مكتبتنا

ملخص لكتاب فقه بناء الإنسان في القرآن -2-

-تتمة تلخيص كتاب : فقه بناء الإنسان في القرآن للدكتورة كفاح أبو هنود-

في سورة المدثر، يدعو الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى التخلص من التلوث الروحي والمجتمعي من خلال ترك الرجز والتطهير. يُظهر النص تضارب مشاعر النبي بين لحظات الخوف والحماية، حيث يستعين بالثياب لدفء نفسه ويدعو بالحماية.

تتكرر كلمة “دثروني” كدعاء للحماية والدفء، مشيرة إلى توتر النبي أمام اللحظة التي يُوجَه فيها الله بالقوم والتنبيه. يتأرجح النص بين لحظات الاسترخاء والحماية وبين التوجيه الإلهي للقيام والتنبيه.

في سياق آخر، يشير نص آخر إلى أهمية التطهير قبل التعمير، حيث يجسد الطهارة العميقة والتخلص من السيئات كمفتاح للارتقاء. يبرز النص أهمية التفرغ للطهارة وتنقية القلب والثياب قبل الانطلاق نحو مرحلة جديدة.

بالنظر إلى مضمون آخر، يتحدث النص عن الذنوب وتباينها في القصاص، مع التركيز على الذنوب المتعدية التي تظهر بوضوح وتؤثر في الفرد والمجتمع. يُسلط النص الضوء على أهمية النقاء والتوبة لتجنب الذنوب الدامية والتأثيرات الضارة.

تنقلنا السطور القادمة إلى رؤية القرآن حول التطهير والهجرة من الرجز، حيث يُظهر كيف يمكن للطهارة أن تلهم التغيير وتشكل أساسًا للحضارة. تعكس هذه النصوص الارتباط العميق بالله وأهمية الإيمان والتوجه نحو المثل الأعلى في بناء حضارة تتسم بالعدالة والأخلاق السامية.

اللبنة الرابعة

(الطبري) قدمَ علمًا للأمة يُوازي جهد مؤسساتٍ عَشْرِ بِكُلِّ طَاقَتِهَا وطواقمها. وظلت أوروبا تقتات على علم المسلمين حتى القرن التاسع عشر الميلادي. يُشير النص إلى تفوق المسلمين في ميدان العلم وكيف انغمست أوروبا في تلقي هذا العلم. يستعرض النص نماذج نجاح من التاريخ الإسلامي، مثل الإمام الشافعي وابن تيمية.

النص يتسائل عن سبب عدم فهم البشر لقول الله في سورة العلق حول علم الإنسان ما لم يعلم، مُظهرًا قصور الفهم الحديث للقرآن. يُظهر النص أهمية فهم القرآن بشكل عميق وتحقيق الإدراك الحقيقي لمضمونه، مُشيرًا إلى أن القرآن يتجاوز حدود الزمان والمكان.

يركز النص أيضًا على قول الله في سورة البقرة حول جعل الإنسان خليفة في الأرض، مُشيرًا إلى أهمية استخدام العلم والمعرفة لتحقيق التقدم وخدمة الإنسانية.

اللبنة الخامسة

النص يقدم رؤية متكاملة حول تأثير الذنوب وأهمية السلامة منها في رحلة القيام. يشير النص إلى تفاوت العقوبات للذنوب بحسب امتدادها وتأثيرها، مُسلطًا الضوء على الذنوب التي تظهر بشكل علني وتتجاوز حدود الفحشاء. يبرز أهمية السلامة من الذنوب وتأثيرها على الأعمال، حيث يفسر ابن عباس أن السلامة من الذنوب أهم حتى لو كان الإنسان يعمل بكثرة.

النص يتحدث أيضًا عن تأثير الذنوب على القلوب وكيف يمكن أن تترك أثرًا عميقًا. يُسلط الضوء على أن الطهارة والابتعاد عن الرجز هما بداية القيام، مُشيرًا إلى أن بعض الخطايا تتجذر في العمق وتحتاج إلى التصدي لها.

النص يُسلط الضوء أيضًا على دور السلامة من الذنوب في تشكيل الشخصية وتوجيهها نحو القيم والأخلاق. يُستدل بقول السلف بأن “طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه”، مُظهرًا أن السلامة من الذنوب تعدل الأفعال وتجعل الحياة أكثر توازنًا ونجاحًا.

اللبنة السادسة

في يوم قال فيه العزيز: “وددت لو أصوم شهري، وأصلي فرضي، وأجعل فضل جهدي في ترك السيئات”. ينعكس من كلامه إشتياقه للتقرب من الله من خلال الصوم والصلاة، ويؤكد على أهمية توجيه فضل جهده نحو تحقيق الخير وترك السيئات.

وفي يوم نصح يحي بن معاذ قائلاً: “لا تكن ممّن يفضحه يوم موته ميراثه”، يسلط الضوء على أهمية الحياء وضرورة تجنب الأفعال التي قد تفضح الإنسان بعد وفاته، مؤكدًا على الحفاظ على سمعة حسنة والتزام الأخلاق الرفيعة.

هذه الحكمتين تعكسان فقهًا عميقًا، حيث يُظهر العزيز رغبته القوية في الارتقاء الروحي، بينما يقدم يحي بن معاذ نصيحة ذهبية حول أهمية الحياء والسلوك الحسن خلال الحياة، مما يبرز أن الفهم الصحيح للقيم يسهم في بناء شخصية قوية ومحترمة.

االلبنة السابعة

القرآن يدعو في سورة المدثر إلى ترك الرجز والتطهير بقوله: “وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ” (المدثر: 5)، حيث يشير إلى ضرورة التخلص من التلوث والخطايا لتحقيق التطهير الروحي والمجتمعي. هذا المفصل يعكس أهمية الاتصال العميق بالله، وهو نقطة حاسمة في بناء حضارة تتسم بالإيمان والقيم الأخلاقية.

في هذا السياق، يظهر التحول نحو الإيمان والتوجه إلى الله كأساس للحضارة الفارقة. تحقيق الكبر وترك الرجز يعتبران ركائزاً للبنية الروحية والأخلاقية التي تميز حضارة تعكس العدالة والروحانية.

الفسيفساء

كاتبة متخصصة في العلوم الإسلامية والتغذية الصحية ومهمتة بعلوم الحاسب والبرمجة وتعلم اللغات الحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى