أنّت جراحنا
أَنَتْ جِراحُنــا و الأمجــادُ تبكينــا و الدَّمْعُ يَجْرِي سُيُـولًا مِن مَآقِينَـا
عَيْنُ الوُجُودِ تَنُوحُ اليومَ مِن كَمَدٍ تَبْكِــي لِحَالِنَا .. بِالدَّمْعَاتِ تَرْثِينَا
أينَ المَفَاخِرُ .. أينَ المَجْدُ مُنْتَصِبًا أَيْنَ الشَّهَـامَةُ و الأَعْدَاءُ تُدْمِينَا
أينَ المُثَنَّى .. و عَمَّارٌ .. و حَنْظَلَةُ و ابنُ الوَلِيـدِ .. و مِقْـدَادٌ لِيَحْمِـينَا
أينَ الزُّبَيْرُ .. وعُثْمَانٌ .. و حَيْدَرَةٌ وابنُ المُهَلَّبِ .. و الفَارَوقُ يُنْجِينَـا
بِالدِّينِ كانُوا أُسُودًا حُرَّةً .. فَلِمَا نَهْوَى الأَنِينَ وهَدْيُ المُصْطَفَى فِينَا
لَوْلَا تَخَلَّيْنَا عَنْ هَدْيِهِ لَمَضَتْ جُنْدُ الإِلَهِ تَرُدُّ الضَّيْمَ .. تَشْفِينَا
و اشْتَدَّ بَأْس جيوش الحق تصنعهـا بَدْرًا .. و تُرْجِعُ للإِسْلَامِ حِطِّينَا
الكُفْرُ لَنْ يَبْقَى سَنَزحَفُ نَحْـوَهُ نَمْضِي و عَيْنُ اللهِ كَـمْ تَحْمِينَا
نَادَتْ قُلُوبُ الأَبْرِيَـاءِ كَسِيرَةً وَا إِسْلَامَاهُ .. و مَا مِنْ مُسْتَجِيبِينَا
فِي كُلِّ شِبْرٍ بِأَرْضِ الدِّينِ مَذْبَحَةٌ فِي المُسْلِمِين و عُـدْوَانٌ بِأَرْضِينَــا
لا يَرْقَأُ الدَّمْعُ فِي عَيْنِ الأَرَامِلِ أَوْ مَقَلِ الصِّغَارِ .. و نَغْفُـو مُطْمَئِنِّيــنَـا
نَاحُوا و مَا مِنْ سَـامِعٍ لِبُكَائِهِـمْ و تَنَادُوا هَلْ مِنْ فَــارِسٍ يَأْتِينَــا
و نَظَلُّ وَاأَسَفًا نَصُبُّ شَتَائِمًــا و عَدُوُّنَا أَوْدَى بِكُــلِّ بَنِينَا
لا تُوسِعُـوهُ شَتَائِمًا بَلْ حَارِبُـوا فالسَّبُّ لَا لَنْ يَطْــرُدَ البَاغِينَا
أَنُحِبُّ هَادِينَا و نَطْمَحُ أنْ نَـرَى أَنْوَارَهُ .. و القَلْبُ ذَابَ حَنِينَا
فَبِأَيِّ وَجْهٍ ؟ بَلْ بِأَيَّةِ حُجـَّةٍ ؟ نَلَقَاهُ .. و العِرْضُ الشَّــرِيفُ أُهِينَا
لا يَرْتَضِي مِنَّا الحَبِيبُ تَخَــاذُلًا كَلَّا و لَا يُرْضِـيهِ ضَعْــفٌ فِينَا
وهو الذي ما كان يسكت إن رأى ظُلْمًا فَكَيْفَ بِذَا الهَوَانِ رَضِــينَا ؟
لَو كَانَ حَقًّا شَوْقُنَا لَهُ صَادِقًا ما حُدْنَا عَنْ نَهْجٍ يَشِعُّ يَقِينَا
و لَمَا تَجَرَّعْنَا المَذَلَّةَ عَنْوَةً و لَمَا غَرِقْنَا بِالدِّمَـاءِ سِنِينَا
بقلم : آفاق