة ولكن كلٌ بمقدار تحمله لمقياس معين .

وبعد مغالبة النوم و الإكثار من القهوة حد الهوس وأحيانا حد النوم المكره من عدم التركيز ، وبعدما يخف الحشد السكاني ، يذهب فريق المقاومين إلى سرقة مفاتيح السيارات ومن ثم اللعب عبر الدبابات في البر أو إلى البحر ، الذي لو جرف الناس الذين أمامه لمَا امتلى منهم وتبقى بعضهم. وهكذا ينتهي اليوم الأول بانتهاء ساعاته ، ولكن ليس انتهاء سهره ولحظاته التي تمدَّد لآخر يوم من الشَّهر يعلن فيه الوالد إفلاسه ، والبنات بلبس جميع ثيابهم الجميلة ، والأم بانتهاء صبرها على اللحاق بأطفالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى