شخصياتمنوعات

نساء خالدات .. مريم عليها السلام

يامن ترى نفسها مظلومة ، حبيسة ،ضعيفة مذلولة ، يامن تسعى بكل الطرق لتظهر نفسها ، وتبرز فضلها ، وتناضل من أجل تحررها ، وتطلب المساواة مع غيرها (الرجال). أما آن لك أن تتوقفي للحظة، وتفتحي سير الصالحات لوهلة ، لتري أن الكثيرات سجلت أسماءهن ، وكن قدوات كاملات مكملات ، ومثلا لبناتنا ولجميع المؤمنين . في هذا المقال سآخذك في رحلة مع عظيمة كاملة وهي “مريم عليها السلام”.

بدأت الحكاية ..

“كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ”.

بدأت قصة هذه السيدة العظيمة حين نذرت أمها لله ماكان في بطنها ، وقد كانت تمنت أن يكون لها ولدا ولكن الله عز وجل رزقها بأنثى ، فأسمتها بمريم وتركتها لله ودعته بأن ينبتها نباتا حسنا ، فتقبل الله منها ذلك .
دخلت المعبد وكان أهل الرهبان إذا جاءهم غلام يخدم في بيت المقدس ، كان عليهم أن يكفله أحد الرهبان ، فلما جاءت مريم تنافسوا عليها لأنها من آل عمران أصحاب المكانة العالية والصلاح، وكانت الطريقة: أن ألقى كلٌّ منهم قلماً في النهر، فسارت جميع الأقلام مع التيار إلا قلم زكريا عليه السلام، سار عكس التيار فكفلها سيدنا زكرياء عليه السلام ، فكانت بذلك بداية حياة سيدتنا مريم عليها السلام أن تعيش في المعبد وأن تكون من أهل التقوى والصلاح .
اعتزلت سيدتنا مريم عليه السلام أهلها ، حيث كان كل تركيزها على عبادة الله سبحانه وتعالى على أكمل وجه، زاهدة في الدنيا ، بعيدة عن كل ما يعكر صفو النفس . خلت ببارئها تحمده وتشكره ، راضية بما قدره لها ، وكانت الأيام تمضي وسيدتنا العظيمة تكبر يوما بعد يوما ، وبعدها كانت المفاجاءة …

حملت سيدتنا مريم عليها السلام وهي العفيفة الطاهرة ، وتبادرت إليها أسئلة كثرة في ذهنها ، خائفة مرتعبة . خرجت من محرابها ، إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس؛ حتى لا تلفت الأنظار ،فاجتمعت عليها الهموم والمصائب والخوف من أن يمس شرفها كلام الناس .
وهي محتارة مع نفسها ، فأجاها المخاض ، وهي الوحيدة البعيدة ،تعاني حيرة أمرها ، ولاعلم لها بشيء ولامعين لها في شيء ، وتتمنى أنها هذا لم يحصل وأنها كانت نسيا منسيا . في حدة الألم ، حصلت لها المفاجأ ة الكبرى ، فقد ولت سيدنا عيسى عليه السلام ، يناديها من تحتها ، يخفف عليها ألمها ، ويطمئن بذلك قلبها ، ويزيدها وصلا بربها ، ويرشدها إلى طعامها وشرابها يقول لها: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} .
فالله في عز المها ، مانسيها بل إنه هيأ لها سبل الراحة ، نخلة تستند إليها ، ورطب تستعيد به قوتها ، فلما رأت سيدتنا مريم العناية الربانية هدأت نفسها وأطمأنت …

حين مقابلة قومها :
لما وضعت حملها ، وسكنت روحها ، أتاها أمر من خالقها بأن تحمله إلى قومها ، وهي الآن بينهم ، لاتنبس ببنت شفة ، والتهم تتأتي إلى مسامعها ، ولكنها وبقوة ، طائعة لأمر ربها ، تشير بيدها ، إلى وليدها وفلذة كبدها .
وهنا المعجزة ، ينطق الطفل ليخرس ألسنة الجميع قائلا :{قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أين ما كنت ‎وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}.
هذه هي السيدة العظيمة العفيفة الطاهرة الكاملة المكملة ، أطاعت أوامر ربها ، فارضاها ، وكانت سيدة بمعنى الكلمة.
في هذا الفيديو بعض الصفات التي تحلت بها سيدتنا مريم عليها السلام فاسمعيها وطبقيها لتكوني عظيمة :


مريم عليها السلام

الفسيفساء

كاتبة متخصصة في العلوم الإسلامية والتغذية الصحية ومهمتة بعلوم الحاسب والبرمجة وتعلم اللغات الحية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى