إسلامياتمنوعات

لله حج قلبي ( يوم عرفة )

يروي أحدهم يقول :
” أنا حديث العهد بالزواج، وقبل العيد بيومين احترق متجري وكل سلعتي وضاعت أموالي ، فذهب العيد ، وذهب كل شيء سعيد. ذهبت إلى زوجتي وأخبرتها، تقبلت الموضوع ونصحتني بالصبر ، ولكن همي كان فقط أن أحصل على خمس عشرة مليون جنيه لإعادة متجري وشراء سلعة جديدة .

استندنتُ من هذا وذاك وما استطعت أن أجمع مبلغًا، فعدت أدراجي أجر ذيول الخيبة. وفي الطريق للبيت لقيت جاري، و ذكرني بيوم عرفة وقدره، وبالصيام وأجره، حينها رفعت يدي عليه وتأففت منه ولسان حالي يقول باستخفاف وغبنة: “أي صيام ياهذا”.

دخلت بيتي فإذا بزوجتي تخفف علي الصدمة وآلامها، وتهون عليّ المصاب وما هو عندي بهيّن، وما فتئت تقول : “الحمد لله على ما قدره الله لنا فلنقم لنتسحر ونصوم يوم عرفة” ، فنطقت متأففا متجهما: “أي سحور هذا يا امرأة وأي صيام”، وقد كنت ليوم عرفة ناسيا وعنه غافلا ساهيا .

قمنا للسحور وتسحرنا وصمنا، وكل ما كان يشغلني الخمس عشرة مليون جنيه فقط كيف أُحصِّلها. وجاء أذان المغرب، وقبيل ساعة جاءت إلي زوجتي تذكرني أن أدعو الله بتفريج همي وسوف يفرجه، فقلت لها وقد زاد ضيقي وجف ريقي وأنا أذكرهم بعِظم المصاب الذي يحاولون عبثا تصغيره وهو يهد الجبال ويُذل الرجال: “أي دعاء يا امرأة”، فتركتني وذهبت إلى مصلاها تدعو الله وتذكره .

وانقضى اليوم ولم أعط له قيمة تُذكر، وتلاه العيد، وفي ذلك الصباح رن علي صديقي وأخبرني بأن هناك شخصا يريد أن يستثمر ماله في أمر ما فهل يمكنك أن تجعل متجرك محل للاستثمار؟ فقبلت ونزلت إليه، واتفقنا أنا والرجل وأعدت متجري وسلعتي وربحت أموالا كثيرة. وعندما أردت أن أعطي أرباحي للرجل فإذ به يقول لي : يابني هذه أموالك أنت ولم يكن اسثمار ولا شيء وإنما مساعدة أتتك دون أن تعلم. حينها أيقنت أن الله هو من دبر الأمر وهو من فك عقدتي وهمي.

عدتُ إلى البيت باكيا فأقبلت زوجتي تخفف عني وتقول: “أرأيت دعاء عرفة إنه يحقق المعجزات”. ومن تلك اللحظة عدت إلى الله وغيرت من حياتي، وهذا كله بسبب دعوة يوم عرفة ” .

تأملوا هذه القصة وانظروا عظمة الله خالقه وتسخيره وتقديره، واغتنموا هذا اليوم العظيم الذي تتحقق فيه الدعوات والمستحيلات.

الفسيفساء

كاتبة متخصصة في العلوم الإسلامية والتغذية الصحية ومهمتة بعلوم الحاسب والبرمجة وتعلم اللغات الحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى