عالم الطفل

بين ألعاب الفيديو والألعاب الرياضية .. أيهما الأفضل

حين كنا صغارا ، اشتمل لعبنا على نوعين من الألعاب ،أولها ألعاب الفيديو والتي كانت ما إن تبدؤها حتى تأخذ كل وقتك ، وذلك لمدى جاذبتها وعنادنا للربح فيها. أما ثانيها فهو الألعاب التي نخترعها بأنفسنا أو ما ورثناه عن أهلنا ، من ألعاب المنزل ، كتقمص شخصيات الكرتون واللعب بالدمى ، وغيرها من الألعاب حتى الرياضية منها ككرة السلة والقدم خاصة الذكور . أما البنات فيشغلهن قفز الحبل عن غيره. وهنا توقفت هنيهة وفكرت في أيهما سيكون أفضل؛ ألعاب الفيديو أم الرياضات البدنية؟

ألعاب الفيديو

إن ألعاب الفيديو بكل صراحة ممتعة ومتنوعة ، هذا الأمر جعلها تأسر قلوب الأطفال وعقولهم. بحيث تشمل مايمكن للطفل القيام به في حياته الواقعية وغير الواقعية. فمثلا ألعاب الرياضة كالفيفا و كرة السلة NBA مثلا ألعاب واقعية بمتناول الطفل أما أمثال free fire وpop-j فلا يمكن لطفل محاكاتها إلا جزء منها كتمثيل وتقمص الجنود في الحرب وغيرها مما يلعبه الأطفال عادة . وعلى هذا الأساس كانت هذه الألعاب محل إدمان لدى الأطفال ، حتى أن الأمهات صرن يشتكين من ذالك و يحاولن قدر المستطاع توجيهم إلى الشارع واللعب مع الجيران والأصدقاء . وهذا أحد سلبيات ألعاب الفيديو وسيأتي ذلك لاحقا .

إيجابيات ألعاب الفيديو وسلبياتها

قد يسأل سائل هل ألعاب الفيديو مفيدة ؟ نقول هي نوعان مفيد وغير مفيد ، فالمفيد منها كأمثال ألعاب ترتيب المنزل، وألعاب الذكاء التي تنمي ذكاء الطفل من حساب ذهني ، والكتابة وتعلم اللغات ، وما يحتاجه الطفل الصغير من أساسيات ، وهذه الألعاب كثيرة ، وينصح بها خاصة إن كانت من إنتاج شركات متخصصة في ذلك تتخذ الألعاب كوسلية تعليمية مفيدة ، ومعظم هذه الألعاب تكون عبارة عن ألغاز يتم حلها ، والفائز فيها يحتل المراتب العليا وله مكافأة لكل مرحلة يتخطها .

وأما غير المفيد فهو ألعاب القتال والحروب ، التي تحرض على العنف المطلق ، والتي جعلت بعض الأطفال المدمنين عليها عنيفين ومتعطشين لذلك ، وهذا أمر قد يرى بالعين ويسمع بالإذن في كل حدب وصوب . ومنها أيضا الألعاب المشتملة على الخرافات والأساطير التي قد يحمل منها الطفل سلوكيات غريبة و تصرفات قبيحة ، وتخيلات لأشخاص وهمية كالزومبي ومصاصي الدماء وغيرهم . وما تحوي من هزء للدين وسخرية منه ، كالألعاب المشتملة على الآلهة وتصوريها من إله ظالم وغير ذلك من الأمور المنكرة .

فتمكن إذا إيجابيتها في تعليم الطفل و تنمية ذكائه وموهبته ، وسلبياتها في ضياع الوقت و الأفكار السخفية و التعاليم والسلوكيات القبيحة ، ونحن ننصح الآباء بعدم ترك الأبناء يقضون الساعات حول أجهزة اللعب لما فيها من مضار كثيرة ، كالإصابة بأمراض من نقص الرؤية أو انعدامها وتقوس العمود الفقري ، الذي كثر في غضون الأيام السابقة قبيل الدخول المدرسي .

ألعاب المنزل والرياضات البدنية

على غرار ألعاب الفيديو ، فقد انخفضت نسبة اللعب في المنزل وكذا اتخاذ الرياضة لدى الأطفال وصار هذا علاجا لمدمني الألعاب من قبل الآباء. حيث صار الأب والأم يخاف على ولده فيرسله إلى النوادي الرياضية أو اللعب في الشارع كي يصرف عنه هذا الكابوس المرعب ( والتي هي ألعاب الفيديو ). فصار أمرا خاصا وبديلا للألعاب بعدما كان هو الأصل . واسأل أي أحد من البالغين تجد من يسترسل في ذكرياته الجميلة عن طفولته الملآى بعجائب الألعاب من صنع الدمى وحروب الجيران واصطياد الحشرات وتعذيبها ،وألعاب الغميضة المتفننة وغيرها من عجائب أليس. وأذكر أنا بالذات في طفولتنا أننا كنا نتخذ الألواح الخشبية المهملة لعبا لنا فنرسم عليها ووجها ونتخذها دمى و نصنع لها منازل من الصناديق المرمية كصناديق الأجهزة الكهربائية وغيرها . فكانت هذه الألعاب تحرر خيال الطفل وإبداعه وتكشف عن مواهبه الخفية ، وهي له في نفس الوقت متعة ومرح .

فوائدها ومضارها

أن الرياضة وبلا شك من الأمور المفيدة للطفل ، إذ تنمي بدنه وتساعده على النمو وتقلل من الأمراض وتبني له مناعة وذلك بالإضافة إلى الغذاء الصحي السليم. وبخلاف ألعاب الفيديو فهي تعمد لتحريك الجسد، فتقلل من أخطار الإصابة بتخثر الدم والذي ينتج عن كثرة الجلوس، بالإضافة إلى أنها تساعد على بناء شخصية الطفل فلا يكون جبانا أو ضعيفا ، مما يقلل من تعرضه للتنمر والأمراض النفسية الأخرى . كما أننا لاننسى جانب المتعة وما يخلق في الطفل بشعور الفخر لقيامه بحركات مذهلة كما في الكراتيه والجودو وغيرها من الفنون القتالية .

ورغم تمتعها بفوائد جمة وإيجابيات عدة إلا أنها لا تخلو من المضار. ومن أكثرها ضياع الوقت عند الانصراف إلا لها وترك الدراسة. وماتخلق أحيانا في المراهقين من الشعور بالقوة فينتهزون الفرص للتنمر على الضعفاء منهم وهذا جانب سيء، إلا أنه يتبع أسلوب التربية لدى الوالدين. أما من الجانب الصحي فقد تسبب الفنون القتالية وألعاب الكرة إصابات بليغة وأخرى لا يرجى شفائها ، فعلى الآباء الحرص والتشديد في هذه المسألة ختاما ، أدلي لكم بقولي حول الأمرين ، فأنا أرى أن الألعاب الرياضية أهم وأنفع للطفل من ألعاب الفيديو ، مع إن كلا الأمرين تابع لحرص الأولياء ، على إعطاء المفيد لأبنائهم وتربيتهم أحسن التربية ، لأن عدم الحرص والتفريط وليد الشغب والفساد .

روابط مفيدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى