عالم الطفل

الأطفال وتربية الشوارع

الطفل زينة الحياة الدنيا ، لذة  وجوده لا تضاهيها لذة ؛ ابتساماتهم، حكاياتهم وضحكاتهم العفوية شفاء للقلب من كل هموم الدنيا.

أول يوم لي في مدينتي الجديدة ، أول مرة أدخل غرفتي ، فرحت عندما  سمعت صوت الأطفال يلعبون في الحي. يؤنسني سماع هتافهم .. يفرحني صوت الطفولة يغرد في أرجاء المكان .

من الجيد لنفسية الطفل أن يعيش كل مرحلة في حياته ، أن يفرح بطفولته ، أن يلعب بالتراب ، أن يصرخ أحيانا ، أن يلطخ ملابسه ، أن يجرب الأشياء ،أن يتعرف على أصدقاء جدد،  أن يبادلهم أطراف الحديث ، أن يتقاسم معهم ألعابه ، أن يفرح ، أن يبكي ، أن يعيش كل وقت بوقته . 

ويبقى لكل شيء حد  ، و لكل شيء مدى ،  وكل شيء تحت حراسة والديه .

لا بأس له أن يخرج ساعة من الزمن إلى حيه يلعب مع أقرانه ،  تواجده معهم يعزز من شخصيته ، يجعله يقيم الأشياء ويعرف كيفية التعامل مع المواقف؛  متى يبكي ، متى يطلب المساعدة ، متى يدافع عن نفسه. لكن هذا لا يعني تواجده في الشارع معظم وقته بدون رقيب منذ استيقاظه إلى حين  نومه ، وكأن  البيت مكان للنوم فقط .

لفت انتباهي في هذه المنطقة صوت الأطفال الذي لا يهدأ أبدا ، صباحا، مساء، وحتى ليلا، وقت الظهر وبعد العصر، بين المغرب والعشاء ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك [قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ.”] ، وحتى بعد العشاء. 

من المؤسف أن تعاني الأم في حمل ولدها 9 أشهر ، أن تتألم أشد الألم لتنجبه للدنيا  ،ثم تتركه للشارع يلقنه أساليب الحياة.  الطفل صفحة بيضاء ، نحن من نرسم عليه  صفاته وأساليبه ، فاختر لابنك  اليوم المحيط اللائق لتجعله رجلا ذا قيم .

بقلم : بليري

قصيدة عن الطفل والشارع:

وَرَأَيتُ فِي قَلبِ الشَّوَارِعِ فِتيَةً
غُرًّا صِغَارًا مُذ حَلَلتُ نَزِيلَا

يَلهُونَ فِيهَا فِي الصَّبَاحِ وَبَعدَمَا
يَغفُو الضِّيَاءُ وَبُكرَةً وَأَصِيلَا

لَا يَعرِفُونَ البَيتَ إِلَّا عِندَمَا
يَأتِي الغَذَا أَو يَتعَبُونَ قَلِيلَا

هِيَ أَمنُهُم، هِي بَيتُهُم، هِي حُلمُهُم
هِي كُلُّ شَيءٍ قَد يَرَونَ جَمِيلَا

هِيَ ذَلِكَ الحُضنُ الَّذِي مَهمَا جَنَوا
لَا يُكثِرُ التَّأنِيبَ وَالتَّعذِيلَا

وَهِيَ المُرَبِّي وَالمُعَلِّمُ نَهجَهُم
وَهِيَ الدَّلِيلُ لِمَن أَضَلَّ سَبِيلَا

يَا مَعشَرَ الآبَاءِ فَلتَتَنَبَّهُوا
فَالخَطبُ كَانَ وَلَا يَزَالُ جَلِيلَا

لَا تَترُكُوا الأَطفَالَ ثَمَّ فَوَهجُهُم
مِن غَيرِ نُورِ البَيتِ شَبَّ ضَئِيلَا

وَتَخَيَّرُوا لَهُمُ الصِّحَابَ وَحَاذِرُوا
مِن كُلِّ ذِي خُبثٍ رَأَوهُ زَمِيلَا

بقلم: آفاق


آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى