خواطرمنوعات
أخر الأخبار

إلى أين يا بني الضاد ؟

كانت اللغة العربية ولاتزال .. وستبقى مهما تغيرت الأحوال .. أسمى اللغات وأجملها ، ودرّة تاجها . إنها البحر الذي لا شاطئ له ، بحر زاخر بأروع مايمكن أن ينطق به لسان .. أو يأتي به بيان ..

لسان العرب .. هو قمة الألسن .. وخطيبها إن تلعثمت .. إن سُمِعَ فواجب على البقية الإنصات لأنه السيد ، وهم التّبع . هذا الذي اختاره الله ليكون لغة القرآن ، وأعظِمْ به من شرف و فخر لايضاهيه فخر. من العرب اصطفى الله خاتم رسله .. ومن صلبهم أخرج خير البرية .. وأخرج عظماء لم يعرف التاريخ لهم مثيلا . فحقيق إذا ببني الضاد أن يرفعوا رؤوسهم عاليا ، ويمطروا سماء الأدب دررا .. وينثروا على أديمه ما يُحْيِي مَواتَهُ شِعرا ونثرا ..

لكن .. مابال بني الضاد من لغتهم يخجلون ؟ ومن الغوص في أعماق بحورها يضجرون وينفرون ؟
لقد ارتفعت مكانة اللغات الأجنبية ، من فرنسية وإنجليزية ، رغم ضآلة حجمها و قدرها ، لأن أصحابها فعلوا المستحيل لينقلوها إلى كل أجناس العالم ، وإلى كل المجتمعات ، فيصبح في أيديهم بذلك مفتاح من مفاتيح السيطرة والهيمنة .. لأن اللغة واحدة من أهم مقومات الأمم. لذا فاندثارها ينذر باضمحلال الأمة وسقوطها .

كثير من الطلاب يفضلون اللغات الأجنبية على العربية ، ويتشدقون بها في كلامهم وحديثهم ، ويتفاخرون بإتقانها وكأن ذلك معيار التميز . وليست مرة أو مرتين تلك التي سمعت فيها عبارات الاستياء والتأفف ، كلما اضطر البعض إلى دراسة العربية .

العربية هي جزء من كياننا .. أو هذا ماكان من المفترض أن يكون .. لكن واأسفاه .. خرج الاستعمار من أراضينا العربية المسلمة .. خرج بشخصه .. بجنده .. بعتاده .. لكنه ترك فينا بصمة لا تُزال ..
لا تُزال مالم تُشْحَذ الهِمَم لِمَحْوها من أجيال المستقبل ..
لا تُزال مالم يشد العرب الكف بالكف ، ليعيدوا للغة القرآن عزها الذي مافتأ الأعداء يحاولون الإطاحة به .. وهيهات يُفلِحون ..

أيها العرب .. يا بني غسّان .. غوصوا في بحر اللغة الزاخر .. ولاتكونوا من سَيَئِدُ مجدها بعدما رفعه أجدادكم .. وتذكروا أولا و أخيرا ، أن أعداءكم يريدون طمس لسانكم ليبعدوكم عن الإسلام .. ويجتثّوكم من أصولكم .. لأن من لايفهم العربية ، لن يفهم القرآن .
فلا تضعوا أيديكم على أيديهم .. بل كونوا البركان الثائر في وجه مخططاتهم .. اغرسوا حب العربية في نفوس أبنائكم منذ نعومة أظفارهم .. علموها لهم .. حببوها إلى قلوبهم ..
ونسأل الله العافية .. وبالله التوفيق ..

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى