شعرمنوعات
أخر الأخبار

أجمل الأشعار عن الثّورة الجزائريّة

ثورة الجزائر هي ثورة الابطال . هي ثورة المجد ، والإباء ، ورمزٌ للنضال . ثورة تكلمت فأسمعت للدنا حداء المجد . ضربت فأوجعت ، ونطقت فأسمعت ، وزرعت فأنتجت ، وروت فأثمرت . هذه هي ثورة الشهداء ، وجهاد الأوفياء .

ولا تكفي الأحرف والكلمات للحديث عنها ، وإيفائها قدرها . لذا جمعنا فيما ياتي باقة مما كتبه الشعراء عنها ، وأشادوا به بمآثرها .

يقول مفدي زكريا :

.. كُنْتَ نوفمبر مطلع فجر

تأذن ربــــــك ليلـــــــــة قدر                والقى الستار على الف شهر

وقال له الشعب ..امرك ربي                وقال الرب ..امرك امــــري

ولعلع صوت الرصاص يدوي              فعاف اليراع خرافة حبـــــر

وتأبى المدافـــع صوغ الكلام                اذا لم يكن من شواظ وجمر

وتأبى القنابل طبـــع الحروف               اذا لم تكن من سبائك حمــر

وتابى الصفائح نشر الصحائف              مالم تكن بالقرارات تسري

ويأبى الحديد استماع الحديــث              اذا لم يكن من روائع شعري

نوفمبر غيرت فجر الحيـــــاة               وكنت نوفمبر مطلـــع فجــر

وذكرتنا في الجزائر بـــــدرا                فقمنا نضاهي صحابـــة بدر

شغلنا الورى وملانا الدنا

بشعر نرتله كـــــــالصلاة

تسابيحه من حنايا الجزائر

نوفمبر جلَّ جلالك فينا

نوفمبر جـل جلالك فينــــا          الست الذي بث فينا اليقينا

سبحنا على لجج من دمانا          وللنصررحنا نسوق السفينة

وثرنا نفجر نـارا ونـــــورا         ونصنع من صلبنا الثائرينا

ونلهم ثورتنـــا مبتغانــــا            فتلهم ثورتنـــا العالمينــا

وتسخر جبهتنا بالبلايــا             فنسخر بالظلم والظالمينا

وتعلو السياسة طوعا وكرها       لشعب اراد فأعلى الجبينــــا

جمعنا لحرب الخلاص شتاتا         سلكنا به المنهج المستبينــا

ولولا التحام الصفوف وقانا         لكنــا سماسرة مجرمينـــــا

فليت فلطسن تقفو خطانــــا       وتطوي كما قد طوينا السنينا

وبالقدس تهتم لا بالكــ،ـراسي       تميل يسارا بـــها ويمينـــــــا

شغلنا الورى وملانا الدنا

بشعر نرتله كـــــــالصلاة

تسابيحه من حنايا الجزائر

هذا نوفمبر ..

هذا (نفمبر)… قم وحـــــــي المدفعـا          واذكر جهادك والسنيـــــــن الأربعا
واقرأ كتابك ، للأنــــــام مفصــــــلا          تقرأ به الدنيا الحديــــــثَ الأروعـا
واصدع بثورتك الزمــــــــان وأهلـه          واقرعْ بدولتك الورى، و(المجمعا)
واعقد لحقك، في الملاحـــــــم نــدوة          يقِف الزمان بها خطيبـــــا مصْقعا
وقل: الجزائر! واصغ إن ذكر اسمها         تجد الجبابرَ ساجديـــــــــن وركَّعـا
إن الجزائر في الوجــود رســـــــالة          الشعب حرَّرها.. وربـــــــك وقـعا
إن الجزائــــــــر قطعــــة قدســـــية          في الكون ،لحنها الرصاص ووقعا
وقصيـــــدة أزليـــة ، أبياتــــــــــهـا          حمراءُ… كان لها (نفمبــر) مطلعا
نظمت قوافيها الجماجم في الوغــى          وسقى النجيـع رويَّها.. فتدفعــــــــا
غنّى بها حر الضميـــــــر، فأيقظت          شعْبا إلى التحرير شمَّر مُســــرعا
سمعَ الأصم دويها، فعنا لهــــــــــــا         ورأى بها الأعمى الطريق الانصعا
ودرى الألى، جهلوا الجزائر، أنهـا          قالت: أريد ! فصمّمـــــتْ أن تلمعا
ودرى الألى، جحدوا الجزائر، أنها          ثارت.. وحكَّمت الدما.. والمدفعــا
شقّت طريق مصيرها بسلاحهــــــا          وأبتْ بغير المنتهـــــــــى أن تقْنعا
شعب.. دعاه إلى الخلاص بُناتُـــــه         ُ فانصبَّ مذ سمع الندآ، وتطوعــــا
نادى به جبريل في سوق الفـــــــدآ          فشرى، وباع بنقدهـــا، وتبرَّعـــــا
فلكم تصارع والزمان… فلم يجـــد          فيه الزمان ـ وقد توحَّد ـ مطمعــــا
واستقبل الأحداث.. منها ساخــــراً          كالشامخـــــات.. تمنّـُعا، وترفعــــا
وأراده المستعمرون، عناصــــــراً          فأبى ـ مع التاريــــخ ـ أن يتصدعا
واستضعفوه.. فقرروا إذلالـــــــــه          فأبت كرامته لــــه أن يخضــــــعا
واستدرجوه.. فدبروا إدماجـــــــــه          فأبت عروبته لــــــه أن يبلــــــعا
وعن العقيدة.. زوّروا تحــــــــريفه         فأبى مع الإيمان.. أن يتزعزعـــا
وتعمدوا قطع الطريق.. فلـــــم تردْ         أسبابـــــــــــــه بالعُرب أن تتقطعا
نسبٌ بدنيا العُرب.. زكــــى غرسه        ألـــــــمٌ.. فأورق دوحه.. وتفرعــا
سببٌ، بأوتارها القلــــوب.. عروقه        إنْ رنَّ هــــــذا.. رن ذاك ورجَّعـا
إما تنهــــد بالجزائـــر موجـــــــــع        أســـــى الشآمُ جراحـــــه، وتوجعا
واهتز فــي أرض الكنانة خافــــــق       وأقضَّ في أرض العراق المضجعا
وارتجّ في الخضراء شعب ماجــــدٌ        لم تثنــــــه أرزاؤه أن يفـــــــــزعا
وطوتْ مراكش حولــــــــه وتألمت        لبنان، واستعدى جديـــــــس وتبَّعا
تلك العروبة.. إن تَثُر أعصابهــــــا       وهن الزمان حيالهــــا، وتضعضعا
الضاد في الأجيال.. خلد مجـــــدها       والجرح وحَّد في هواهــــا المنزعا
فتماسكت بالشرق وحــــــــــده أمة        عربية، وجدت بمصـــــر المرتعا
ولمصر.. دارٌ للعروبة حــــــــــرة        تأوي الكرام.. وتُسنــــــد المتطلعا
سحرت روائعها المدائن عنــــــدما        ألقى عصاه بها الكليـــــم.. فروَّعا
وتحدَّث الهرم الرهيب مباهــــــــياً         بجلالها الدنيا.. فأنطــــــق يوشعا
والله سطر لوحهــــــــــــــا بيميـنه         وبنهرها.. سكـــب الجمال فأبدعا
النيل فتَّح للصديـــــــق ذراعــــــه        والشعب فتَّـــــــح للشقيق الأضلعا
والجيش طير بالقتــــــــال (قنالها)        والله أعملَ في حشــــاها المبْضعا
والطور.. أبكى من تعـود أن يُرى        فـي (حائط المبكى) يسيل الأدمعا
(والسد) سد على اللئام منافـــــــذا        وأزاح عن وجه الذئاب البرقــــعا
وتعلم (التامينر) عن أبنائـــــــــها        و(السين) درسا في السياسة مقنعا
وتعلم (المستعمرون، حقيقــــــــة         تبقى لمن جهـــل العروبة مرجعا
دنيا العروبة، لا ترجح جانبـــــــاً        في الكتلتين.. ولا تفضـل موضعا
للشرق، في هذا الوجود، رسالــة        علياء.. صدق وحيـــــها.. فتجمَّعا
يا مصر يا أخت الجزائر في الهوى      لك في الجزائر حرمة لن تقطعا
هذي خواطر شاعر.. غنى بـــــها       في الثورة الكبرى فقال.. وأسمعا
وتشوقات.. من حبيس، موثـــــــق       ما انفك صبّـــــــا بالكنانة مولـعا
خلصت قصائده.. فما عرف البُكـا       يوما.. ولا ندب الحمى والمربعـا
إن تدْعه الأوطان.. كان لسانهــــا       أو تدعه الجُلَّى.. أجاب وأســرعا
سمعَ الذبيح (ببربروسَ) فأيقظـت        صلواته شعر الخلود.. فلعلعـــــا
ورءاه كبر للصــــــلاة مهلــــــلا        في مذبح الشهدآ.. فقام مسمِّـــــعا
ورأى القنابل بالصواعق.. إن هوت     تركت حصون ذوي المطامع بلقعا
ورأى الجزائر بعد طول عنائهــــــا     سللت بثورتها السبيــــــــل الأنفعـا
وطنٌ يعز على البقاء.. وما انقضى      رغم البلاء.. عن البلى متمنعـــــا
لم يرض يوما بالوثاق، ولــــم يزل      متشامخا.. مهمـــــــا النكال تنوعا
هذي الجبال الشاهقات، شواهــــــد       سخرت بمن مسخ الحقائق وادعى
سل (جرجُرا) تُنبئك عن غضباتها       واستفت (شليا) لحظة.. (وشعلعا)
واخشع (بوارشنيس) إنًّ ترابهــــا        ما انفك للجند (المعطر) مصرعا
كسرت (تلمسان) الضليعة ضلعه         ووهَى (بصبرة) صبره فتوزعـا
ودعاه (مسعود) فأدبر عندمـــــــا         لاقاه (طارق) سافرا، ومقنـــــعا
الله فجر خلـــــــــــده، برمـالنــــا         وأقام عزرائيل.. يحمي المنبعـــا
تلك الجزائر.. تصنع استقلالـــها         تخذت له مُهج الضحايا.. مصنعا
طاشتْ بها الطرقات فاختصرت لها     نهجَ المنايا للسيــــــــــــادة مهيَعا
وامتصَّها المتزعمون! فأصبــحت        شلوا.. بأنياب الذئـــــاب ممزعا
وإذا السياسة لم تفوض أمــــــرها       للنار.. كانت خدعـــــــة وتصنعا
إني رأيت الكون يسجـــــد خاشعا        للحق.. والرشاش.. إن نطقا معا
خبر فرنسا.. يا زمان.. بأننـــــــا        هيهات في استقلالنـــا أن نُخـدعا
واستفت يا ديغول شعــــــبك.. إنه      حكم الزمان، فما عسى أن تصنعا؟
شعب الجزائر قال في استفتــــائه       لا.. لنْ أبيحَ من الجزائر إصبــعا
واختار يوم (الاقتراع) (نفمبـرا)      فمضى.. وصمّم أن يثور.. ويقرعا

ويقول فيه الدكتور عيسى لحيلح :

يكفيك في سمع الزّمان نوفمبر

يكفيكَ في سمع الزمــــــان ” نفمبر”         فافخرْ فغيرُكَ بالهزيمــــــــة يفخـــــرُ

شهرٌ أضاء لنا السبيلَ إلـــى الهدى           من قبلِ أن كِدْنــــــا نضلُّ ونكفــــــر

شهرٌ ومِن طهر القلوب بياضُــــهُ            أصفى، ومن خُضر المرابع أخضــر

حاكتْه بالألـــــــــــم المقدَّس أُمّــةٌ            بدم الشهيـــــــــد مطــــــرَّزٌ و مطهَّر

ما أنتَ في الزمن العقيـــم مدارُهُ             بل أنتَ أعلى مِ الزمــــــان و أكبـــر

أوقدتَ في ليل الشعــوب شرارةً             وطلعتَ في صمت الشعـــــوب تُكبِّر

بـ «اللهُ أكبرُ» والحياةُ شهـــــادةٌ             مَنْ ينصرِ اللهَ القديـــــــرَ سيُنْصَــــر

هذا جبينُ «الرومِ» عُفِّر كِبْـــرُهُ              وجبينُ عِزّكَ بالجـــــــلال مُوقَّـــــر

شهرٌ وتسبيحُ الرّصاص صلاتُهُ              له فوقَ أعنـــــــاق المدافع مِنبــــــر

حطّمتَ يا شهرَ الجِهـــاد خُرافةً              تنهى الشعوبَ عن الحيــــــاة وتأمر

وجعلتَ من نسل الحُفاة صحـابةً             ذا «خالدٌ» و كأنّ ذلــــــك «حيدر»

نافحتَ عن خبز الجياع مُصابراً             ونفختَ في جدث الشعـوب فأُنشِروا

ونسجتَ من حُمر الدِّما حُلَلاً وذي           “باريسُ” في ثوب المذلّــــــة تَخطر

سافرتَ في عمق الزمان روائعاً              ومراجعاً منها نُغـــــــــاث ونَعصِر

ولسوف تبقى في الزمان منارةً               للثائرين على هداهـــــــــــا نُبحـــر

نحن الأئمةُ والهداةُ إلــــى العُلا               والمجدُ ما دمنا بعينــــــــــكَ نُبصر

من علّمَ الدنيا الكرامةَ غيرُنــا؟               إذ نحن نُملي و الزمـــــــــانُ يُسطِّر

إنا لأعلى في الخليقة قامـــــــــةً              عزّاً، وعند الله نحــــــــــــــن الأكثر

لم ننسَ بعدُ مجــــــازراً ومقابراً              ومقاصلاً بـــــــدم «المداشر» تقطر

لم ننسَ بعدُ حرائقـــــــاً ومشانقاً               أعلى، ومن كِبْر المجاهــــــد أقصر

لم ننسَ بعدُ قواصفاً وعواصــفاً               كلا، ففي عُمق القلوب ستُحـــــــــفَر

لم ننسَ بعدُ جهادَنا، ووهادُنــــا                حمـــــــراءُ بالدم..باليتامـــــى تُزهِر

لم ننسَ بعـــــــــدُ قنابلاً لكأنّـما                 هذي السمــــاءُ بها علينا تُمطِــــــر

يا أرضُ.. ما خُنَّا الأمانةَ إنمــا                 تَعِب الأوائلُ، والأواخـــــرُ خُدِّروا

لن نغفرَ الذنبَ القديمَ، ومن لهُ                 نسيـــــانُ ميثاق الشهيــــــد فيَغفِر؟

لن يُطفىء الحقدَ القديــمَ تودّدٌ                  إنَّا بـــــه من ذنبنــــــــا نتطهَّـــــر

وبه سنحيــــــــا خفقةً نَفَساً لنا                  وبه على حدّ الصِّـــــــراط سنعبُر

وتبرَّجَ الوجهُ القبيــــحُ وزادَهُ                   حُسناً لدى المستضعفيـــــن مُزَوِّر

مهلاً «فرنسا» لا تقولي قد نسوا               إنّا – وإن طالَ الزمان – سنثــــأر

ويقول محمد الأخضر السائحي :

عيد نوفمبر

كان وهما وكان حلما بعيدا      أن نناجيك يا نوفمبــــر عيدا

وتعود الدموع فيك ابتساما       ويعود النشيج فيـك نشيــــدا

قل ليوليو هنا نوفمبر باق       خلد النصر مجــــده تخليـــدا

قد حفرنا اسمه على كل قلب   وجرى في الدماء عزما أكيدا

ومشينا كما علمت صفوفا      وحد الصدق رأينـــــا توحيدا.

ويقول الدكتور المبروك زيد الخير :

يا موطن الأمجاد ذكرك ثورة

دار الزمان و دار دولاب الفلــــك          و رمى الزمان بكل من أخنى و شكْ

و جزائر التاريخ فــــي أمجادهــا          خاضت غمار الحرب وسط المعتركْ

و تألقت شمسا تسافــــر في الدنـا          ريانة الأحلام تركـــــــــض في الفلكْ

يا قارئ التاريــــــــخ في إشراقـه         انظر لشعبــــــي ما أراد و مــــا ترك

لم يبد يومـــــا للغـــــــــزاة تنازلا         كلا ، و لا خــــاف العـــدو و إن فتك

بل طار فـــــي أفق الجهاد مقاوما         يرمي على جيش… الفرنسيين الشبك

و يذيقهم من الهزيـــــــمة أينــــما        حلت عساكرهـــــــم تصـــول و تأتفك

يا شعب أنـــــت بطولة لا تنقضي        و تألق يسمـــــو و يسحــــــق كل شك

و توهج يسبي الوجــــــــود جلاله        و رواية تحكــــــي مسالك من سلـــك

و بلاغة تقي اللســــــان سلاســــة        بفصاحة أعلــــت صداه فمــــا ارتبك

و تسنم في كل فــــــن رائــــــــــق       في معمع الابداع يركض و اشتبــــك

في كل رابيــــــة حكايـــــة أمــــــة      غنت تباريــــــح الزمــــان و ما ترك

و أعادت الاشـــــراق من ومضاتها      بجمالها الأخــــــــــاذ تغري من نسك

يا ثورة أسرت بمعراج المـــــــــنى     أحيـــــت أمانينا و أُهْلِكَ مــــــــن هلك

فلأنت أصــــــــداء الضمير بشعبنا      و لأنت صرخة أمتـــــــي من كل فك

كنا نحارب كل غــــــاز آثـــــــــــم      و نتيه في الدنيا ، و نحن بـــــها معك

و نصوغ آيات البطولــــــــة جهرة       نرمي بهــــــا في كل واد شانئــــــك

يا موطن الأمجاد ذكــــــــرك ثورة      الرب أيـــــــــدها و الشعـــــب قدمك

كانت ربيــــــعا هز أركــــــان الدنا       و رمى الغزاة إلى البحــار و سالمك

يا موطني أنــــــــت الحياة و سرها       من ذا يعيش إذا رمــــاك و خاصمك

أنت الهداية فــــاض فيها حلمنــــــا        و أتاك يركض باليقيــــــن و بايعــك

يا ملتقى الأغواط صــــغ ما ترتجي       و أعد تفاصيل الزمــــــان و ما ملك

و اربط بماضي أمتي مستقبــــــــلا        أوحى بنهضتها ، و أرسى المعترك

فجزائر التاريخ تعلـــــم قدرهــــــــا       و الكون يسأل : من أتاك و علمـــك

و العصر تجربـــــــة تصاغ بهمـــة       إما أردت قيـــــادها فيكــــــــون لك

في كل بارقة تناط بهـــــــا المـــــنى       قالت لموسى من مدىً : ما أعجلك

يا صاغة التاريخ كم في مــــــوطني       من آيــــــة تفضـــي لمجد مشترك

يسمو بها شعبي و يصعــــــــد للعلا      و يعاف أن يبقى يؤرجح في الدرك

يا دهر إن جزائري في وحيــــــــها        تسمو على الدنيا و تصعــــد للفلك

و الأمنيات مطامـــــح لا تنتهــــــي        قالت لشعبي بعد عسر : هيت لك

ويقول أحمد سحنون :

يحقّ لنا أن نُباهي الأُمم

يحق لنا أن نبــاهي الأمـــــم            ونرفع هــاماتنا في شمـــــم

لَوَ انَّا مضينا علــى نهجنــــا            نؤم الشعـوب ونهدي الأمـم

ونبنـــي حضارتـــنـــا فــــذة           محصّنـة بجميـــــــل الشيــم

ولم ننحرف عن هدى ديـــننا          ولم نتّخذ من هـــوانا صنـــم

لقد كان آبــــــاؤنــــا قـــــدوة          على إثرهم ســـار كل قـــدم

يشقون نهج الهــدى للــــورى         ويبنون صرح العلا والعظم

أطلوا بأنــــوارهم كالبـــــدور         على عالم غارق في الظلــم

فإن أصبحوا للــــورى ســادة         فقد بلغـــــوا غاية لــــم ترم

لقد جمعـــوا المجد من جانبيه         مجد الحسام ومجد القلــــــم

ففي كل أفـــق سنـــا حكمــــة        وفي كل جـو رفيــف علــــم

ونحن هدمنا الذي قــــد بـــنوا       ولم نرع ما قد رعوا من ذمم

عم ابتكـــروا فبنــوا نهـــضـة        حضارية تتـــحدى العـــــدم

ونحــــن شغلنـــــا بتقليـــــدنـا         لمن قلدوا خطونا في القــدم

فيا بلدا صنــــع المعـــجــزات        وأصبح للضاد حصنا أشــــم

وصــــار بإيمانـــــــه قــــــوة        تحدت قوى من بغى واجترم

وأقسم أن يطرد الغاصبيـــــن        فنال منـــــاه وبـــــر القســــم

و لكنــــه بعـــد نيـــل المنــى        أطاع الهوى وأضـــــاع القيم

ألا عد إلى منهج لـــم يـــــزل       يبوئ أهليه أعلــــى القمــــــم

ألا عد لنحيــــي أمجــــــادنــا       ونعلي من صرحنا ما انهــدم

ويا أيها الشــــــبـــاب الـــذي       عليه المعول فيـــــما أهـــــــم

وعدتنا في الخطوب الشـــداد       إذا ما دجا ليلنــــــا وادلهـــــم

ويا من تحدى جميع الصعاب      أعيذك أن تتحـــــدى القيــــــم

وأن تجهل الواجبات التـــــي       عليك لديـــن به الفضل تـــــم

وكان سلاحـــــك فـــي ثورة       جلا كل باغ بهـــــا وانــــهزم

ألا فاذكروا شهداء الحمــــى       وما بذلوا مــــن فــــــداء ودم

فلا تأمنوا حادثات الزمـــان       فإن حوادثـــــه لــــــم تنـــــــم

فيا ابن الجزائر ذي ليـــــلة       غدت مولدا لعــــلاك الأتــــــم

فإن بها ولــــــدت ثــــــورة       رددت بها حقــــك المهتضـــم

وكان لها في جميع البــــلاد      ثنـــــــــاء يـــــردده كــــــل فم

وصار لها دولة لا تــــــرام      لها غضبة الاســــــد المنتقـــــم

وجيش له مقـــلة لا تنــــــام      شديد المراس على من ظلــــــم

فأعظم بها نعمة فارعهـــــا       فأهــــــون شيء زوال النعــــم

وبالشـــــكر لله فلتحمهـــــا        تدم : إن من يحم شيئا يـــــــدم

ويقول الدكتورعيسى لحيلح أيضا :

إلـى الشّهداء

لِـــم هــــكذا يا أصدقـــــــائــــي ترْحلـــون وتتـْــــركون دماءَكمْ للـــــــذكريات؟!
لِـــم ترْحلـون وترحلون ، ولِــمَن ـ تُراكــم ـ تتْــركون وراءكم هَــذي الحيــاةْ؟ !
لِمَ هكـــــــذا يا أصدقائي تســــــقطون مع المـــــساء لكي يعــــــيشَ الإمّعَاتْ ؟
لَمْ يبْـــــــق إلا الأدْعيــاءُ يُــــــثرثــرون ويلغَــطون ويشْــــرحون العنْــعناتْ !
ويُـــــلطّخون وجوهَــــــهم بدمائكم ، ويُــزوّرون الموتَ في فَــوضى اللغاتْ.!!.
ويقَـــــــــوِّلون دماءَكــمْ ما لمْ تقــلْ ، ويًرَقّعـــون فصامَـــــــــهم بالأمْـــنياتْ!
يسْترجعون .. يُــبسملون .. يُحـوقلون .. يُهمْهِـمون ..وليتَ تُجدي الهمْـهماتْ!!
لمَ يَـستفــزُّ المَـوتً أشْـرعةَ الرحيلِ ، فتًسْــتَفَزُّ عيونكـم فــــي الأمْــــــسياتْ؟ !
يتقَــمّص الجُــبناءُ لَوْن دمائــكم ، وبلاؤكمْ في الحَــــــــــرْب يغْــدو شائعاتْ
اليَــومَ يحْـيا الأدعــياءُ على الدّما ، وغـــدًا يعِـــيشُ الأدْعيـــاءُ علـى الرّفاتْ !!
يا أصدقـائي فَصّـلوا التاريخَ من دمِــكم ومُــوتوا مثْــلَ رشْــح ِالأغْــــــنياتْ
يا أصدقـائي فصّلوهُ واخْــرجوا منْـــهُ إلى العـــــــاديِّ كالذِّكـْـــرى عُــــراةْ
فلَـسوْف يظْـهـر بينْــنا مَــن يرْتـديه كمَا ارتـدتْ ثوْب العَفافِ العَـاهــــراتْ!!!
يتَــقَاسمـون جراحَكم ، ويُـــزَيِّنـون صدورَهم !!..مَـــنْ لي بأعْـناقِ الحُـواةْ؟!
أنا شــاهدٌ أنّ الحقـيقةَ عَــكسَ ما قَال الشهـــودُ ، وعَــكسَ ما قال الــــرُّواةْ !
أنا شـاهـدٌ أنّ الحَــقيقةَ فـي دمِ القتْـلى ، ويعْـرفً بعضَها رُمْحُ الجُـــــــــناةْ!
لِـمَ هَـكذا يا أصدقَـائي الطّيِّـبين ؟ .. لِمن ـــ تُراكم ــ تتْركون الطيّبـــــــات؟!

وقال أيضا :

نشيد الخلود

لنفمبـــــــر في العالمين كـــــلام       هو منتهي ماسطَّــــــــروا وخِتـَــام

كلّ المنابــــــر في الدّنا هو ربّها       ما زغـــــردت أو نغّمــــــت ألغام

وهو النّمــــــوذج والمثال إذا ألـــــ    ـــمَّ  بأمّة المستضعفيـــــن وحــــام

وله جيـــــــاد مسرجات ضبحها        تكبيرنـــــا ، ولها البــــروق لجام

نادي فكبَّـــر واستجاب ” الانديجــــ    ـون ” ،وهب من سكر المنام نيام

ومضوا على درب الجهاد عليهم       أمـــــل الشعوب وســـامة ووسام

يندَكّ تحــــت خطاهم وهم الغزا ــ       ــة ويختفـــــي بين الظلام ظلام

فإذا الهوان كرامــــة ، وإذا الكرا        مة ثورة ، وإذا الضيــــاع نظام

وإذا السّبيـــــــل إلى الكرامة سلّم         درجــــاته الشهـــــــداء والآلام

فتقـــــحموه جحــــافلا مخفـــورة         بجحــــــافل أرواحـــــهم أعلام

من أجل أرض لا يجوز سوى لها       من بعد مكة في الدنــــا الإحرام

من أجل ديـــــــن لا حيـــاة بدونه        فعليـــــه أعمـــــدة الحيــاة تقام

من أجل شعب مغرق في المكرما        ت ، فكيف –ياللمكرمات-يضام

من أجل عرض قد تقدس طاهرا         زكاه عــــن كيــــد اللئــام كرام

لكأنهـــم أقمار صيــــف زانـــهم         رشاشهــــم ورصاصهم وحزام

تخضر تحت خطاهم الارض التي         يئست من الأمطار فهي عقام

فتثور من كل الجهـــــات رياحها          ويثور من تحت التراب عظام

وتجـــود بالدم فائــــــرا أرواحهم          فيحـــــن سيف للوغى وحسام

وكما ترى عطش المســـافة قاتل          وعلى عيـــون السالكين غمام

لكنهم قطعوه يحــــدو ركبــــــهم          إيمانهـــم ، لا كســـرة وطعام

وكما ترى .. برد المسافة مقرف         كالموت ينخر في العظام زؤام

لكنهم قطعــــــوه بردا مشتهــــى          فإذا بــــه بين الضلوع ســلام

فاهتز موت ، انتشى الحظ الكسيـ         ــح  وأزهرت بدمائهــم أكمام

وجثـــــا على قدميه من إقدامــهم          ظلم ، وخرّت سجَّدا أصنــام

يا للرجــــال ، وكم أعز يقينـــهم          حين الظنون على اليقين لجام

عافوا السياسة والمطالب إذ رأوا         أن السياســـة خدعة وحــــرام

وتقدم الرشـــــاش قبل خطيبهـــا          مستفتحا ، فإذا الكَلام كِــــلام

صدق السلاح هنا ، وغيره كاذب        وهو الفصيــح ، وغيره تمتام

وتقسموا ساح الوغى وسما إلــى         نيــــل الشهادة طاعن وغلام

وتقدمت نحو الفـــــداء فواطــــم         ولهن حرمـــــة أســده وذمام

ماصدهـــــــن عن الجهاد براقع         أو ردهــــــن عن الجهاد لثام

إن زغردت منهن ماجـــــدة فما         للناكصيـــــن عن الأمام مقام

نفروا خفــــافا أو ثقالا صاعدين         كأنهــــــم حول الحِمام حَمام

كانت بلادي مثل مائدة المسيـح         وحولـــــها دون الجياع طغام

رضعت فرنسا مااستلذت هاهنا           طال الرضاع وما تلاه فطام

فمن الجنوب النفط يطفـح فائرا           أمــــا الشمـــال فجعة وإدام

حتى أتوا – أبناءها- فإذا هـــم           القدر الذي طالت به الأعوام

“saint cyr” ماأغنت فتيلا ها هنا      والأطلسي وحربه الإجـــرام

والطائرات كأنها بعض الذباب           وجيشها مـلء الفضاء هوام

لا شيء يثبت أنهم كانوا هـــنا           إلا دليــــل في الحجاج يقام

أن النساء جميعـــــــهن ثواكل           أمــــا الصغار فكلهــم أيتام

يا طالعين ومالهــم في سوقهم           إلا ظنـــون تشترى وتسـام

لو لم يكن هذا “نوفمبر” عندنا           صلى إله الثائرون وصاموا

قل بِاســْـمه إما رميت فبِاسْمِه           يُهدى الرصاص ولا تطيش سهام

هو “كاف” “نون” الثائرين ونونهم     وإلى الأمام – ولا افتخار- إمام

هو عروة فاستمسكوا به تسلموا         فالموج عات والخضم عرام

ستون عاما لم تزل آلامــــــنا           فواحـــــة ، ولجـــــرحنا إيلام

ستون عاما يارجـــــال كأنها           في روح أصحاب الشهامة عام

ستون عاما لم تزل هذي “فرن        ـسا” تدّعي ، وتلوم حين تُلام

ستون عاما يا “فرنسا” فايأسي        كمدا ، جزائرنا عليك حـــرام

أرض الجزائر كلها قدسيـــــة         منا لها الإجلال والإعظـــــام

فبحبها نجـــزى جـــزاء وافيا         وبحبهــــا قد تسقــــــط الآثام

يا رائمين ، ورائحين ولم يعد         منكــــم هنا إلا القليل يُشـــام

حُمِّلتُم ألم البــــــلاد شبيبــــة          واحسرتا .. لو للشبـاب دوام

أنتم لنا الوعـد الجميــل وأنتم          – والله يشهد – للتمــام تمام

عشنا وعشتم يا رجال وأنتـم           من كل أمر في البلاد زمام

يا رائمين ورائحين،ومَن تُرى         قد خلّد الزمن المريب فداموا

الأهل من سبقوا على درب المنا     يا ،والمنى والذكريات خيام

فهناك قد يرتاح مكدود الخـطى       متوسّـــــدا أحلامـــه وينام

طبتم وطابت بيننا أعمــــاركم        وخلاكم يوم النشـور زحام

ولكم علينا أن نصون خطاكم         لا بدع إن ورث الكرامَ كرامُ

ولكم علينا أن نقـــول لناكـــر        أفضالكم :اسكت .. بفيك رغام

بواسطة
manzili.life

آفاق

ماستر ومهندسة في الإعلام الآلي والبرمجيات .كاتبة و شاعرة مبتدئة . أحب كتابة الخواطر ، مهتمة بتربية الطفل وعالمه الواسع . أحب الكتاب أيا كان موضوعها ومجالها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى