مكتبتنا

فوائد شواهد في العلم وهوى النفس من كتاب أدب الدين والدنيا

بعد أن عصرتُ عقلي محاولة استحضار فكرة، أو كتابة مقال صغير، وآلمني رأسي قبل أن أجد ضالتي وأحرز غايتي، لجأت إلى دفتري الأثير باحثة عن فوائد أو اقتباسات أو أي ثرثرات دونتها سابقا لأضمنها مقال اليوم.ووجدت –ولله الحمد- فوائد جليلة و شواهد جميلة في العلم والنفس والشهوات واتباع الهوى من كتاب أدب الدين والدنيا للماوردي، وهو كتابٌ نفيس ممتع وعظيم النفع.

في اتباع هوى النفس وشهواتها:

  • عن عمر ابن الخطاب قال: “اقدعوا (امنعوا) هذه النفوس عن شهواتها، فإنها طُلَعَة، تنزع إلى الشر غاية. إن هذا الحق ثقيل مُرّي، وإن الباطل خفيف وبيّ. وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة، ورُب نظرة زرعت شهوة، وشهوة ساعة أورثت حزنا طويلا.”
  • قال الشاعر:

إذا ما رأيت المرء يقتاده الهوى … فقد ثكلته عند ذاك ثواكله
وقد أشْمَتَ الأعداءَ جهلًا بنفسه … وقد وجَدَت فيه مقالا عواذله
وما يردع النفس اللجوج عن الهوى … من الناس إلا حازم الرأي كامله

– قال الشاعر:

صبرت على الأيام حتى تولت … وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى … فإن أطمعت تاقت وإلا تَسَلَّتِ

  • قال الشاعر: “حسنٌ في كل عين من تود” (عمر بن أبي ربيعة)، ومن نفس المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: “حبك الشيء يُعمي ويُصم”.
  • قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

ولست براءٍ عيب ذي الود كله … ولا بعض مافيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيب كليلة … ولكن عين السخط تبدي المساويا

  • “إن أشكل على المرء أمران، اجتنب أحبهما إليه، وترك أسهلهما عليه، فإن النفس عن الحق أنفر، وللهو آثر.” (الماوردي)
  • قال محمد بن كنانة:

ما من روى أدبا ولم يعمل به … ويكف عن زيغ الهوى بأديب
حتى يكون بما تعلم عاملا … من صالح فيكون غير معيب
ولقلما تغني إصابة قائل … أفعاله أفعال غير مصيب

وفي الدنيا وزوالها : أراها وإن كانت تُحب كأنها … سحابة صيف عن قريب تقشع

في العلم والجهل:

  • قال عبد الملك بن مروان لبنيه: “يا بني تعلموا العلم فإن كنتم سادة فُقتم، وإن كنتم وسطا سُدتم، وإن كنتم سوقة عشتم.”
  • “من جهل شيئا عاداه” ، وفي مثل معناها “المرء عدو ما يجهل”.
  • قال ابن دريد:

جهلت فعاديت العلوم وأهلها … كذاك  يعادي العلم من هو جاهله
ومن كان يهوى أن يرى متصدرا … ويكره “لا أدري” أصيبت مقاتله

  • وقال الشاعر:

وفي الجهل قبل الموت موت لأهله … فأجسامهم قبل القبور قبور
وإن امرءا لم يَحيَ بالعلم ميت … فليس له حتى النشور نشور

  • أنشد الرشيد عن المهدي:

يا نفس خوضي بحار العلم أو غوصي … فالناس ما بين معموم ومخصوص
لا شيء في هذه الدنيا يحيط به … إلا إحاطة منقوص بمنقوص

  • قال يحي بن خالد:

تفنن وخذ من كل علم فإنما … يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل … به ولعِلم أنت تتقنه سَلمُ

  • قال بعض الأدباء: “كل عز لا يوطده علم مذلة، وكل علم لا يؤيده عقل مضلة” .
  • قال صالح بن عبد القدوس:

لا خير فيمن كان خير ثنائه … في الناس قولهم غنيٌّ واجد

  • قال الشاعر:

إذا لم يكن مر السنين مترجما … عن الفضل في الإنسان سميته طفلا
وما تنفع الأعوام حين تعدها … ولم تستفد فيهن علمت ولا فضلا
أرى الدهر من سوء التصرف مائلا … إلى كل ذي جهل كأن به جهلا

  • قال علي بن ابي طالب: “أُغدُ عالما أو متعلما، أو مستمعا أو محبا، ولا تكن الخامس فتهلك”
  • قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: أَخْبَثُ النَّاسِ الْمُسَاوِي بَيْنَ الْمَحَاسِنِ وَالْمَسَاوِئِ؛ وَعِلَّةُ هَذَا أَنَّهُمْ رُبَّمَا رَأَوْا عَاقِلًا غَيْرَ مَحْظُوظٍ، وَعَالِمًا غَيْرَ مَرْزُوقٍ، فَظَنُّوا أَنَّ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ هُمَا السَّبَبُ فِي قِلَّةِ حَظِّهِ وَرِزْقِهِ.
  • قَالَت الْحُكَمَاءُ: “لَوْ جَرَتْ الْأَقْسَامُ عَلَى قَدْرِ الْعُقُولِ لَمْ تَعِشْ الْبَهَائِمُ”
  • قال أبو تمام: وَلَوْ كَانَتْ الْأَرْزَاقُ تَجْرِي عَلَى الْحِجَا … هَلَكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهِنَّ الْبَهَائِمُ
  • قال كعب بن زهير:

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني … سعي الفتى وهو مخبوء له القدرُ
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها … والنفسُ واحدة والهم منتشرُ

  • قال عبد الله ابن المعتز: “نعمة الجاهل كروضة على مزبلة”.

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى