تاريخشعرمنوعات

أشعار عن الثورة الجزائرية -2-

ثورة نوفمبر .. هي تلك الشمس التي أزاحت ستار الظلام، وأيقظت الشعب من غي الأحلام، وقد كانوا فيها سادرين، وبسرابها مستمسكين. فكشفت الضباب عن الطريق الصحيح الذي يجب أن يُعبر، والأفكار الشائبة التي يجب أن تُقبر، وأخذت بأيديهم نحو الخلاص، يزغرد لها الرصاص، ويدفعها القِصاص.

يقول مفدي زكريا:

دعاك التاريخ

دعا التاريخ ليلك فاستجابا … نوفمبرهل وفيت لنا النصابا؟
وهل سمع المجيب نداء شعب … فكانت ليلة القدر الجوابا؟
تبارك ليلك الميمون نجما … وجل جلاله ، هتك الحجابا
زكت وثباته عن ألف شهر … قضاها الشعب ، يلتحق السرابا
تجلى ضاحك القسمات ، تحكي … كواكبه، قنابله لهابا
بناشئة هناك ، أشد وطأ … و أقوم منطقا ، و أحد نابا
مضت كالشهب ، وانحدرت شضايا … تلهّب في دجنّتها التهابا
ملائك ، بالفواتك نازلات … بإذن الله أرسلها خطابا
و هزت ” ثورة التحرير ” شعبا … فهب الشعب يلعب انصبابا
و برزت الكواعب ، قاصرات … فرحن يخضن للموت العبابا
ولعلع ، من شلعلع ذو بيان … فأنطق فوق جرجرةالجعابا
وشت من ذرىوهران نار … رآها برج مدين فاستجابا
وقال الله : كن يا شعب حربا … على من ظل لا يرعى جنابا
وقال الشعب : كن يا رب عونا … على من بات لا يخشى عقابا
فكان وكان من شعب ورب … قرار أحدث العجب العجابا
وزلزل من صياصيه فرنسا … وأوقع في حكومتها انقلابا
وأوفدت الرصاص ينوب عنه … يناقش غاصب الحق الحسابا
وأيقظت القنابل من تعامى … وأسدل فوق ناظره نقابا

محمد الصالح باوية:

الثائر:

دمدم الرّعد (وهزّتنا الرّياح)، حطّموا الأغلال و امضوا للسّلاح
حطّموها واهتفوا ملءالاثير، يا فرنسااشهدي اليوم الأخـير
الرّزايا، في حديث الكوخ، في الآهات، في قطب الدّموع
يا جنون الثورة الحمراء، (يجتاح كياني) ومغارات ربوعي
أقسمت أمّي بقيدي، بجروحي، سوف لا تسمح من عيني دموعـي
أقسمت أن تمسح الرّشّاش، و المدفع، والجرح، بمنديل دموعي
أقسمت أن تحفر القبر معي.. قبر فرنسا،وتغنّي للحيـاة
أن ترى الطّاغي هشيما، تحت أقدام رفاقي، تحت أقدام فُتاتي
***
يا رفاقي، يا رفاقي
في الذرى، في السجن، في القبر، وفي آلام جوعي
قهقه القيد برجلي يا رفاقي, حدِّقوا… فالثأر يجتر ضلوعي
يا جنون الثورة الحمراء يجتر كياني ومغارات ربوعي
أقسمت أمي بقيدي, بجروحي, سوف لا تمسح من عيني دموعي
أقسمت أن تمسح الرشاش والمدفع والفأس بأحقاد الجموع
أن أراها ضربة عذراء تغزو بسمة السفَّاح في الحقل الغصيب
أقسمت أنْ ترضع النصر وأختي في ضفاف الموت في عنف اللهيب
هذه (أوراس) أحلام ثقال، في رؤى الجلاد في ليل الجناة
أنت أوراسُ أنا… ملءُ كياني .. وأنا الإعصار في عيد الطغاة
يا حنين الثأر يسري في حنايا ضربتي نارا تناغي أمنياتي
أنا جبار، ورعد وانفجار .. أحمل الفجر بأيد داميات
وأحس الريح تعوي في ضلوعي، في دمائي في حقولي في لهاتي
ورفاقي كمنوا في ثنية الوادي .. وفي السحب وفي كوخ الرعاة
صوبوا المدفع للسجن وباتوا شهبا تروي أحاسيس الحياة .

محمد العيد

ذكرى الفاتج من نوفمبر

نوفمبر قد وافى فأهلا ومرحبا …*… بشهر ركبنا فيه مركبنا الوعرا

نوفمبر وافانا فذكرنا الفدى …*… وثورتنا العظمى وأعوامها الغبرا

نوفمبر وافانا فطيبنا شذى …*… بذكرى ضحايانا وضمخنا عطرا

نوفمبر وافانا وهل كنوفمبر …*… درى دارس الثورات فيما درى شهرا

نوفمبر عملاق الشهور ببأسه …*… وجبارها تحنى الرؤوس له جبرا

نوفمبر “شمشون” الشهور بأرضنا …*… أليس على محتلها هدم القصرا؟

نوفمبر “هاروت” الشهور بعصرنا …*… و”ماروتها” أبدى بثورتنا السحرا

وعلمنا الإيمان والصبر والفدى …*… وجل مقاما أن يعلمنا الكفرا

نوفمبر أذكى من فوآدي شعوره …*… وألهب إحساسي وألهمني الشعرا

نوفمبر جلى عن بلادي ظلامها …*… نوفمبر في آفاقها أطلع الفجرا

ففاتحه قد كان أعظم فاتح …*… لنا كسب التحرير وانتزع النصرا

أذاق فرنسا علقما بكفاحه …*… ومنا بفضل الصبر جرعها الصبرا

وثبنا عليها كالنمور جراءة …*… وثرنا كأسد الغاب نرعبها زأرا

وقمنا الى رشاشنا برصاصنا …*… نفند دعواها ونبطلها جهرا

صالح خباشة:

اسمعوها

اسمعوها صرخة من كل ثائر  …     صرخة المدفـع والرشـاش هادر

 وحدة القطر وشعبي في الجزائر  …    غـايـة الثوار في أرض المفـاخر

 يـا بـلادي أنـا أقـسـمـت بثـاري   …    أنا دون النصـر لا تخمـد ناري

 ألف جيل مستـعدّ للطواري  …     فاحذروا اليوم – بني الغرب – قراري

 لن تمسّـوا اليوم بالتقسيم داري  …     لن تمـدوا يـدكـم نحو الصحاري

 فاسمعوها صرخة من كل ثائر   …    لن تنالوا أيّ شبر في الجزائر

الشاعر العراقي أحمد دجيلي:

تحية أبطال الجزائر

قم حيّ أبطال الجزائر  …    من كل ثائرة وثائر

 حيّ الشباب على ذرى … أوراس تقحم بالمخاطر

 حيّ الدم العربي أشرق … كالضحى كالفجر زاهر

 حيّ نداء الثائرين … على المنابر والمنائرْ

 حيّ العروبة قد أقيم … من الشباب لها مجازر

المرأة الجزائرية في قلب الثورة:

يقول نزار قباني في “جميلة بوحيرد” ، إحدى جميلات الجزائر اللائي حملن على كواهلهن عبء الثورة، وساروا في طريق الكفاح يشتتن الغيوم عن سماء الوطن لتبزغ شمس حريته ساطعة دافئة:

جميلة بوحيرد


الإسم: جميلة بوحيرد
رقم الزنزانة: تسعونا
في السجن الحربيّ بوهران
والعمر اثنان وعشرونا
عينان كقنديلي معبد
والشعر العربيّ الأسود
كالصيف ..
كشلاّل الأحزان
إبريق للماء .. وسجّان
ويد تنضمّ على القرآن
وامرأة في ضوء الصبح
تسترجع في مثل البوح
آيات محزنة الإرنان
من سورة (مريم) و(الفتح)
***
الإسم: جميلة بوحيرد
إسم مكتوب باللهب ..
مغموس في جرح السحب
في أدب بلادي. في أدبي ..
العمر اثنان وعشرونا
في الصدر استوطن زوج حمام
والثغر الراقد غصن سلام
إمراة من قسطنطينه
لم تعرف شفتاها الزينه
لم تدخل حجرتها الأحلام
لم تلعب أبدا كالأطفال
لم تغرم في عقد أو شال
لم تعرف كنساء فرنسا
أقبية اللذّة في (بيغال)
***
الإسم: جميلة بوحيرد
أجمل أغنية في المغرب
أطول نخله
لمحتها واحات المغرب
أجمل طفله
أتعبت الشمس ولم تتعب
يا ربّي . هل تحت الكوكب ؟
يوجد إنسان
يرضى ان يأكل .. أن يشرب
من لحم مجاهدة تصلب ..
***
أضواء ( الباستيل) ضئيله
وسعال امرأة مسلوله ..
أكلت من نهديها الأغلال
أكل الأندال
( لاكوست) وآلاف الأنذال
من جيش فرنسا المغلوبه
إنتصروا الآن على أنثى
أنثى .. كالشمعة مصلوبه
القيد يعضّ على القدمين
وسجائر تطفأ في النهدين
ودم في الأنف .. وفي الشفتين
وجراح جميلة بوحيرد
هي والتحرير على موعد
***
مقصلة تنصب .. والشرار
يلهون بأنثى دون إزار
وجميلة بين بنادقهم
عصفور في وسط الأمطار
الجسد الخمريّ الأسمر
تنفضه لمسات التيّار
وحروق في الثدي الأيسر
في الحلمة ..
في .. في .. ياللعار ..
***
الإسم: جميلة بوحيرد
تاريخ: ترويه بلادي
يحفظه بعدي أولادي
تاريخ امراة من وطني
جلدت مقصلة الجلاّد ..
إمرأة دوّخت الشمسا
جرحت أبعاد الأبعاد ..
ثاثرة من جبل الأطلس
يذكرها الليلك والنرجس
يذكرها .. زهر الكبّاد ..
ما أصغر( جان دارك ) فرنسا
في جانب( جان دارك ) بلادي..

محمد الصالح باوية:

إنسانة الطريق

حطمي الأغلال وامضي للسلاح
حطميها .. واهتفي ملء الأثير
يا طغاة، اشهدوا اليوم الأخير
حطميها لم تعودي قطعة من أدواتي، أو رؤى حلم ثقيل
حطميها لم تعودي عبد خلخال، وسوط ودموع وعويل
لم تعودي خمرة للظلم ـ أختي ـ لم تعودي زفرة الكوخ الذليل
عانقي المدفع والريح فطفلي يرقب الثدي مع النصر الجميل
أنت للمدفـع، للراية، للثأر.. هنا بين الروابي والـحقول
أنت شلال رهيب وشروق يحضن البعث مع النصر الجميل.

محمد العيد

ثورة بنت الجزائر

ساهمي في الجهاد جند الجهاد …*… وأعدي الفدا لنصر البلاد

يا فتاة البلاد شعبك نادى …*… فاستجيبي بعزمة للمنادي

جد جد النساء وانطلق الركـ …*… ـب مع الركب للمدى باتحاد

واستدار الزمان فالسعي للجنـ …*… ـسين حتم عليهما والتفادي

كيف يرضرى الجمود من كان حيا …*… ليس يرضى الجمود غير الجماد

إنما الأمهات دولاب عمرا …*… ن ودوحات عصمة واستناد

هن أنس البيوت والأهل تدبيـ …*… ـرا وأس الأزواج والأولاد

نحن عون الرجال في كل حال …*… أي سعد لم يستفد من سعاد

ويمين لم تستعن بشمال …*… وسراج لم يستضيء بوقاد

فلنثر ثورة على الظلم كبرى …*… ولنحطم سلاسل الأقياد

ولنقم من رقادنا فهو عار …*… هل يفيد الرقاد غير الكساد

ولنصح صيحة اللبؤات في الغا …*… ب لنحظى بحرمة الآساد

و”الجميلات ” ذكريات اصطبار …*… وانتصار على الخطوب الشداد

قد سبقن الرجال في البأس صبرا …*… وتحملن فتنة الأضداد

وأثرن الأبطال للثأر منهم …*… فاستباحوا زروعهم بالحصاد

صهرتنا الخطوب حتى ظهرنا …*… بالبطولات في كفاح الأعادي

كم غدونا إلى جريح طريح …*… فأسونا جراحه بالضماد

وحنونا على شهيد مجيد …*… خط تاريخه بأزكى مداد

صالح خباشة :

اللبؤة الجزائرية

بنت الجزائر، والنضال يهزها … تاقت إلى حوض الغمار الدامي
 شقت إلى الجبل الأشم مسالکا … مسدودة في أوجه الأخصام
لقد انتطقن وما انتطقن بفضة … فسبائك “الخرطوش” خير حزام
ولها يد لماعة، لا بالسوا … ر، وإنما بمسدس رجام
والكف منها تُنكِرُ الحَنَّا وقد … أَلِفَت خِضَاب الدَّم كالأقدام
مابین مختلف الثياب تخيطها … والنار تضرمها لطهي طعام
أو حول راقنة، أناملها تبا  … ري سرعة ألفا من الأقلام
فهي الملاك مع الجريح وللمعا … دي لبؤة ترديه في إقدام
إن زغردت في كرة ذعر العدا … منها ، وأذكت نارنا بضرام
أو رتلت في نصرنا أنشودة … نزلت على الأحرار برد سلام
أصبحتِ يا بنت الجزائر للبطو … لة والفدا علما من الأعلام
وسخرتِ بالتعذيب وهو فواجع … بالصبر كم أفللت حد سهام

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى